سياسة

حامي الدين: استعمال المال لم يؤثر على الناخبين في 7 أكتوبر

قال عبد العلي حامي الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط، إن الانتخابات الأخيرة عرفت استخداما للمال بقوة، لكنه لم يؤثر على المواطنين، حسب قوله.

وأضاف حامي الدين، الذي كان يتحدث مساء اليوم الخميس، في ندوة علمية خصصت للحديث على نتائج الانتخابات الأخيرة، أن “7 أكتوبر حالة انتخابية مسبوقة بمؤشرات سياسية، تحمل دلالات عدة ذهبت في اتجاه لتصبح نوعا من القلق لدى الكثير من الفاعلين، وهو قلق انتقل لعدد كبير من المواطنيين، الذين عبروا عنه بالتصويت في اتجاه معين” وفق تعبيره.

وأشار المتحدث أن الانتخابات في المغرب، “أصبحت تحمل رهانات سياسية واضحة، فالمواطن لا يصوت فقط على من سيمثله في البرلمان، بل على رئيس الحكومة أيضا، والعروض السياسية التي كانت في الساحة، سهلت عملية المقارنة لدى المواطن العادي، فهناك بن كيران والعماري ومنيب وغيرهم، والمواطن العادي سيصوت وسيختار بسرعة الشخص البسيط الذي يتحدث معه باللغة التي يفهمها”، حسب قوله.

وسجل عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، أن العملية الانتخابية عرفت، “جمود القوانين الانتخابية وتسجيل بعض التراجعات، وهذا ما حصل في موضوع العتبة الذي فهم منه أنه استهداف لعدم السماح للبيجيدي بتحقيق نسب أو مقاعد مريحة في المرحلة المقبلة، بالإضافة إلى العراقيل التي اعترضت عملية التسجيل، وما واكبناه، من حملة واضحة ضد عملية التسجيل الإلكترونية التي أثبتت فعاليتها في انتخابات 2015”.

وأوضح المتحدث ذاته، أن “الأصوات التي حصل عليها حزب العدالة والتنمية، جزء كبير منها تم تفسيره بالحملات الإعلانية التي حملت بمسيرة البيضاء، وتورط أعوان السلطة فيها بشعارات سياسية مستوحاة من بيئة غريبة عن المجتمع المغربي، للإجهاز على إرادة المواطن يوم 7 أكتوبر”.

واعتبر حامي الدين، أن هذا السيناريو، “فشل أمام نسبة المشاركة التي كانت مرتفعة رغم جميع الملاحظات، فالناخبون أقبلو بكثافة على صناديق الاقتراع، والتصويت على البيجيدي كان له دور كبير في إحباط إمكانية التأثير في النتيجة بواسطة تورط بعض أعوان السلطة، في التأثير على المواطنين للتصويت على حزب سياسي بعينه”.

من جهة أخرى، قال حامي الدين، إن “المواطن الناخب أصبح يستشعر بأن له قرار سيادي اسمه عملية التصويت، وذلك ظهر واضحا في المدن والبادية، فعدد من البوادي تحررت من الخوف، مضيفا أن الانتخابات أكدت أن السلوك الانتخابي للمواطن، يمكن أن يتأثر بكثير من المعطيات”.

وأكد المتحدث ذاته، أن الناخبين المغاربة، “ربما استشعروا أن هناك خطرا يهدد إرادتهم وذهبوا للتصويت بكثافة بناء على المعطيات التي جاءت بها محاضر مكاتب التصويت، مسجلين أن هناك تهديدات جديدة تتحدث عن إغلاق قوس الديمقراطية للذهاب في اتجاه آخر تراجعي، لأن الخصم كان حزبا مدفوعا من السلطة”.

وشدد أستاذ العلوم السياسية، بأن الديمقراطية الحقيقية، “لا يمكن أن تكون إلا بأحزاب حقيقية منبثقة من رحم الشعب، وبطبقة سياسية مقتنعة بذلك، وبمجتمع واعي بحقيقة الديمقراطية”.