وجهة نظر

طرد عبد الصامد من الجزيرة.. سقطة سياسية وعيب ديبلوماسي كبير

أن تتورط قناة إخبارية، تقول عن نفسها أنها مهنية و محايدة، في طرد تعسفي لإعلامي متميز يعمل معها منذ سنوات، هو عمل رديء مهنيا و أخلاقيا … و أن يكون وراء ذلك الفعل، تحريض من عملاء دولة أخرى تعادي البلد الذي ينتمي إليه الصحفي، تلك سقطة سياسية و عيب ديبلوماسي كبير و بؤس قيمي خطير …

بصدق، أعتقد أن ما وقع للإعلامي المغربي، ليس بريئا … بل، يحمل إرادة واضحة لبعث رسالة “معينة” تتجاوز المعني بالطرد التعسفي الأخ عبد الصمد ناصر… ومن دون شك، هي رسالة غير لائقة، خالية من المودة و لا تراعي ما سبق من مواقف العز و النخوة و الشموخ المغربي دفاعا عن قطر و شعبها ضد حصار اعتبرناه بشكل تلقائي غير ذي معنى.

لكن، ما دمنا في جو الرسائل المبطنة التي تحمل مواقف غير واضحة، سأرد بشكل واضح، و برسالة غير مشفرة كالآتي :

✳ “للأسف الشديد، بعض “أشقائنا” لا يريدون استيعاب أن المغرب دولة لها من الرسوخ الحضاري، و العمق التاريخي، و التميز في نظامها السياسي، و الاستقرار في كيانها الوطني وبنيانها المؤسساتي منذ قرون و قرون، ما يجعلها دولة استثنائية في عالم عربي متنوع التضاريس السياسية، و دولة عصية على التدجين أو التوجيه “من الخارج” بما لا يتماشى مع ركائز المنطق الذي يحكم قرارها السيادي …

هؤلاء “الأشقاء” لا يريدون القبول بحقيقة استقلالية قرارنا الوطني السيادي الذي ينضبط، أولا و قبل كل شيء، لمصالح المغرب وثوابته الوطنية، و يحرص على قيم الأخوة و التعاون لجلب المنافع، و يرفض سياسة التآمر ضد مصالح الدول الأخرى و ضد وحدتها الترابية …

بعض “أشقائنا” عليهم أن يفهموا أن المغرب لم يكن يوما مساندا لسياسة الأحلاف التحريضية “مع هذا ضد ذاك”، في جسم عربي و مغاربي و إسلامي و إفريقي واحد. و بالتأكيد، لن يكون المغرب يوما ضد “هذه الدولة/البلد”، فقط، لكسب رضا “تلك الدولة/البلد”…

ديبلوماسية المغرب واضحة و منظارها تم التذكير به وتحديده بوضوح : الصحراء المغربية و الوحدة الترابية للمملكة!! … وبالتالي، من أراد احترام ذلك أهلا به …. أما من يرفض تقبل حقيقة كون المغرب ليس دولة صنعها الاستعمار الفرنسي اللعين سنة 1962، فذلك شأنه … و من يبحث عمن يسايره في ديبلوماسية الطعن من الخلف و التحريض، فليبحث عن غيرنا … و من يبحث عمن يسايره في مواقفه ضد دول شقيقة كبرى، فقط، لإرضاء غرور زعامة عربية فارغة من أي مضمون، عليه أن يبحث عن ذلك الخنوع لدى دول ترعى البؤس ووالشر و خطاب الكراهية والحقد والعداء ….

أما المغرب فلن يكون أبدا شيئا آخر غير ما هو عليه :

دولة كبيرة تحترم نفسها و تراعي حقوق الأشقاء؛

نظام سياسي شرعي راسخ في وجدان أبناء الأمة المغربية، لا يحتاج إلى رداءة لعبة الكولسة، ولا إلى التحريض الإعلامي، ولا إلى تمويل التنظيمات التحريضية على الفتنة؛

شعب ناضج و منفتح يهمه تحسين واقعه و السير إلى الأمام على درب التقدم والتنمية، عوض الغوص في مستنقع الكراهية والعداء لشعوب أخرى … !” ✳

أتمنى أن تكون الرسالة واضحة … وحبذا لو وصلت لمن يبدو أنهم يحتاجون إلى من ينبههم بأن يحافظوا على الحكمة و أن لا يستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *