سياسة

وفاة المشجعة “نورة” وفوضى مباريات “دونور” يصلان قبة البرلمان

وفاة المشجعة الرجاوية نورة أمام ملعب دونور

وصل ملف وفاة المشجعة الرجاوية “نورة”، خلال مباراة جمعت بين نادي الرجاء الرياضي والأهلي المصري بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء، برسم ربع نهائي دوري أبطال إفريقيا، السبت 29 أبريل 2023، إلى قبة البرلمان.

ووجهت كل من النائبة البرلمانية عن فيدرالية اليسار الديمقراطي فاطمة التامني، ورئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب رشيد حموني، أسئلة كتابية إلى وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، لتقديم توضيحات حول أسباب وحيثيات وفاة “نورة”.

وقالت البرلمانية في سؤالها، إن “الفاجعة والحادثة المأساوية التي وقعت بمحيط المركب الرياضي محمد الخامس والتي راحت ضحيتها شابة في مقتبل العمر، من محبي فريق الرجاء البيضاوي، طرحت العديد من الاسئلة المتعلقة بسوء التنظيم، وما بيع من تذاكر للمشجعين المتوافدين على الملعب، وامتلائه عن آخره ساعات قبل بداية المباراة دون تمكن الآلاف ممن يحملون التذاكر أو بطائق الانخراط من دخول الملعب”.

هذا الوضع، تضيف التامني: “تسبب في حدوث ازدحام كبير وتدافع قدر بالآلاف أمام المداخل الضيقة للملعب، وليست هذه المرة الأولى التي نقف على مثل هذه الأحداث المرتبطة بسوء التنظيم في خرق سافر لحقوق الجماهير المشجعة، والتي يحق لها الولوج للملعب في ظروف لائقة وآمنة تحفظ حياتها وسلامتها وكرامتها”.

من جهته، وجه رئيس فريق التقدم والاشتراكية، رشيد حموني طلبا إلى رئيس لجنة القطاعات الاجتماعية لعقد اجتماع يناقش هذه الحادث المأساوي، مسجلا أنه وحسب الصور والمعطيات التي تم تناقلها إعلاميا، “فإنه من المرجح أن يكون سوء تنظيم دخول الجماهير الرياضية إلى الملعب، والفوضى العارمة التي رافقت هذا الحدث الكروي، سبباً من أسباب هذه الفاجعة الإنسانية المؤلمة”.

وأضاف حموني بأن “تنظيم ولوج الملاعب الرياضية، الذي تشرف عليها أحيانا شركات مفوضة، يشوبه في العديد من المناسبات، كثير من الازدحام والتدافع والفوضى والعبث والعشوائية، والمحاباة كذلك، حيث سجلنا في كثير من المنافسات الرياضية عدم تمكن مواطنات ومواطنين من الدخول إلى الملاعب رغم اقتنائهم للتذاكر سلفا”.

كذلك، حملت النائبة اليسارية في سؤالها الكتابي، المسؤولية لـ”سوء التنظيم الواضح والفوضى والتدخل الأمني بالعصي وخراطيم المياه والتي تسببت في حالة عارمة من الهلع والتدافع، خصوصا بين النساء والأطفال المرافقين لذويهم، وتقصير الشركة المسؤولة على التنظيم في ضبط الولوج للملعب، ودور مجلس المدينة والسلطات الامنية”.

وتابعت التامني، بأن بيع “التذاكر التي فاق عددها ما تسمح به الطاقة الاستيعابية للملعب ودون فحصها والتأكد منها قبل الوصول إلى بوابات الملعب غير الكافية لتأمين دخول آلاف المشجعين، كل ذلك يقتضي فتح تحقيق جدي ومسؤول للوقوف على ملابسات وفاة الشابة نورة، والأسباب المباشرة وغير المباشرة التي أدت الى حدوث الفوضى في محيط الملعب، وعدم فحص التذاكر من طرف الشركة المفوضة لها تدبير الملعب، وتحديد المسؤوليات وترتيب الجزاءات، وإبلاغ الرأي العام بنتائج التحقيق”.

ومن هذا المنطلق، ساءل كل من البرلمانيين المذكورين، الوزير المكلف بقطاع الرياضة، شكيب بنموسى، عن “حيثيات وملابسات ومسؤوليات وفاة المواطنة المشجعة الرجاوية نورة، حتى لا تتكرر مثل هذه المآسي والفواجع”، إذ ساءلت النائبة التامني، بنموسى، “عن الإجراءات التي تعتزم وزارته القيام بها حتى لا تمر هذه المأساة دون محاسبة ومعاقبة المتورطين والعابثين بأمن وسلامة المواطنين الأبرياء”.

كما ساءل حموني الوزير الملكف بقطاع الرياضة، حول التدابير التي يتعين على الوزارة المكلفة بقطاع الرياضة، المبادرة إلى اتخاذها، إلى جانب الجهات المعنية الأخرى، من أجل القطع مع أساليب العبث التي تنهجها بعض الأطراف المحسوبة على الرياضة الوطنية، لا سيما في مجال تدبير المنافسات الرياضية والولوج إلى الملاعب وتدبير التذاكر.

وكانت السلطات المحلية لعمالة مقاطعات الدار البيضاء-أنفا، قد أفادت بأن مشجعة لفريق الرجاء البيضاوي تبلغ من العمر حوالي 29 سنة، وافتها المنية يوم السبت خلال تواجدها بمحيط مركب محمد الخامس، من أجل حضور مباراة الرجاء والأهلي المصري برسم إياب دور ربع نهائي دوري أبطال إفريقيا.

وأفاد بلاغ للسلطات المحلية بأنها تدخلت بمعية مصالح الوقاية المدنية، فور إشعارها بالحادث، حيث تم تقديم الإسعافات الأولية للمعنية بالأمر، كما جرى نقلها على وجه السرعة إلى المستشفى الجهوي مولاي يوسف لتلقي الإسعافات اللازمة، إلا أنها فارقت الحياة بالمستشفى.

وأشار البلاغ ذاته إلى أن تحقيقا قد تم فتحه من قبل المصالح المعنية تحت إشراف النيابة العامة المختصة، للكشف عن ظروف وملابسات الحادث.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *