سياسة

تقرير أمريكي يحذر من تحركات إيرانية جزائرية لزعزعة استقرار المغرب

سلط تقرير لموقع “ديفنس بوست” الأمريكي الضوء على حملات التخريب التي تقودها إيران والجزائر من أجل زعزعة استقرار المغرب، وذلك عبر إمداد جبهة البوليساريو الانفصالية بطائرات “درون” هجومية من صنع إيراني.

وأشار الموقع الأمريكي، أن خطة إيران في الشرق الأوسط تحاول تكرارها في إفريقيا وبشكل بارز في الساحل الكبير والمغرب، مضيفا أنه في بلدان مثل السنغال وجمهورية أفريقيا الوسطى ونيجيريا، قامت إيران بتسليح وتدريب جماعات شيعية متمردة.

وبهذه الطريقة، يضيف الموقع ضمن مقال تحليلي عنونه بـ “زعزعة استقرار إفريقيا: الطائرات المسيرة الإيرانية تهديد للمغرب”، “تكتسب إيران قاعدة في منطقة استراتيجية وغنية بالموارد تقع بجوار الممرات الملاحية الغربية الحيوية في المحيط الأطلسي”.

وأضاف أن التدخلات الإيرانية يمكن أن تكون لها تداعيات جيوسياسية كبيرة في منطقة الصحراء شمال غرب أفريقيا، مبرزا أن “إيران تسعى من خلال دعمها المتزايد لخصوم المغرب من الدول أو غير الدول، إلى تقويض حليف غربي متين يشكل ركيزة الاستقرار في منطقة مضطربة”.

وبحسب الموقع الأمريكي، فإن أكثر ما يقلق المغرب هو توريد إيران للطائرات بدون طيار الهجومية إلى جبهة البوليساريو، هذه الجماعة الانفصالية التي تتلقى دعما مستمرا من الجزائر الخصم الإقليمي والمنافس للمغرب.

وقد تحدث الممثل الدائر للمغرب في الأمم المتحدة، مرارا وتكرارا عن نقل “درونات” إيرانية عبر الجزائر، وحذر من أن المغرب سيتصرف بـ”الطريقة المناسبة”، يضيف موقع “ديفنس بوست”.

وأبرز أن لدى إيران علاقات اقتصادية وعسكرية مرسخة مع الجزائر، وقد أقرت طهران ببيع طائرات بدون طيار عسكرية للجزائر، كما يتفاخر ما يسمى بـ”وزير الداخلية” السابق لجبهة البوليساريو عمر منصور، بأن الجماعة الانفصالية توصلت بطائرات إيرانية وستنشرها لاستهداف قوات الأمن المغربية.

المصدر ذاته، أوضح أن مسؤولين مغاربة كبار قدموا تفاصيل حول كيفية استخدام إيران لميليشيا حزب الله اللبنانية لتقديم التدريب العسكري والدعم لانفصاليي البوليساريو بمخيمات تندوف في الجزائر. ويعود هذا الدعم إلى عام 2017 وقد أثار انزعاج الرباط لفترة طويلة.

في ماي 2018، قطع المغرب العلاقات الدبلوماسية مع إيران للمرة الثالثة بسبب دعمها للجبهة الانفصالية. وكشف “ديفنس بوست”، أن إيران أرسلت مؤخرًا وحدات من الحرس الثوري الإسلامي على الجزائر لتعزيز تدريب مقاتلي البوليساريو.

وتحدث مسؤولون مغاربة، يضيف المصدر ذاته، عن معلومات استخباراتية كشفت كيف قامت الجزائر بتحسين الطرق الجوية القليلة المستخدمة لعمليات الطائرات بدون طيار، وتوجد هذه المدارج الجوية في مناطق قاحلة في الجزائر بالقرب من الحدود مع المغرب.

وأكد الموقع الأمريكي، أن ازدياد دعم إيران للجزائر والبوليساريو لا يشكل تهديدا فقط للمغرب، بل أيضا لاستقرار المنطقة بشكل عام، حيث أن المملكة كانت لمدة طويلة حاجزا استراتيجيا في شمال أفريقيا، كونها بلد إسلامي معتدل يتمتع باقتصاد سريع النمو وعلاقات اقتصادية متعمقة مع الدول الإفريقية الأخرى.

وبحسب المصدر ذاته، فإن هذه الأسس الاقتصادية والسياسية تعتبر أساسا لظهور المغرب كقاعدة استراتيجية موثوق بها بين الولايات المتحدة/أوروبا والقارة الأفريقية بأكملها.

وأورد الموقع، أن الجهود الإيرانية لزعزعة استقرار المغرب تتوافق مع عداء إيران لإسرائيل، مشيرا في هذا الإطار إلى أن العلاقات المغربية الإسرائيلية تحسنت بسرعة عبر المجالات الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية في أعقاب توقيع اتفاقات إبراهيم في عام 2020.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *