ماذا سيكسب المغرب من اعتراف إسرائيل بسيادته على أراضي الصحراء؟

توصل، أمس الاثنين، الملك محمد السادس، من الوزير الأول لدولة إسرائيل بنيامين نتنياهو بقرار “الاعتراف بسيادة المغرب على أراضي الصحراء الغربية”.
ورفع الوزير الأول الإسرائيلي، حسب بلاغ للديوان الملكي، من خلال هذه الرسالة، إلى علم الملك محمد السادس قرار دولة إسرائيل “الاعتراف بسيادة المغرب على أراضي الصحراء الغربية”، مؤكدا أن “موقف بلاده هذا سيتجسد في كافة أعمال ووثائق الحكومة الإسرائيلية ذات الصلة”.
وشدد على أنه سيتم “إخبار الأمم المتحدة، والمنظمات الإقليمية والدولية التي تعتبر إسرائيل عضوا فيها، وكذا جميع البلدان التي تربطها بإسرائيل علاقات دبلوماسية” بهذا القرار، مشيرا إلى أن إسرائيل تدرس، إيجابيا، “فتح قنصلية لها بمدينة الداخلة”، وذلك في إطار تكريس قرار الدولة هذا”.
فماذا سيسكب المغرب من هذا الاعتراف ؟
أكد المحلل السياسي ورئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، محمد سالم عبد الفتاح، أن قرار اعتراف إسرائيل بمغربية الصحراء يندرج في سياق الدينامية الإيجابية والمتطورة التي تعرفها العلاقات بين البلدين وكتتويج لمسار سياسي ثنائي متقدم، كما يأتي هذا القرار، على حد قوله، تجاوبا مع الخطابات الملكية المؤكدة على أن “قضية الصحراء هي النظارة التي ينظر بها المغرب للعالم وهو المعيار الواضح والبسيط الذي تقيس به الرباط صدق العلاقات ونجاعة الشراكات”.
وشدد عبد الفتاح، في تصريح لجريدة “العمق، على أن قضية الصحراء موضوعة في صلب العلاقات الدبلوماسية للمملكة كما أنها فوق أي مساومات أو مزايدات سياسوية قد تعكف عليها بعض الأطراف والمتدخلين الدوليين.
وبخصوص مكاسب المغرب من هذا الاعتراف، اعتبر المحلل السياسي أن “من شأن هذا القرار أن يفتح آفاقا واعدة ويجذب الاستثمارات الإسرائيلية للأقاليم الجنوبية خاصة في مجالات التكنولوجيا والبحث العلمي والتجارة، بحكم المؤهلات التي باتت تحظى بها هذه الأقاليم خاصة في ظل النموذج التنموي الجديد لهذه الأقاليم الذي دشنه الملك سنة 2015″، مشددا على أهمية قرار إسرائيل بفتح قنصلية في مدينة الداخلة.
وذكر رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان بأن هذه القنصلية ستنضاف لزهاء 30 قنصلية أخرى في مدينتي العيون والداخلة، مشيرا إلى أن هذا الأمر يعتبر أرقى تجسيد لاعتراف الدول بسيادة المغرب على صحرائه، كما ينضاف هذا القرار، على حد قوله، لقرابة 100 دولة من مختلف قارات العالم التي عبرت عن مواقف صريحة داعمة لمغربية الصحراء.
ولفت محمد سالم عبد الفتاح أن هذه القرارات والاعترافات ستكرس حالة الحسم في هذا الملف على المستوى الدولي بالنظر إلى تغير المقاربة الأممية المعبر عنها في قرارات مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة التي باتت، على حد تعبيره، تنحو بمزيد من الواقعية وتتجاوز كافة الأطروحات الانفصالية والرادكالية التي يعكف عليها خصوم المغرب وأعداء وحدته الترابية.
بالمقابل، أكد المتحدث ذاته أن هذا الاعتراف لن يؤثر بأي شكل من الأشكال على موقف المغرب الداعم للقضية الفلسطينية ولحقوق الشعب الفلسطيني بإقامة دولة مستقلة وذات سيادة عاصمتها القدس الشرقية، مذكرا، بهذا الخصوص، بجهود لجنة القدس التي يرأسها الملك محمد السادس في صيانة حقوق الشعب الفلسطيني وحماية أراضيه.
يشار إلى أن وكالة الأنباء “رويترز” أكدت أن إسرائيل اشترطت للاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء، أن تستضيف الرباط منتدى “النقب” الذي تأجل أكثر من مرة، حيث قالت مصادر دبلوماسية إن المغرب قد يقيم علاقات كاملة مع إسرائيل من خلال ترقية البعثات الدبلوماسية الحالية متوسطة المستوى إلى سفارات، مقابل اعتراف إسرائيلي بتبعية الصحراء للمغرب.
في السياق ذاته، كشف وزير الخارجية الإسرائيلي “إيلي كوهين”، أن منتدى “النقب” “تم تأجيله فقط، لكن لم يتم إلغاؤه”، مضيفا أنه تقرر عقده في شتنبر المقبل، وذلك بمشاركة دولتين جديديتين.
وكان مقررا عقد الاجتماع الوزاري الثاني لـ”منتدى النقب” شهر يوليوز الجاري، غير أن المغرب قرر تأجيله ردا على إعلان إسرائيل عن خطط للتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، حيث قال “كوهين”، خلال جلسة استماع أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست، إن بلدين جديدين سيشاركان في الاجتماع القادم لمنتدى “النقب” المقرر عقد في شتنبر، دون الإعلان عن أسمائهما.
اترك تعليقاً