خارج الحدود

بسبب فلسطين.. علماء الأنتربولوجيا بأمريكا يقاطعون الجامعات الإسرائيلية

قررت رابطة علماء الأنثروبولوجيا الأميركية “إيه إيه إيه” (AAA) مقاطعة المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية وقطع العلاقات مع الجامعات الإسرائيلية بسبب دورها في التمييز ضد الفلسطينيين.

واتخذ القرار الذي جاء بعد التصويت الذي أجري عبر الاقتراع الإلكتروني بين 15 يونيو الماضي و14 يوليوز الجاري عن فوز ساحق لصالح المقاطعة، حيث صوت 71% بنعم و29% بلا من أعضاء الرابطة التي تأسست عام 1902 والتي تضم علماء مختصين بالأنثروبولوجيا الثقافية والبيولجية واللغوية والطبية والتطبيقية.

ويأتي هذا القرار بعد آخر محاولة للمقاطعة في عام 2016 بفارق 39 صوتا فقط، حيث رأى الكثيرون من علماء الأنثروبولوجيا أن هذه الخطوة تحمل طابعا سياسيا بالنسبة لمؤسسة أكاديمية.

واعتبر القرار انتصارا كبيرا لحركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها “بي دي إس” (BDS) التي قالت إن التصويت جاء على خلفية “تورط المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية العميق والمستمر والممنهج في نظام الاحتلال والاستعمار الاستيطاني والأبارتهايد الإسرائيلي”.

وأضافت الحركة أنه “بهذه الخطوة التاريخية أصبحت الرابطة -التي يبلغ عدد أعضائها أكثر من 12 ألف أكاديمي- أكبر رابطة أكاديمية في الولايات المتحدة تؤيد مقاطعة الجامعات الإسرائيلية التي تلعب دورا محوريا في تطوير الأسلحة والأنظمة العسكرية التي تستخدم في قتل وجرح وترويع الفلسطينيين وتسهم في كل أوجه نظام الاضطهاد الإسرائيلي المركّب ضد الشعب الفلسطيني”.

وشكرت الحملة الفلسطينية مبادرة “أنثربويكوت” (AnthroBoycott) و”أعضاء الرابطة الذين عملوا بجد من أجل ضمان التزام الرابطة بمبادئها المعلنة، وعلى رأسها العدالة الاجتماعية والمساواة ومكافحة العنصرية، كخطوة مهمة في سبيل تحرير الأنثروبولوجيا والأكاديمية بشكل عام من الهيمنة الاستعمارية”، على حد ما ذكره موقع “الجزيرة نت”.

وأضافت الحملة “بتمريرها هذا القرار تنضم رابطة الأنثروبولوجيا الأميركية إلى جمعية الدراسات الأميركية وجمعية دراسات الشرق الأوسط والجمعية الكندية للدراسات الاشتراكية ومجلس أميركا اللاتينية للعلوم الاجتماعية وغيرها من الجهات الأكاديمية حول العالم التي اختارت دعم النضال الفلسطيني المستمر من أجل الحرية والعدالة والمساواة من خلال دعم المقاطعة الأكاديمية لإسرائيل”.

وختمت بأنه مع توالي انتصارات ونجاحات حركة مقاطعة إسرائيل على كافة الأصعدة يُثبت نشطاء ومؤيدو المقاطعة أن كل محاولات الترهيب لن تنجح في تقويض التضامن الفعال مع النضال الفلسطيني التحرري.

بدورها، قالت عالمة الأثر الاجتماعي والثقافي في جامعة نورث ويسترن، جيسيكا واينجار  لـ”ميدل إيست آي” (Middle East Eye) إن القرار كان “تظاهرة ذات معنى للتضامن” مع الفلسطينيين ضد “السياسات العنصرية التمييزية لإسرائيل والحكم العسكري الوحشي”.

وأضافت “كعلماء لدينا تاريخ طويل في دراسة الاستعمار، فالأنثروبولوجيون على دراية كبيرة بالأذى المدمر للاضطهاد وسرقة الأراضي الفلسطينية من قبل إسرائيل، هذا التصويت هو خطوة مهمة في إظهار أن الدعم لحقوق الفلسطينيين يقف على نفس المستوى مع قيم الرابطة الأنثروبولوجية لحقوق الإنسان للجميع”.

ووصفت رئيسة الرابطة رامونا بيريز التصويت بأنه “مثير للجدل”، ولكنها قالت إن القرار جماعي “وأصبح الآن واجبنا المضي قدما متحدين في التزامنا بتعزيز المعرفة العلمية، وإيجاد حلول للمشكلات الإنسانية والاجتماعية، والعمل حارسا لحقوق الإنسان”.

يشار إلى أن هذا القرار سيمنع المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية من الظهور في المواد المنشورة للرابطة والإعلان في منشورات الرابطة والمشاركة في المؤتمرات المشتركة وإعادة نشر وطبع المقالات من منشورات الرابطة الأميركية في المجلات والمنشورات.

في المقابل، سيتمكن مختصو الأنثروبولوجيا الإسرائيليون -بشكل فردي- من النشر في مجلات الرابطة والعمل محررين في تلك المجلات وحضور المؤتمرات، كما سيستمر السماح للباحثين الإسرائيليين بحضور الفعاليات والنشر حتى لو دفعت مؤسساتهم مصاريفهم، وفق ما ذكرته الجزيرة نت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *