سياسة، مجتمع

العلام: “الجدية” في خطاب الملك تنبيه لعدم هدر المال والوقت في قضايا لا تنفع

لفت لفظ “الجدية” الذي تكرر 14 مرة في الخطاب الذي ألقاه الملك محمد السادس، بمناسبة ذكرى عيد العرش، أمس السبت، (لفت) انتباه كل من أنصت لكلمات الخطاب، أو قرأ نصه، ليتسأل بعدها الكثير عن دلالات وأبعاد هذا اللفظ.

الباحث، وأستاذ العلوم السياسة بجامعة القاضي عياض، عبد الرحيم العلام، يذهب إلى أن لفظ “الجدية” في الخطاب الملكي يحتمل معنيين، أولهما مماثل للمثل العربي “من جد وجد ومن زرع حصد”، أي أن النجاحات لا بد لها من عمل ومثابرة، ومن ذلك حديث الخطاب هو عن بعض مجالات النجاح المغربي في الابتكار والرياضة.

أم التوظيف الثاني، فيرى العلام، في تصريح لجريدة “العمق”، أن المراد به هو إتقان العمل والترفع عن الحسابات الضيقة في المجال السياسي، وتغليب المصلحة العامة، وتعيين الكفاءات في مواقع القرار، وربط المسؤولية بالمحاسبة.

وأوضح العلام أن الجدية في بعض مواطن الخطاب لا يقصد بها فقط الاجتهاد وإنما أن يكون هناك إتقان للعمل الذي يقوم به الإنسان، معتبر أنه قد تكون هناك أعمال ودينامية دون أثر فعال إذ “ليس كل من يجري فهو يتقدم، بل أحيانا يجري الإنسان في مكانه فتسمع جعجعة ولا وجود لطحين”.

وأشار إلى أن حديث الملك عن شعار “الجدية” يحيل على وجود عمل واشتغال لكن دون الجدية المطلوبة، أي أن الخطاب يلمس أن الجدية تنقص بعض الاعمال الاجتماعية أو الاقتصادية وحتى السياسية، وهي إشارة إلى أن هناك بعض مواطن تغليب المصلحة الذاتية على المصلحة العامة وإلى وجود مواقع لم تعين فيها الكفاءات.

في هذا السياق يرى المتحدث أن الخطاب الملكي يريد من الفاعلين المعنين به أن لا يركزوا فقط على خلق الحركة، وإنما إتقان الحركة وعدم تبديد الأموال وتبذير الوقت في قضايا لا تعود بالنفع الجزيل على الاقتصاد والاستثمار والابتكار، وتعيين الكفاءات المناسبة في المواقع التي تستحقها، بدل تعيين ” كل من هب ودب”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *