مجتمع

حفل “التعريجة” بكلية آسفي يثيل الجدل.. نقابة تتساءل عن السند القانوني لتمويله

تساءل المكتب المحلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي بالكلية متعددة التخصصات بآسفي، عن السند القانوني لتمويل حفل غنائي داخل الكلية، مسجلة في الوقت نفسه حاجة الكلية وموظفيها وأساتذتها للعديد من الخدمات اللائقة، عوض حفل تشريفهم.

واعتبرت الحفل المقام بقاعة الندوات بالكلية، وما ظهر فيه من مشاهد رقص شعبي على نغمات “الوتار” و”الطعريجة” لعميدة الكلية، ومعها موظفين وموظفات، في صورة “أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها مسيئة للكلية المتعددة التخصصات بصفة خاصة ولحرمة وقدسية الجامعة بصفة عامة باعتبارها مؤسسة للتكوين و بناء المعرفة”.

وقالت النقابة، في بيان لها، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، إن عبارات الاستنكار والشجب “تتزاحم وتتشابك، لكن سؤالا واحدا لا يغادر التفكير ألا وهو: على أي بند من بنود ميزانية المؤسسة الجامعية الفقيرة وقع شغف الحفلات والنشاط يا ترى؟”

وأضافت نقابة التعليم العالي، أنه كان من الأولى أن تعمل عمادة الكلية على توفير ظروف اشتغال لائقة بالموظفين والأساتذة، عوض أن تنظم حفلا على شرفهم.

وسجل المصدر ذاته، بأن الحفل نظم “بدون مناسبة تذكر، بممون حفلات فاخر، وموائد مؤتتة أقله أن يستنزف عشرات الآلاف من الدراهم من ميزانية مؤسسة جامعية هي في حاجة لكل شيء إلا لحفل باذخ على أنغام الوترة و الطعريجة”.

وأوضح المصدر أن الحفل تم في أرجاء كلية “تفتقر” لأبسط مقومات المؤسسة الجامعية؛ “فلا صيانة للمرافق الصحية للأساتذة، لا ماء دائم الصبيب لا معدات بيداغوجية حديثة للتدريس، لا صيانة لشبكة الكهرباء و الانارة بقاعات الدروس لا طابعات، لا ورق ، لا معدات للأشغال التطبيقية بالمختبرات، لا لوائح محينة للامتحانات، لا نتائج بلغت للطلبة في الآجال قبل الدورة الاستدراكية… لا ولا ولا ولائحة لآت لا تحصرها إلا مقولة “أش خاصك العريان… خاصني خاتم أمولاي”.

وعبر المكتب النقابي المذكور عن استنكاره ورفضه للحفل، معتبرا إياه “لا يساهم إلا في تبخيس صورة المؤسسة، خاصة أنها صادرة عن رئيستها التي لطالما أشهرت فيتو “On est pas riche” في وجه طلبات الأساتذة لاقتناء معدات بيداغوجية ومعدات المختبرات”.

ولم تقف النقابة عند هذا الحد، بل اتهمت عميدة الكلية، بـ”عرقلت البحث العلمي بالمؤسسة عن طريق رفضها التأشير على العديد من مشاريع البحث العلمي التي بذل أصحابها من الأساتذة الجهد الجهيد لجلبها بشراكة مع مانحين أجانب”.

وأشارت النقابة إلى أن ثلاث سنوات من ولاية العميدة قد انقضت، “حصل فيها الشيء ونقيضه مع درجة امتياز في تلميع صورتها الخارجية وتجاهل الواقع الداخلي للكلية متعددة التخصصات الذي يعرفه القاصي والداني”.

تجدر الإشارة إلى أن  عميدة الكلية المتعددة التخصصات بآسفي، ظهرت وهي ترقص في حفل مقام بأحد مدرجات الكلية رفقة الجوق المنشط للحفلة.

وأكد أكثر من مصدر، إضافة إلى فيديو توصلت به جريدة “العمق”، حضور عميدة الكلية للحفل، وهي ترقص رفقة موظفات وموظفين على أنغام موسيقى شعبية.

الحفل الذي تسرب منه الفيديو، كان وفق مصدر الجريدة، حفلا مغلقا خاصا بالموظفين المزاولين داخل الكلية، نظم أمس الجمعة، بمناسبة انتهاء الموسوم الجامعي، فيما أوضح مصدر آخر أن تم خلال توقيع اتفاقية شراكة للكلية مع إحدى جمعيات المجتمع المدني.

مصادر طلابية، أفادت أن الواقعة تبعها استنكارا طلابيا، معتبرين الحفل بهذه الطريقة “لا يليق بجامعة العلم والمعرفة ولا بالمسؤولين عليها”.

وأرجعت مصادر الجريدة أسباب وصول الجامعة المغربية لهذا الحد من “الوضاعة”، إلى “واقع الحركة الطلابية الضعيف، والذي لم يعد يمارس ضغطه النقابي والطلابي بالشكل المطلوب، حتى بل أصبحت الجامعة فضاء يقبل العديد من التجاوزات البعيدة عن التحصيل العلمي الأكاديمي”.

تجدر الإشارة إلى أن الجريدة سعت إلى التأكد من حقيقة الموضوع من أكثر من مصدر، وأنها فضلت عدم ذكر أسمائهم حماية لهم/ن من ما يمكن أن يترتب عن ذلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • مواطن
    منذ 11 شهر

    الترفيه باستعمال الموسيقى الشعبية الصالحة داخل مؤسسة تعليمية يعني لي مايلي: - ان المؤسسة بهرمها لاتعمل وفق مايمليه واجب التعليم العالي في مجال المعلومة والبحث العلمي . - ان فساد العقول والاستهتار بالمسؤولية المهنية من اسبابهما نمط التسيير الإداري حيث تمول انشطة باستقلالية وبميزانية تحكمها بنوذ قانونية تاكلت ولم تحين" القانون السايب تيعلم السرقة. - ضعف المتابعة والتقييم الجاد للمنجزات وفشل كبير للوزارة في الإصلاح لتحقيق أهداف المتوخاة من الجامعة .