مجتمع

صباغة الحرير والملابس .. فن عريق يتجدد في سوق الصباغين بفاس (فيديو)

تعتبر صباغة الملابس والخيوط الصوفية من أعرق الصناعات التقليدية بفاس، خاصةً أنها توجد بحي الصباغين الذي حاز شهرةً عالمية، بسبب ذلك الزقاق الضيق الجميل الذي تمتزج فيه ألوان الخيوط المعلقة على أبواب الدكاكين، وقربه من ساحة الصفارين بقلب العاصمة العلمية.

عرفت صباغة الملابس والخيوط الصوفية ازدهاراً وكثرةً في الطلب عليها، قبل احتكار الشركات الكبرى للأسواق وصناعة الخيوط الصوفية بآلات حديثة وسريعة، أو انتشار الموضة في العالم الإسلامي، مما جعل حرفيي هذا القطاع ينتقلون من صباغة الخيوط الصوفية والحريرية، إلى صباغة الملابس المستعملة لضمان قوتهم اليومية.

يقوم المعلم الصباغ بدراسة دقيقة لصباغة الخيوط الصوفية، فهناك ألوان تستوجب استعمال الماء الساخن من أجل صباغتها وأخرى الدافئ أو البارد، فلكل لون طريقة معالجة معينة.

فالألوان الداكنة والقوية تحتاج فوق صباغتها إلى مرحلة تثبيت اللون من خلال إعادة غليانه، أما الألوان الفاتحة فيكتفى فيها المعلم بغسل خيوطها أو صوفها أو ثوبها بالماء فقط.

كانت تصبغ جميع أنواع خيوط النسيج من صوف وحرير ونسيج صوف رفيع يسمى الشعرة، أو الحبة، للجلابة الفاخرة، وأيضًا خيوط القفاطين والصوف الدقيق المستعمل في عُقد الزرابي الناعمة والصابرة، قبل أن تعرف الصناعة التقليدية تراجعًا ملحوظًا ربطه عامة الناس بالإجماع، باكتساح التكنولوجيا.

ومع انتشار منتجات النسيج الجاهزة، سواء المحلية أو المستوردة، فقدت هذه المهنة التي كانت ذات ارتباط قوي بكل أنواع النسيج حيويتها وشهرتها.

ومع غياب صناعة الأغطية الصوفية “البطانية” التي كانت لا غنى عنها في كل بيت، سواء في المدن أو في البوادي، وحلَّت محلِّها الأغطية الأوروبية المستوردة أو المصنَّعة محليًا، فقدت هذه المهنة مصدرًا هامًا من مصادر حركتها الاقتصادية. وأيضًا مع انتهاء دور صناعة الحرير المحلية، انتهت أهمية حرفة الصباغين وأصبحت مهددة بالانقراض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *