اقتصاد

بعد الأبقار البرازيلية.. هل يلجأ المغرب لاستيراد الأغنام الرومانية؟

قالت صحيفة “جون افريك” الفرنسية إن الحكومة المغربية تعتزم اللجوء إلى استيراد الأغنام من عدة دول أجنبية، خاصة من رومانيا.

ونقلت عن الصحافة الرومانية أن مفاوضات في هذا الإطار جرت، الثلاثاء الماضي، بين المغرب ممثلة بوفد برئاسة سفير الرباط في بوخارست حسن أبو أيوب، ووزير الزراعة الروماني.

في المقابل، أشارت الصحيفة ذاتها إلى أنها تواصلت مع مهنيين مغاربة أكدوا على أنهم يستكشفون الأسواق المختلفة من أجل استيراد أفضل الأغنام بأسعار جيدة،  وما رومانيا إلا إحدى هذه الأسواق.

وتساءلت الصحيفة عن سبب لجوء المغرب الذي يبدو نظريا أنه حقق اكتفاء ذاتيا في هذا القطاع، إلى الاستيراد،  كما تساءلت حول ما إذا كان الخوف من قلة القطيع وراء هذهرالخطوة، خاصة مع اقتراب عيد الأضحى الذي سيتزامن هذا العام مرة أخرى مع العطلة الصيفية والعودة الجماعية للمغاربة المقيمين في الخارج.

ونقلت “جون أفريك” عن مصادرها أن الانخفاض في قطيع الأغنام ليس حكرا على المغرب بل هي ظاهرة عالمية، لأن نفس العوامل، أي فترة ما بعد Covid-19 ، والجفاف  أثرت على مربي الماشية في كل مكان، ومن الطبيعي أن يبحث عن أسواق أخرى، إلا أنه لا شيء مؤكد حتى الآن، وفق تعبير المصدر.

ورجحت جون أفريك أن يكون ضعف التواصل بهذا الخصوص راجع  إلى الجدل الذي خلفه استيراد الأبقار البرازيلية من قبل المستهلك المغربي، وصلت حد امتناع الكثير من المغاربة عن تناولها بالرغم من رسائل الوزير الوصي على القطاع التي شدد فيها على الجودة الممتازة لهذه الأبقار.

وهذا ما أكده العديد من الجزارين المقيمين في الرباط والدار البيضاء الذين اتصلت بهم جون أفريك، إذ أجمعوا على أن  الناس مرتابون للغاية ويسألونهم بشكل منهجي عن مصدر اللحوم المعروضة ، حيث يرفضون شراءها إذا لم لم تكن مغربية.

وخلف استيراد مستثمر في القطاع الفلاحي بالجديدة لرؤوس أبقار برازيلية ضجة واسعة بين المغاربة، منتقدين استيراد أنواع “تفتقد للجودة لدعم سوق اللحوم الحمراء”.

وتداول مدونون صورا لهذه الأبقار، مؤكدين على أنها “جواميس وليست أبقار من النوع الجيد، في انتقاد حاد للحكومة التي سمحت باستيراد هذه البهائم البرازيلية على الرغم من أن دولا أخرى كإيران والأردن وتايلاند وروسيا أوقفوا مؤقتا استيرادها من البرازيل؛ بدعوى إصابتها بجنون البقر”.

وفي هذا الصدد، قال عبد الفتاح عمار مورد 2800 رأس من البرازيل عبر ميناء الجرف الأصفر بالجديدة، إن عملية إدخالها احترمت جميع دفاتر التحملات المعمول بها عالميا، مؤكدا أن هذه الأنواع هي “أبقار من سلالات جيدة وليست جواميس”.

وشدد عمار في حديثه لجريدة “العمق”، أن تحاليل “هذه الأبقار متوفرة لدى المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، ووزارة الفلاحة التي أوضحت أنواع هذه السلالة، وسبب استيرادها الراجع إلى الجفاف المتوالي لثلاث سنوات”.

وأوضح عمار، بخصوص الضجة التي أثارها موضوع الاستيراد من البرازيل، “أن من حق المغاربة الانتقاد والتساؤل، مشددا في الوقت ذاته، على أن الكثير منا قد أكل لحوم البقر البرازيلي، سواء من زار تركيا أو أي دولة أسيوية”.

وتابع المتحدث، قوله بأن القطاع الفلاحي “دائما يعرف مغامرات من هذا القبيل، وأنهم كمستوردين غير خائفين من هذه المغامرة، لأنه لا يمكنهم استيراد منتجات تضر المواطنين المغاربة”، مضيفا أن متخصص في هذا المجال منذ سنوات وراكم فيه خبرة كبيرة، إذ ورثه عن والده وجده.

وفيما يتعلق بالأزمة التي دفعت لاستيراد أبقار البرازيل وفق عمار، “فهي ناتجة عن تراجع الإنتاج بأوروبا كونها كانت السوق الأساسي لاستيراد اللحوم الحمراء، وبسبب هذا التراجع، توجه المغرب للسوق البرازيلي وإلى الأورغواي، وسيظل منفتحا على أي سوق آخر، لتمكين المغاربة من لحوم حمراء بأقل تكلفة”.

وخلص عمار بالتأكيد على أن “لحوم هذه الأبقار البرازيلية عالية الجودة، ولها قيمة غذائية مهمة، مجددا تأكيده على أنه لا يمكنهم كفلاحين ومستوردين المغامرة بصحة المغاربة، منوها بالنضج الذي أثاره المغاربة حول هذه المنتجات، والتساؤل الذي أثاروه، مطمئنا كل المواطنين على أن الوقت سيظهر جليا من يملك الحقيقة ومن يكذب”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *