مجتمع

الطريقة البصيرية: شرذمة “البوليساريو” تستغل اسم “محمد بصير” أبشع استغلال

عبر شيخ الطريقة البصيرية، الشيخ مولاي إسماعيل بصير، عن أسفه لكون الدولة الإسبانية ولحد الساعة لم تعترف بمسؤوليتها عن الاختفاء القسري للمناضل محمد بصير الذي تستغله شرذمة “البوليساريو” أبشع استغلال دون وجه حق لمدة خمسين عاما.

جاء ذلك في كلمة له خلال ندوة علمية دولية نظمتها مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام بمناسبة الذكرى الثالثة والخمسين لانتفاضة المناضل سيدي محمد بصير التاريخية بالعيون، وذلك يومي 24 – 25 يوليوز الجاري، بقاعة مقر الزاوية البصيرية ببني عياط وبقاعة الاجتماعات بمقر عمالة إقليم أزيلال.

وقال مولاي إسماعيل بصير، إن هذا الملتقى الفكري الكبير الذي تنظمه المؤسسة كل عام لمناقشة موضوع راهني مهم نافع، يهم الفرد والمجتمع والوطن والأمة جمعاء، ويثير إشكاليات عديدة، لتكون محورا للنقاش بين العلماء والشيوخ والأكاديميين المشاركين.

وأوضح مولاي إسماعيل أن تنظيم ملتقى هذه السنة تحت شعار: ” التشريع الرباني وقضايا المرأة في ضوء التحديات المعاصرة “. راجع لأننا في العام الماضي تطرقنا موضوع: “أهل التصوف والإشكاليات المعاصرة للطفولة والشباب “، وبقي إذن أن نتمم الكلام بمناقشة موضوع المرأة باعتبارها أساس الأسرة ولبنتها الأولى، وأقوى وأهم حصن يقي المجتمع عادية أي سوء قد يطوف بها أو يتسرب إليها، خاصة أنها المصدر الأول لتربية الأطفال.

وأشار المتحدث إلى أن تناول هذا الموضوع يستمد أهميته من المكانة التي يوليها الملك  محمد السادس للمرأة المغربية، حيث أمر بضرورة النهوض بوضعية المرأة والأسرة، وشدد على مشاركتها الكاملة في كل المجالات، وفسح آفاق الارتقاء أمامها، وإعطائها المكانة التي تستحقها، وكامل حقوقها القانونية والشرعية.

وأضاف ان الملك شدد على ضرورة التزام الجميع بالتطبيق الصحيح والكامل لمقتضيات مدونة الأسرة، وتجاوز الاختلالات والسلبيات التي أبانت عنها التجربة، ومراجعة بعض البنود التي تم الانحراف بها عن أهدافها في إطار مقاصد الشريعة الإسلامية، وخصوصيات المجتمع المغربي، مع اعتماد الاعتدال والاجتهاد المنفتح، والتشاور والحوار، وإشراك جميع المؤسسات والفعاليات المعنية.

وفي السياث ذاته، أوضح مولاي إسماعيل بصير، أن اختيار الموضوع جاء بسبب اللغط  الذي كثر في هذه الأيام من قبل فئة قليلة في المجتمع، تتضمن بعض الكتاب والباحثين من الحقوقيين والمؤثرين المغرضين وغيرهم، الذين يسعون بكل ما أوتوا لإلزام الفئة العظمى من المجتمع بوجهة نظرهم في مسائل بعينها لتقنينها في المدونة الجديدة، باسم الانتصار للمرأة والدفاع عنها بانتقاد أحكام التشريع الرباني، والترويج بأنه بخس حقوق المرأة ولم ينصفها فيما قرر لها من حقوق وألزمها به من واجبات، ويؤازرهم في ذلك أعداء الدين الذين يراهنون على موضوع المرأة لفرض التربية المطلوبة، وإحلالها محل التربية الإسلامية بقصد بلوغ أهدافهم المسمومة المرسومة في مختلف المجتمعات الإسلامية، وكأن هؤلاء سيكونون ألطف وأرحم وأعطف على المرأة من خالقها أرحم الراحمين، وفق تعبيره.

وحاطب رئيس المؤسسة “المتاجرين” بقضايا المرأة بالقول: “إن المملكة المغربية الشريفة بلد مسلم، وإن دين الإسلام هو دين الدولة الرسمي بحكم الدستور، وإن مولانا أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله قال في خطاباته المؤطرة لتعديل مدونة الأسرة سنة 2004م وسنة 2022م:” بصفتي أميرا للمؤمنين لا أحل حراما ولا أحرم حلالا”، وفي هذه الجملة المختصرة ما فيها من حمولة مرجعية، فبدل أن يقوم هؤلاء باتهام التشريع الرباني بالتعسف والظلم في حق المرأة، كان عليهم اتهام أنفسهم بالجهل وسوء الإدراك”.

وأشار شيخ الطريقة البصيرية إلى أنه لا أحد من العقلاء يستطيع إنكار التحديات الكبرى التي أصبح يطرحها هذا الموضوع في مجتمعنا بل في العالم كله، بدءا من الاختلالات التي يعرفها موضوع تربية النشء، والذي تشرف عليه المرأة في المقام الأول، حيث غدت العديد من النساء تتبرم منه في أيام الناس هذه، ومؤسسة الزواج ذات القدسية التي أصبح يتقلص شأنها بين الشباب، حيث أصبحت رابطة الصداقة بين الذكر والأنثى هي البديل في الجيل الجديد، وهو ما أصبح يصطلح عليه بالعلاقات الرضائية التي يطالب البعض برفع التجريم عنها،بل إن العلاقة بين الذكر والذكر والأنثى بالأنثى هي التي أصبحت بديلا، وهي التي أصبح يروج لها للأسف الشديد.

وأضاف، أن هذا وغيره كثير جعل المجتمع يتحول إلى ساحة للقطاء وأطفال الملاجئ والخيريات الذين ارتفعت نسبتهم، كما ارتفعت نسبة العنوسة، وتزايد عدد حالات الطلاق، حيث وصلت إحصائياتها إلى حوالي ثمانمائة حالة طلاق كل يوم في مجتمعنا، وانتشر الزواج السري أو ما يعرف بزواج الفاتحة، وظهر ما يعرف بظاهرة الأمهات العازبات، مما كان سببا في ضياع الكثير من حقوق النساء، أضف إلى ذلك بروز الجرائم الجنسية الكثيرة كالعنف والخطف والاغتصابات والأمراض بل والعاهات والانتحارات وغيرها من المآسي المرعبة التي أصبحنا نسمع عنها في هذا الجانب، والتي اجتاحت مجتمعنا،وستؤدي حتما إلى انهيار ودمار وتفكك الأسرة، وبالتالي إلى كل أشكال الفساد الاجتماعي.

وقال المتحدث ذاته إن هذه الأسباب تفرض على الجميع وكل من لديه غيرة على التشريع الرباني، وبخاصة أهل العلم ومن في حكمهم تناول قضايا المرأة بالإيضاح والبيان والمناقشة المنطقية المبنية على الإقناع بالأدلة والبراهين، حتى تزول كل الإشكالات التي يطرحها الموضوع.

يذكر أن الجلسة الافتتاحية حضرها وفد رسمي يتقدمهم والي جهة بني ملال خنيفرة، وعامل إقليم أزيلال، وعامل إقليم الفقيه بن صالح، والكاتب العام لعمالة إقليم أزيلال، ورئيس جامعة السلطان مولاي سليمان، ورؤساء المصالح الخارجية، ووفد من الأقاليم الصحراوية الجنوبية، ورؤساء وأعضاء المجالس العلمية، بالإضافة إلى علماء وشيوخ الطرق الصوفية وأساتذة جامعيين وأكاديميين من داخل المغرب وخارجه، وشخصيات أخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *