سياسة

طارق: ثالوث “المال والبادية والإدارة” أصبح في وضعية أزمة

قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الحسن الأول بسطات، حسن طارق، إن “المثلث السحري المكون من المال والادارة والبادية الذي ظل يرهن العملية الانتخابية، أصبح في وضعية أزمة، مشيرا إلى أن هذه المتغيرات الثلاث الكبرى لم تعد بنفس التاثير، فهناك يقظة في التعامل مع الاقتراع ومتابعته، حسب قوله.

واعتبر طارق في مداخلة له بندوة علمية نظمت مساء اليوم الخميس بالرباط، تحت عنوان “انتخابات مجلس النواب.. قراءات في النتائج والخيارات”، أن 7 أكتوبر ليست عادية، فالبيجيدي “نظر إليها كلحظة للقطع مع التحكم أما البام فقد نظر لها، كلحظة للقطع مع مسار اخونة الدولة والمجتمع، فنحن أمام رهانات فوق برنامجية وصراع دراماتيكي يتجاوز الحدود والسقف الطبيعي لهذا الرهان” على حد تعبيره.

وأوضح القيادي في حزب الاتحاد الاشتراكي، أن “7 أكتوبر شكلت لحظة اشتباك ما بين مسارين متقاطعين، الأول هو عودة السياسة مع انطلاق حركة 20 فبراير، ومسار عودة الدولة الذي انطلق ما بعد تنصيب حكومة عبد الإله بنكيران”.

وتابع طارق، أن هناك ثلاث محطات ساسية لفهم هذا الاشتباك، أولها محطة 20 فبراير، التي تعني طلبا كثيفا على السياسة وتراجع طاكتيكي للدولة التي تقمصت في إحدى حالاتها النادرة حالة الدولة المتواضعة، لكن سياسيا بقيت العديد من المساحات التي دبرت بها الدولة لحظة العودة، ثم مرحلة انتخابات 4 شتنبر 2015، التي تعني عودة اختراق السياسة للحقل السياسي، الذي كاد يصبح حقلا لا يمكن ان يقرا لا بادوات السوسيولوجيا، ولا يقدم اي مؤشرات لقراءته كحقل للرهانات السياسية.

أما المحطة الثالثة، يقول طارق، “هي لحظة ماي 2016، حيث توالت مؤشرات لعودة الدولة عبر قناة الإدارة الترابية التي عشنا معها لحظة تخريب حقيقية، باصدار البيانات وترسيخ لانطباع بأنه تمة قرار ما لعزل حزب العدالة والتنمية، وإجراءات لمصاحبته ولتكييف الرأي العام معه”.

وأردف المتحدث ذاته، أن المغرب، أمام حقبة جديدة بنتائج غير مسبوقة، ولم يكن من السهولة التكهن بها، حقبة جديدة من الحزبية المغربية، والموت البطيء للحركة الوطنية، وأفول حقيقي لليسار، واستمرار اثار بن كيران، فـ”الخطاب الانتخابي لبنكيران كان مختلفا مقارنة مع انتخابات 2011، ففي الأولى كان يقود حملة باسم الحزب، أما في الثانية فقد قاد الحملة باسمه، وعبر خطابه العاطفي كان يحاول بناء تعاقدات بين ناخبين محتلمين ورئيس حكومة محتمل”.

وشدد طارق، “أننا بصدد أزمة السلطوية الانتخابية، حيث لم نصل بعد إلى لحظة الديمقراطية الانتخابية، وموقف بنكيران واضح من الملكية البرلمانية، ولكن على ارض الواقع أتصور أن الانتخابات أحد الرسائل الدينامية لبناء الملكية البرلمانية ، دينامية وقائع ستفرض نوعا من تعايش السلطة مع الإرادة الشعبية” حسب تعبيره.