اقتصاد

الهيدروجين الأخضر يغري شركات هولندية .. مشروع ضخم يطمح لتشغيل آلاف المغاربة

استأثر الهيدروجين الأخضر بجزء كبير من المباحثات التي جمعت رئيس الحكومة عزيز أخنوش، ورئيس الوزراء الهولندي “مارك روتيه”، حيث ترأسا الأربعاء الماضي طاولة مستديرة تناولت على الخصوص آفاق الهيدروجين الأخضر والإمكانيات الاقتصادية والمستدامة التي يتيحها.

“روته” الذي رافقه في هذه الزيارة نائب وزير المناخ والطاقة وفاعلون اقتصاديون في مجال الطاقات المتجددة، قال في حوار مع “لوماتان”، إن المملكة تتوفر على إمكانيات ضخمة لإنتاج الهيدروجين الأخضر، معبرا عن سعادته لكون التعاون مع المغرب في هذا المجال يتطور في الاتجاه الصحيح.

وأشار إلى وجود فرص كبيرة للتعاون في مجال ملاءمة الموانئ لاستخدام الهيدروجين الأخضر، وكذا بناء موانئ جديدة مهيأة لهذا المصدر الجديد من الطاقة، موضحا بأنه ما دام الأمر يتعلق بقطاع جديد نسبيا، فهناك الكثير مما ينبغي تطويره، وخاصة في مجال الأبحاث والتطوير.

ويتطلع عدد من رجال الأعمال الهولنديين الذين رافقوا “مارك روتيه” خلال زيارته للمملكة للاستثمار في مجال الهيدروجين الأخضر، في هذا الإطار، كان لجريدة “العمق” فرصة اللقاء بالمستثمرة الهولندية-المغربية إلهام سياج، وشريكها الهولندي للحديث عن مشروع ضخم لإنتاج “البترول الجديد”.

وقالت سياج، إن هذا المشروع الضخم الذي لازال قيد الدراسة، سيقام على مساحة تقدر بـ30 ألف هكتار، وسيمكن من توفير قرابة 60 ألف منصب شغل، مضيفة أنه خلال 6 أشهر أو سنة على أبعد تقدير سيتم الانتهاء من جميع الدراسات من أجل تحديد المنطقة التي سيقام عليها هذا المشروع.

وأضافت المستثمرة الهولندية من أصول مغربية، أن وفدا هولنديا يقوده وزير الطاقة، سيقوم بزيارة إلى المغرب أكتوبر المقبل، وستكون فرصة جيدة من أجل تعميق النقاش مع الجانب المغربي حول هذا المشروع الضخم، وأيضا مناقشة المعايير الضرورية في المنطقة المراد إقامة المشروع على أرضها.

وبحسب سياج، فالشمس والرياح ليس المعيارين الوحيدين لإقامة مشروع إنتاج الهيدروجين الأخضر، إذ يستلزم الأمر بنية تحتية قوية وطرقات والقرب من الميناء لتسهيل عمليات التصدير إلى هولندا، وأيضا الماء الحلو، وبناء سكنيات للمستخدمين في المشروع ومصانع أيضا.

وأوضحت المتحدثة، أنهم سيقومون بجولة في عدد من أقاليم المملكة واللقاء بمسؤوليها ومسؤولي وزارة الطاقة المغربية، من أجل التعرف على إمكانيات كل منطقة، والعودة إلى هولندا من أجل دراسة المعطيات التي تم جمعها، وبالتالي الحسم في المنطقة التي يمكنها أن تحتضن هذا المشروع الضخم.

في السياق ذاته، قالت سياج، إن قرب المنطقة من إحدى الموانئ سيكون نقطة إيجابية لاحتضانها لهذا المشروع، مشيرة إلى إمكانية توسعة الميناء وإعادة ملاءمته حتى يستجيب لمعايير نقل الهيدروجين الأخضر إلى هولندا.

فيما يخص اليد العاملة، أوضحت نائبة رئيس الشركة الهولندية المكلفة بهذا المشروع الضخم، أنها ستكون مغربية 100%، حيث سيتم تكوينهم داخل المغرب وفق النظام الهولندي، لمدد تتراوح بين 6 أشهر وسنة، حسب تخصص كل مستخدم.

في هذا الإطار، قالت إلهام سياج: “العمال سيتلقون تكوينا في تخصصاتهم، حيث سيتم استقدام أساتذة متخصصين من هولندا لتكوين الأساتذة المغاربة الذي سيقومون بدورهم بتكوين المستخدمين، سواء المهندسين أو التقنيين وغيرهم، وفي نهاية التكوين سيتسلمون دبلومات”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *