مجتمع

العثماني: التعاضد آلية ناجعة لمحاربة الهشاشة والفقر ودعامة لإرساء اقتصاد متوازن

أكد مولاي إبراهيم العثماني، رئيس التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية والنائب الأول لرئيس الاتحاد العالمي للتعاضد، أن التعاضد يعتبر آلية ناجعة لمحاربة الهشاشة والفقر ودعامة ثالثة، إلى جانب القطاعين العام والخاص، لإرساء اقتصاد متوازن.

جاء ذلك في كلمة للعثماني على هامش الجمع العام الخامس للإتحاد العالمي للتعاضد الذي احتضنته مدينة العيون لأول مرة بالمغرب، منذ ولادة هذه المنظمة الدولية غير الحكومية، تحت شعار: “التعاضد فاعل أساسي في الحماية الاجتماعية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني”.

وشدد المتحدث ذاته على أن “قطاع التعاضد يعتبر ركيزة أساسية لبناء مجتمع متضامن، تسوده قيم العدالة الاجتماعية والجمالية، وآلية ناجعة، لمحاربة الهشاشة والفقر، وتضييق الهوة والفوارق الطبقية الصارخة، وعدم مراعاة الجانب الاجتماعي بشكل أكثر عدالة وإنصافا”.

وأشار رئيس التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية إلى دور التعاضد كفاعل أساسي في تحقيق الحماية الاجتماعية وتوفير التغطية الصحية، وكذا تعزيز الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، كبديل منصف وعادل، للاقتصاد الرأسمالي المجرد، بالنظر لبعده الاجتماعي الإنساني الصرف، القائم على مبدأ التضامن والتعاضد.

وذكر العثماني أن التعاضد فرض نفسه بقوة، في خضم الأزمات الاقتصادية التي شهدها العالم على مر العصور، وأضحى كدعامة ثالثة، إلى جانب القطاعين العام والخاص، لإرساء الاقتصاد المتوازن والمندمج، لما ينْطوي عليه، على حد تعبيره، من الإمكانات والوسائل، التي تجعله قادراً على تعبئة وتوفير ثرواتٍ هامّة، مادّية وغيْر مادّية، من شأنها تحقيق التنمية الاجتماعية والمجالية المستدامة، والتخفيف من نسبة البطالة.

واستعرض المتحدث ذاته تجربة المغرب في مجال الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، من خلال الحصيلة الرسمية المتوفر عليها حاليا، حيث خلصت الدراسـة التـي أجراهـا المجلـس الاقتصـادي والاجتماعـي والبيئـي، إلـى أن قطـاع الاقتصـاد الاجتماعـي والتضامنـي، يتكـون مـن التعاونيـات التـي سـاهمت سـنة 2013 بنسـبة 1.5 فـي المائـة فـي الناتـج الداخلـي الخـام، ومــن التعاضديـات التـي يبلـغ عـدد منخرطيهـا 1,5 مليـون شـخص وتقـدم خدماتهـا إلـى 4.5 مليـون مسـتفيد، ومـن جمعيـات تضـم 15 مليــون منخـرط، ثلثهــم مــن النسـاء.

كما أكد بأن هذا الرقم قد ارتفع مع توالي السنوات، نظرا للمشاريع الاستثمارية والاجتماعية التنموية الكبرى، التي شهدها المغرب كان آخرها إطلاق الورش الملكي المتعلق بتعميم الحماية الاجتماعية والتغطية الصحية لجميع المواطنين، يوم الأربعاء 14 أبريل 2021 بالقصر الملكي بفاس.

وأشار النائب الأول لرئيس الاتحاد العالمي للتعاضد إلى أن النسيج التعاضدي المغربي، مكون من حوالي 50 مؤسسة، تتـوزع أساسـا بين تعاضديـات الصحة، التي تنتمي إليها، التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية، بعدد إجمالي يفوق 460 ألف منخرط وأزيد من 632 ألف مستفيد من ذوي الحقوق، هؤلاء المنخرطين، الذين ينتمون لحوالي 1562 إدارة عمومية ومؤسسة عمومية وشبه عمومية وجماعات ترابية.

واعتبر العثماني أن هذه الأرقام والمعطيات، تؤكد على أن التعاضديات، أداة مهمة للتضامن والتعاون ومساهما أساسيا، في الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وفي تحسين نسبة التغطية الصحية، وتيسير الولوج إلى الخدمات التي تسديها للمنخرطين، وهو ما ينعكس بشكل إيجابي، على ارتفاع مؤشرات التطور الاجتماعي والنمو الاقتصادي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *