أدب وفنون

منعته دول عربية وإسلامية.. جدل يرافق استمرار عرض فيلم “باربي” بالمغرب

تواصل القاعات السينمائية المغربية عرض الفيلم الأمريكي “باربي” رغم منعه في عدد من الدول العربية والإسلامية بذريعة “ترويجه لأفكار دخيلة على المجتمع وخدشه للآداب العامة بسبب وتشجيعه على المثلية الجنسية”.

وأثار استمرار عرض الفيلم جدلا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب، حيث عبر عدد من روادوها عن استيائهم من منح تراخيص للأفلام التي “تروج للأفكار الدخيلة على المجتمع المغربي وتتعارض مع معتقداته الدينية”، داعين الجهات المسؤولة إلى التفاعل مع مطالبهم ووقف عرضه على غرار مجموعة من الدول.

ونبه النشطاء إلى خطورة التأثير الناعم للفن على أفكار المراهقين والشباب، معتبرين أن الفيلم سيشجع على “الانحلال الأخلاقي والتطبيع مع المثلية الجنسية”، مستشهدين بحادثة “بيدوفيل شاطئ الجديدة” التي هزت الرأي العام قبل أيام.

يشار إلى أن عددا من الدول منعت عرض فيلم “باربي” للمخرجة الأمريكية جريتا جيروج، أبرزها الكويت، سلطنة عمان، لبنان، الجزائر وولاية البنجاب في شرق باكستان.

وسحبت السلطات الجزائرية، فيلم “باربي” من القاعات السينمائية، بعد أسابيع قليلة من إطلاقه في دور العرض، بحجة أنه يتعارض مع “الأخلاق”، وفق ما ذكرته وسائل إعلام محلية.

وعدلت شركة “أم دي سيني” المسؤولة عن توزيع “باربي” في الجزائر، في برامج عروضها، حيث أزالت الفيلم، الذي انطلق عرضه في 19 يوليوز الماضي، دون تقديم تفسيرات حول هذا القرار.

وذكرت وكالة “رويترز”، نقلاً عن مصدرها، الذي رفض الكشف عن هويته، أن “الفيلم يروج للمثلية الجنسية والانحرافات الغربية الأخرى، ولا يتوافق مع المعتقدات الدينية والثقافية للجزائر”.

وكانت الكويت، قد حظرت فيلم “باربي” في دور العرض، بعدما كان من المنتظر أن يصل إلى جمهور هذا البلد، في أواخر غشت الجاري، على اعتبار أنه يتعارض مع “القيم الأخلاقية” ويروج “للمثلية الجنسية”.

بينما ذكرت تقارير إعلامية عزم لبنان اتخاذ خطوة مماثلة، حيث قال وزير الثقافة اللبناني محمد المرتضى، إن “فيلم باربي يتعارض مع “القيم الأخلاقية والإيمانية ومع المبادئ الراسخة في لبنان” ويروّج للمثلية الجنسية”.

وأضاف المرتضى أنه “يروّج للشذوذ والتحوّل الجنسي ويُسوّق فكرةً بشعةً مؤدّاها رفض وصاية الأب وتوهين دور الأم وتسخيفه والتشكيك بضرورة الزواج وبناء الأسرة، وتصويرهما عائقاً أمام التطوّر الذاتي للفرد لا سيّما للمرأة”، وفق تعبيره.

من جانبها، قالت وزارة الإعلام الكويتية، إن الفيلم “ينشر أفكارًا ومعتقدات غريبة عن المجتمع الكويتي والنظام العام”.

واتهم رئيس لجنة الرقابة على الأفلام السينمائية في الكويت، لافي السبيعي، باربي بـ”خدش الآداب العامة” والتحريض على “مخالفة النظام العام والعادات والتقاليد” مسجلا أنه يدعو إلى “أفكار دخيلة على المجتمع”.

في المقابل، سمح كل من المغرب والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بعرض هذا الفيلم، الذي تخطت إيراداته حاجز المليار دولار عبر جميع أنحاء العالم، منذ عرضه في يوليوز الماضي، وفقا للشركة الموزعة “وارنر براذرز”.

ووسط قالب رومانسي كوميدي، ينقل هذا الفيلم، قصة أشهر دمية في العالم، حيث تعيش باربي في عالم “باربي لاند” الزهري، مع حبيبها كين، قبل أن تنتقل إلى عالم البشر، محاولة إثبات جدارتها، حتى تتمكن من العودة إلى عالم “الدمى”.

الفيلم الذي بلغت تكلفة إنتاجه 100 مليون دولار، هو من إخراج وكتابة الأمريكية غريتا غيروج، المرشحة لجائزة الأوسكار، وقد أصبحت أول مخرجة أفلام تتخطى إيرادات أحد أعمالها عتبة المليار دولار، بحسب ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *