مجتمع

بولعجول: حرب الطرقات تكلف 19,5 مليار درهم سنويا وهناك خسائر لا تقدر بثمن (فيديو)

قال المدير العام للوكالة الوطنية للسلامة الطرقية، بناصر بولعجول، إن الكلفة الاقتصادية لحوادث السير بالمغرب، تقدر بـ19,5 مليار درهم سنويا، غير أنه أكد أن المخلفات النفسية والآلام والمعاناة التي تخلفها حوادث السير تتجاوز هذه القيمة بكثير.

بولعجول الذي حل ضيفا على برنامج “حوار في العمق”، أشار إلى أن الدراسات المرتبطة بالتقييم تسمى بـ”الكلفة الاقتصادية والاجتماعية”، موضحا أن “هناك تكاليف مادية يمكن أن نقيسها ونسجل فيها رقما معينا، وهناك تكاليف أخرى ومخلفات أخرى موازية، وربما وقعها أخطر بكثير، ويصعب أن نقيسها”.

من الناحية العلمية، يشير بولعجول “هذه الدراسات هي من أعقد الدراسات، لسبب بسيط هو تعدد المتدخلين، كما أن جودة التقييم مرتبطة بجودة المنظومة المعلوماتية المتوفرة في مختلف الإدارات، فهناك تكلفة التطبيب، تكلفة النقل، التكلفة الإدارية، تكلفة الخسارة”.

وقدم مثالا على ذلك، بـ”إذا كان المتوفى طبيبا أو مهندسا في العشرينيات، فما تبقى له على التقاعد يشكل خسارة، كان يمكن أن ينتج فيها قيمة مضافة، بعدما استثمرت فيه الدولة”، مؤكدا أن هذه من بين أعقد الدراسات، و”قد قمنا في المغرب بدراسة خلصنا فيها إلى نسبة تتوازى أو تتناسب مع تقييم البنك الدولي”.


وأشار المتحدث إلى أن البنك الدولي يقوم بمجموعة من التقييمات بناء على مؤشرات اقتصادية واجتماعية، والتي تحدد في 2,6 إلى 2,7% من الناتج الداخلي الخام، أي 19,5 مليار درهم سنويا من المخلفات الاقتصادية والاجتماعية لحوادث السير.

وأوضح أن بلدا كالمغرب، يحتاج بشكل كبير لمبلغ 19,5 مليار الدرهم، في ظل وجود مشاريع كبرى وهيكلية في البلاد تكلفتها أقل بكثير من هذه القيمة، لافتا إلى أن “هناك مخلفات وانعكاسات جد سلبية على الإنسان ونفسيته وتركيبته لا يمكن أن تقاس بالمال”.

في هذا الإطار، قال بولعجول “ما هي القيمة التي يمكن أن نعطي لطفل يفقد أباه أو أمه في فترة معينة، خاصة إذا كان طفلا صغيرا؟ لا تقدر بثمن، فالأم التي تفقد طفلها في سنة أو سنتين تعاني كثيرا… لدينا حالات فإطار الجمعيات التي نتعامل معها..”.

وأشار إلى أن “هناك سيدة فقدت ابنها الوحيد في سن مبكرة، وقد أجرينا معها لقاء، طيلة 18 سنة تدخل وترتب غرفة ابنها وترتب ملابسه، طيلة 18 سنة لم تستطع إزالة صورته… فالمخلفات الاقتصادية والنفسية والاجتماعية والآلام لا تقاس بثمن”.

ومضى مستطردا: “بالتالي، في معجم حوادث السير نقول بأن هناك حياة قبل الحادثة وحياة بعد الحادثة، فالحياة بعد الحادثة لا تشبه حياة ما قبل الحادثة، هناك مجموعة من المتغيرات، هناك من يصاب بعاهات مستديمة، بعدما كان مستقلا يصبح رهينا بمجموعة من الأشخاص الذين يتكلفون به”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *