مجتمع

عدم حصول أكثر من 50% على البكالوريا يسائل المنظومة التربوية بجهة بني ملال

لم تنجح أكاديمية بني ملال للمرة الخامسة على التوالي في مغادرة المراتب الأخيرة لنتائج البكالوريا على المستوى الوطني، إذ حصلت على المرتبة ما قبل الأخيرة بنسبة لم تتجاوز 49.74%  متأخرة عن المعدل الوطني بأكثر من 10 نقاط.

وقد عرفت نتائج امتحانات البكالوريا لهذه السنة بالجهة تراجعا ملحوظا مقارنة مع الموسم الماضي الذي تمكن فيه أكثر من 60% من تلاميذ الجهة من الحصول على شهادة البكالوريا في الدورة العادية فقط.

وتساءل عدد من المتتبعين للشأن التعليمي بالجهة عن سبب فشل المنظومة بالجهة في تجاوز هذه المراتب المتدنية، وعدم تمكن أكثر من نصف متعلمي الجهة من الحصول على شهادة البكالوريا في الدورة العادية.

ودق فاعلون تربويون ناقوس الخطر من أجل العمل على إيجاد مكامن الخلل لتحسين ترتيب الأكاديمية في هذا الاستحقاق الوطني.

وفي تصريح لأحد العاملين بالقطاع، رفض الكشف عن هويته، قال إن فرض تدريس العلوم باللغة الفرنسية من بين أسباب تدني نسب النجاح في البكالوريا، علما أن معظم تلاميذ الجهة ينحدرون من أوساط فقيرة ومن المجال القروي الذي تقل فيه فرص تعلم اللغة الفرنسية، وفق تعبيره.

وقال إن النسب المتدنية تسجل في هذه الشعب وخاصة شعبة علوم الحياة والأرض التي سجلت فيها إحدى الثانويات بالجهة نسبة نجاح لم تتجاوز 18 %، داعيا إلى إعادة النظر في فرض اللغة الفرنسية على المتعلمين وجعلها اختيارية والإبقاء على هذه الشعب باللغة العربية.

وأوضح المصدر ذاته أن تجربته مع المتعلمات والمتعلمين، أثبتت أن هذا الخيار خيار “فاشل”، ولن تتمكن الجهة من تجاوز هذه النسب “الكارثية” إلا بتدارك هذا الخطأ الذي يفرض على متعلمين تلقي العلوم بلغة لا يتقنونها، ليختم تصريحه بالقول:” إن المتضرر الأول من الإصرار على فرنسة العلوم وعدم ترك خيار للراغبين في تلقيها باللغة العربية هو الوطن”.

من جانبه، رجح الكاتب الجهوي للجامعة الوطنية للتعليم FNE، اسماعيل، أمرار، في تدوينة مطولة على حسابه بالفيسبوك أن يكون التعيين في مناصب المسؤولية اعتمادا على الولاء و الخضوع التام والتدخل في الاختصاصات وراء هذه النتائج التي تسجل بأكاديمية بني ملال.

وأشار أيضا إلى الأجواء التي وصفها بـ “المشحونة” والتي دفعت العديد من الأطر إلى تقديم استقالاتهم من المسؤولية ومنهم بعض الكفاءات التي غادرت القطاع بشكل نهائي، فضلا عن الاهتمام بالاجتماعات “الفارغة”، وخلق أجواء التوتر مع كل الفئات، والانفراد بتسيير القطاع بمنطق “الشيوخ والمقدمين”، وفق تعبيره.

من جهته، قال الحقوقي في صفوف الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بخنيفرة، كبير قاشا، إن المرتبة الأخيرة التي أصبحت تلازمها أكاديمية بني ملال خنيفرة، والتي تعكس غياب أي تقدم منذ سنوات في تحسين وضع الجهة تعليميا، يؤكد لنا غياب رؤية واضحة في سير العمل و الخطط والبرامج التربوية وتقصيرا منهجيا وتخاذلا في اتخاذ تدابير للنهوض بواقع القطاع جهويا.

وقال إن القطاع في الجهة لايزال يتسم بتكديس التلاميذ في الأقسام مما يرهق أكفأ الأطر التربوية، واستمرار انتشار الأقسام المشتركة وفصول البناء المفكك داخل المراكز الحضرية نفسها، وهي فصول بالإضافة لخطورتها لا تحمي التلاميذ من حرارة صيف ولا قساوة شتاء، ولا توفر لهم شروطا جيدة للتعلم.

وأشار قاشا في تصريح لجريدة العمق إلى  تجويع تلاميذ المؤسسات الداخلية وحرمانهم من نظام غذائي سليم كما تابعنا ذلك في مجموعة من المواقع الإعلامية، من خلال صور صادمة ومقاطع فيديو، وهو الأمر الذي لم يتم التعامل معه بجدية من طرف مجموعة من المديريات، بحيث استمر التعامل مع مقاولي المطعمة المتورطين في هذه التجاوزات و الإضرار بصحة التلاميذ وسلامتهم البدنية، وفق تغبيره.

وأضاف الحقوقي ذاته: “إن هذا كله يفسر في جزء منه القصور و التخلف الذي تعرفه المنظومة في الجهة، والجزء الآخر يرجع لغياب الحرية الممنوحة للأطر التربوية و النقابية، حيث سجلنا توجيه تنبيهات لأساتذة بمناسبة القيام بأنشطة تربوية وكأن المطلوب من المؤسسات التعليمية هو التنافس على أنشطة البستنة وصباغة الجدران فقط، والتضييق على النقابيين ورفض فتح حوارات جدية معهم لمناقشة قضايا المنظومة والوقوف على مكامن الضعف فيها و القصور، بالشكل الذي يمكنه أن يوفر أجواء إيجابية للعطاء و التطور”.

وكانت أكاديمية جهة بني ملال خنيفرة قد أعلنت في بلاغ أن “نسبة النجاح بالنسبة للمتمدرسين بلغت %49.74، حيث تمكن 14053 مترشحة ومترشحا من النجاح في الامتحانات ونيل شهادة البكالوريا، من بينهم 8447 مترشحة من الإناث، بنسبة نجاح بلغت %55.03، فيما بلغ عدد الناجحين لدى فئة الأحرار 1009، بنسبة نجاح بلغت %22.99”.

وبلغ عدد الحاصلين على شهادة البكالوريا من المتمدرسين في قطب الشعب العلمية والتقنية 8233، بنسبة نجاح بلغت %46.94. أما قطب الشعب الأدبية والأصيلة فبلغ عدد الناجحين 5740، بنسبة نجاح %56.02، وبالنسبة للمسالك المهنية فقد بلغ عدد الناجحين 80، بنسبة نجاح بلغت %32.13، وبلغت نسبة الناجحين في المسالك الدولية للبكالوريا المغربية -خيار فرنسية %71.98.

كما بلغ عدد التلاميذ المتمدرسين الحاصلين على شهادة البكالوريا بإحدى الميزات 6422 (672: حسن جدا، و1833: حسن، و3917: مستحسن) بنسبة %45.70 من مجموع الناجحين. وتمكن 26 مترشحة ومترشحا من نزلاء المؤسسات السجنية من اجتياز امتحانات هذه الدورة بنجاح، والحصول على شهادة البكالوريا.

وسيجتاز امتحانات الدورة الاستدراكية 14235 مترشحة ومترشحا، حيث ستجرى اختبارات هذه الدورة يومي 03 و04 يوليوز 2023 بالنسبة للامتحان الجهوي الموحد، وأيام 05 و06 و07 يوليوز 2023، بالنسبة للامتحان الوطني الموحد، على أن يتم الإعلان عن نتائجها يوم 13 يوليوز 2023.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *