خارج الحدود

وفاة مؤسس دولة قطر الذي انقلب عليه ابنه حمد بن خليفة

توفي الأمير خليفة بن حمد آل ثاني، مساء الأحد، وهو سادس أمراء قطر ووالد الأمير السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، عن عمر يناهز 84 عاماً.

ونعى الديوان الأميري في قطر الشيخ الراحل في بيان قال فيه: “بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره ينعى الديوان الأميري فقيد الوطن المغفور له بإذن الله صاحب السمو الأمير الأب الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني الذي وافته المنية مساء الأحد 23 أكتوبر 2016 عن عمر يناهز 84 عاماً”.

وأمر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بإعلان الحداد العام في كافة أنحاء قطر على الفقيد الكريم لمدة 3 أيام.

ويعتبر الأمير خليفة بن حمد آل ثاني من بين مؤسسي دولة قطر، حيث هو الذي أعلن في 3 دجنبر 1971، عن استقلال قطر عن الاستعمار البريطاني، وملغياً معاهدة عام 1916 ثم تولى منصب رئيس مجلس استثمار احتياطي الدولة في 21 فبراير 1972.

خلافه مع ابن عمه على ولاية العهد

كان الشيخ خليفة قد اعتبر نفسه هو ولي العهد الشرعي بعد وفاة جده عبد الله، الذي جعل ولاية العهد لابنه حمد قبل وفاة الأخير عام 1947 في حياة والده، فتنازل الشيخ عبدالله بن قاسم عن الحكم سنة 1949، إلى ابنه الثاني علي بشرط أن يتولى ابن أخيه خليفة بن حمد ولاية العهد.

وظل الشيخ علي يحكم إلى أن تنازل عن الحكم لابنه أحمد عام 1960 وعين ابن عمه خليفة وليا للعهد، إلا أن الشيخ خليفة لم يرضخ لتنازل عمه علي بن عبدالله لابنه، واعتبر نفسه أحق بالحكم من ابن عمه. وفي 22 فبراير 1972 استطاع الشيخ خليفة بن حمد أن يخلع ابن عمه عبر انقلاب أبيض، ويستولي على السلطة، حينها تولى مقاليد الحكم في قطر.

نهاية حكمه

في 27 يونيو 1995 تم عزله عن الحكم في انقلاب أبيض قام به ابنه وولي عهده الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، واعتقل 36 من أنصاره. ثم اتهم بعد شهور من إقصائه عن الحكم بتدبير محاولة انقلابية لاسترداد الحكم، إلا أن تلك المحاولة فشلت، وتم ضبط قياداتها بمن فيهم وزير سابق، وأعادته إلى الدوحة من بيروت سنة 2003.

المنفى وجهود المصالحة

عاش بعدها فترة خارج قطر بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وعدة عواصم أوروبية في منفى اختياري لمدة 9 سنوات.

وسعيا للمصالحة داخل الأسرة الحاكمة القطرية، قام أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة بزيارات عديدة ومنتظمة لوالده في بعض العواصم الأوروبية، التي كان يتنقل بينها وقام بوقف الدعاوى التي رفعت على الشيخ خليفة وعدد من المسؤولين في عهده، لاسترداد أموال قدرت بمليارات الدولارات. كما كان من مظاهر تلك المصالحة عودة الشيخ محمد بن حمد آل ثاني عم الشيخ حمد والذي كان يرافق الأمير المعزول في منفاه وهي العودة التي تمت سنة 2001.

عودته إلى قطر

عاد إلى قطر في يوم الخميس 14 أكتوبر 2004 للمشاركة بتشيع جثمان إحدى زوجاته وهي الشيخة موزة بن علي بن سعود بن عبد العزيز آل ثاني التي كانت ترافقه في المنفى في باريس، عن عمر يناهز الخمسين عاما وهي والدة أصغر أبنائه، وهو الشيخ جاسم بن خليفة آل ثاني، الذي كان مرافقا لوالده في الخارج.

استقبله ابنه الشيخ حمد أمير قطر السابق وقد لقب في وسائل الإعلام القطرية بـ”الأمير الوالد”. لكنه غاب تمامًا عن الأضواء منذ ذلك الحين دون أي أخبار عنه رغم وجوده في الدوحة، في ظل تسريبات تقول إنه قيد الإقامة الجبرية، ومعلومات أخرى تقول إنه في أحد المراكز الطبية المرموقة في الدوحة ويعاني من أمراض شيخوخة متفاقمة.