إسرائيل تشن أكبر اجتياح لجنين منذ 20 عاما.. مخاوف من ارتكاب مجازر ومطالب بتدخل دولي

تشن قوات الاحتلال الإسرائيلي أوسع عملية عسكرية على مدينة جنين ومخيمها، برا وجوا، منذ 20 عاما، حيث اجتاج الجيش الإسرائيلي المدينة منذ الساعات الأولى من صباح اليوم الإثنين، بمشاركة أزيد من ألف جندي ومئات الآلية، وتحت قصف جوي مكثف.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاد 5 فلسطينيين وإصابة 27، بينهم 8 في حالة خطرة في العملية العسكرية الإسرائيلية، وفق حصيلة أولية.

وفي الوقت الذي فيه الجيش الإسرائيلي إنه نفذ 15 غارة جوية في جنين ومخيمها منذ بدء العملية العسكرية، برزت مطالب بتدخل دولي عاجل لوقف العملية، وسط مخاوف من ارتكاب مجازر بحق الفلسطينيين.

ويقول جيش الاحتلال إنه “يركز الجهود لإحباط نشاطات معادية في جنين من خلال استهداف بنى تحتية معادية وتنفيذ عمليات اعتقال لنشطاء واستهداف مقرات وغرف عمليات ومصادرة أسلحة وعبوات ناسفة”.

وأضاف: “بدأنا الليلة النشاط العسكري باستهداف مقر قيادة وغرفة عمليات موحدة للفصائل تقع في قلب مخيم جنين تواجد في داخلها مسلحون وأسلحة”. وتابع: “بعد ذلك أغارت طائرات مسيرة على مسلحين وأسلحة حيث فاجأت هذه الخطوة العدو وأربكته”.

وأطلقت مروحيات عسكرية عددا كبيرا من الصواريخ على منازل ومبان داخل المخيم، بينما شرعت جرافات عسكرية ضخمة بأعمال تجريف وتدمير مداخل المخيم، فيما كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن إصابة جندي إسرائيلي في تبادل لإطلاق النار داخل جنين.

وطالب الهلال الأحمر الفلسطيني اليوم الاثنين بممر آمن لإخراج الجرحى من مخيم جنين في ظل تصاعد عدد الإصابات نتيجة العملية العسكرية الإسرائيلية.

بالمقابل، قالت كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس (الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي)، إنها أسقطت طائرتين مسيرتين لقوات الاحتلال خلال معارك اليوم الاثنين.

وأوضحت أنها أعطبت آلية إسرائيلية مصفحة بعد تفجير عبوة ناسفة معدة مسبقا فيها، مشيرة إلى أن مقاتليها أفشلوا محاولات تقدم إسرائيلية على أكثر من محور بعد خوض اشتباكات عنيفة مع الاحتلال.

الرئاسة الفلسطينية نددت بالعملية الإسرائيلية، وقال الناطق الرسمي باسمها، نبيل أبو ردينة، إن “ما تقوم به حكومة الاحتلال الإسرائيلي في مدينة جنين ومخيمها، جريمة حرب جديدة بحق شعبنا الأعزل”.

وأضاف “شعبنا الفلسطيني لن يركع ولن يستسلم ولن يرفع الراية البيضاء وسيبقى صامدا فوق أرضه في مواجهة هذا العدوان الغاشم، حتى دحر الاحتلال ونيل الحرية”، مضيفا: “الأمن والاستقرار لن يتحقق في المنطقة ما لم يشعر بهما شعبنا الفلسطيني”.

وطالب المتحدث المجتمع الدولي بالخروج عن صمته المخجل والتحرك الجدي لإجبار إسرائيل على وقف عدوانها بحق شعبنا الفلسطيني، ومحاسبتها على كل هذه الجرائم.

كما أعلنت “الغرفة المشتركة” لفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، أنها في “حالة انعقاد دائم لمتابعة العدوان الهمجي على جنين”، وأن “المقاومة في كل الساحات لن تسمح للعدو بالتغول على أهلنا في جنين أو الاستفراد بهم”.

وفي نفس السياق، دعا القيادي في حركة فتح، جمال حويل، أجهزة أمن السلطة الفلسطينية لحماية الفلسطينيين في جنين ومخيمها، قائلا: “رسالة إلى أبناء الأجهزة الأمنية.. آن الأوان أن تدافعوا عن إخوانكم في هذا المخيم”.