آخر أخبار الرياضة، العمق الرياضي، الكرة المغربية، حوارات

“عين على رياضي”.. محلل رياضي يبرز قيمة بلوغ الوداد نهائي الأبطال وسبل الإرتقاء بكرة القدم

قدم نادي الوداد الرياضي أداءا بطوليا على أرضية ملعب لوفتوس فيرسفيلد أمام نادي ماميلودي صاندونز الجنوب إفريقي، مكنه من التأهل لنهائي عصبة الأبطال الإفريقية لكرة القدم، بعد تعادله بنتيجة هدفين مقابل هدفين في إياب نصف نهائي المنافسة.

من جانبه تمكن المنتخب الوطني المغربي لأقل من 17 سنة من التأهل إلى منافسات كأس العالم رغم الهزيمة في نهائي كأس أمم إفريقيا التي احتضنتها الجزائر خلال الشهر الجاري.

في هذه الحلقة من سلسلة “عين على رياضي”، جريدة “العمق” أجرت حوارا مع الإعلامي والمحلل الرياضي جلول التويجر، للحديث عن تأهل الوداد الرياضي وأداء المنتخب الوطني المغربي بكأس أمم إفريقيا لأقل من 17 سنة وسبل الإرتقاء بمنظومة كرة القدم الوطنية.

الوداد تجاوز واحدة من اقوى الفرق الإفريقية حاليا وعبر لنهائي عصبة الأبطال، ما دلالة ذلك؟

حقيقة لا أحد كان يتوقع أن يتأهل الوداد للمباراة النهائية في عصبة أبطال إفريقيا، بالنظر للصورة التي ظهر عليها في مباراة الذهاب، لكن يبدو لي أن الوداد ظهر في مباراته ضد العملاق صن داونز بثوب البطل بل بالصورة التي كنا ننتظر أن يظهر بها.

لاحظنا كيف تغير الأداء العام للفريق على مستوى المنظومة التكتيكية، في غياب ثلاثة من ركائز الفريق الذين احتفظ بهم المدرب فاندنبروك في كرسي الإحتياط وعندما أدخلهم أعطوا الإضافة المطلوبة من أبرزهم جلال الداودي وأيمن الحسوني.

لذلك أقول بأن الدلالة الواحدة في وصول الوداد للمباراة النهائية في العصبة هي أنه بطل إفريقيا.

النهائي الثاني تواليا للوداد الرياضي أمام الأهلي المصري، كيف تفسر ذلك؟

عندما يصل الوداد الرياضي للنهائي الثاني تواليا وفي أكبر المسابقات الإفريقية يؤكد حقيقة واحدة وهي أن الوداد تمرس على هذه المسلبقة وأصبح متخصصا فيها بلاعبي الخبرة والتجربة.

وفوق ذلك أصبح يعرف التضاريس الإفريقية، كما أن الإحتكاك الدائم بالأندية الإفريقية دائما يعطي النتائج المطلوبة وخاصة مع الأندية العريقة في إفريقيا لقياس مدى جاهزية الفريق لهذه المسابقة لهذا فالنهائي الثاني تواليا هو أمر طبيعي للوداد.

كيف تبدو لك حظوظ فريق الوداد الرياضي في نهائي سيلعب ذهابا بالقاهرة وإيابا بالدار البيضاء ؟

أعتقد بأن كل السيناريوهات ستكون في صالح الوداد الرياضي الذي عندما تجاوز العملاق صن داونز أصبحت حظوظه كبيرة في التتويج باللقب الغالي للمرة الثانية تواليا والرابع في مشواره ليفك الشراكة مع الرجاء، الوداد يعرف جيدا الظروف التي تجرى فيها مباريات الأهلي المصري في ستاد القاهرة، لذلك عليه أن يحصن دفاعه حتى لا يتلقى أهدافا قد تورطه في مباراة الإياب حتى وهو سيلعب أمام الجمهور الودادي وفي مركب النار.

تفادي الهزيمة بحصة أكثر من هدف، ولم لا التسجيل هناك لتزداد الصعوبة على لاعبي الأهلي في الإياب بالدارالبيضاء. شخصيا حضرت موقعة 2017 عندما كان الحسين عموتا مدربا للفريق، وفاز على الأهلي بهدف أمام جماهير غفيرة تألق فيها لاعبو الوداد والحارس زهير العروبي، ثم موقعة 2022 عندما كان وليد الركراكي مدربا للفريق وفاز آنذاك بهدفين للاشيء، ومازالت تلك الصور الرائحة في ذاكرتي، لهذا أقول بمنتهى الواقعية بأنه بمقدور الوداد أن يتوج بالعصبة.

ماذا ينقص الأندية الأخرى (الجيش الملكي، الرجاء الرياضي.. ) للسير على نهج الوداد الرياضي والمنتخب الوطني؟

للأسف شاهدنا كيف خرج الرجاء الرياضي من منافسات العصبة بعدما كنا نمني النفس بأن يتواجه الرجاء في المباراة النهائية في العصبة لأول مرة في التاريخ كما حدث في مباراة السوبر الإفريقي الذي كان قد جمع الوداد بالنهضة البركانية، كنا نتمنى أيضا أن يواصل الجيش الملكي المشوار في كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، للأسف هذا لم يحدث.

الرجاء كان يعاني من مشاكل تسييرية وأيضا التفريط في لاعبين من ذوي الخبرة، والجيش الملكي يبدو أنه إستنفذ ماكان يتوفر عليه من لياقة بدنية وحماس، لذلك يبدو لي أن الفريقين معا بحاجة لمدربين من العيار الثقيل بهوية إفريقية وأيضا للاعبين لهم من الإمكانيات ما يجعلهم قادرين على تجاوز الأندية الكبيرة على المستوى الإفريقي.

كيف ترى انعكاس صحوة كرة القدم المغربية مؤخرا على المنظومة بشكل عام؟

أعتقد بأنه عندما نشتغل على برامج وأوراش وأهداف محددة نصل للنتائج المرجوة، هذه الصحوة الكبيرة التي نعيشها اليوم على صعيد المنتخبات الوطنية والأندية الوطنية جاءت بعد سنوات عاشت فيها الكرة الوطنية النكبات والأزمات، وبالتالي كان لابد من إيجاد مخرج لهذه المعضلة، الحمد لله تم التركيز على الجانب المهم في منظومة الكرة الوطنية، وهو التكوين على صعيد أكاديمية محمد السادس لكرة القدم كمشروع ملكي جاء ليرتقي بالكرة الوطنية والنتيجة شاهدناها مع المنتخب الوطني في مونديال قطر 2022، ثم المنتخب الوطني لأقل من 17 سنة الذي تأهل لكأس العالم وأيضا مركب محمد السادس التحفة العالمية الذي يستقطب كل المنتخبات الوطنية.

وهناك أكاديميات جديدة كالفتح الرياضي، الجيش الملكي، الرجاء، حسنية أكادير ومراكز جهوية، لذلك في إعتقادي بأن هذا الورش المهم كان سببا في هذه الصحوة، إلى جانب العمل الكبير الذي يقوم به رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم السيبد فوزي لقجع الذي ملأ الكرسي الفارغ على صعيد الكونفدرالية والفيفا، لذلك شيء طبيعي أن نجني ثمار العمل ونعيش هذه الصحوة الكروية الكبيرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • ابو انسn'
    منذ 11 شهر

    كمغربي أشعر بالفخر عندما أسمع أن كرة القدم المغربية تحصد الألقاب وتتربع على عرش كرة القدم الافريقية ولكن يحز في نفسي عندما التفت الى التعليم ولا اسمع إلا ما يدمي القلب جراء الوضع المزري والكارثي الذي تتخبط فيه المدرسة المغربية منذ الاستقلال وإلى البوم أليس من حق المغاربة وهم المشهود لهم بالنبوغ والعبقرية ان يكون لهم تعليم جيد ؟سؤال أتمنى أن أجد جوابا. أنا حائر وخائف مادام وزراء تعليم بلادي يعينوا مباشرة بعد تقلدهم مهام وزارية بالداخلية .