مجتمع

المغرب يحتضن ملتقى “جيو منتزهات اليونسكو”.. ومسؤول: انتعاشة سياحية لجهة بني ملال

لم تبق إلا أيام قليلة، على احتضان كل من مدن مراكش وبني ملال وأزيلال، الملتقى العالمي العاشر لجيو منتزهات اليونسكو، الذي سينظم خلال الفترة الممتدة ما بين 4 و11 شتنبر الجاري، من طرف مجلس جهة بني ملال خنيفرة وجمعية جيوبارك مكون، تحت رعاية الملك محمد السادس.

ويعتبر الملتقى العالمي للمنتزهات الجيولوجية لليونسكو حدثا رئيسيا يجمع خبراء دوليين ومسؤولين حكوميين وباحثين وعلماء وممثلين عن المنتزهات الجيولوجية من جميع أنحاء العالم من أجل تعزيز التعاون وتبادل المعرفة والممارسات الجيدة للحفاظ على التراث الجيولوجي والثقافي، وتعزيز منظومة اليونسكو للتنمية المستدامة والحفاظ على الموارد الطبيعية من أجل ضمان استدامتها للأجيال القادمة وتطوير منظومة السياحة المستدامة.

ترشح المغرب أمام ملفات قوية

قدمت المملكة المغربية ترشيحها لاحتضان الدورة العاشرة لهذا الملتقى العالمي الهام، بمناسبة تنظيم الملتقى التاسع بجزيرة جوجو الكورية الجنوبية سنة 2020، حيث نافس الملف المغربي ملفات قوية لكل من فرنسا، البرازيل والمكسيك، قبل أن يحظى الملف المغربي بإجماع أعضاء المكتب التنفيذي للشبكة العالمية.

وفي هذا الإطار، أوضح إدريس أشبال، رئيس جمعية جيوبارك مكون، أن “المغرب حصل على فرصة احتضان ملتقى جيو منتزهات اليونسكو على اعتبار أن ملف الترشح متفردا عن باقي الملفات لقوته العلمية وإشعاعه الثقافي والحضور القوي لجيوبارك مكون ضمن مختلف المحافل العالمية.

وأضاف أشبال، في تصريح لجريدة “العمق”، أن “جيوبارك مكون العالمي بإقليم أزيلال يعتبر الأول إفريقيا المعترف به من طرف منظمة اليونسكو سنة 2014، ليتم تجديد الاعتراف على إثر زيارة خبراء اليونسكو سنتي 2018 و2022، وهو بذلك يرأس الشبكة الافريقية لجيومنتزهات اليونسكو، ويمثل إفريقيا ضمن المكتب التنفيذي للشبكة العالمية لجيومنتزهات اليونسكو”.

1200 مشارك من 60 دولة

يشارك في ملتقى “جيو منتزهات اليونسكو”، أزيد من 1200 مشاركا من 60 دولة، حيث سيوفر هذا الحدث العالمي، فرصة ومساحة للالتقاء وتبادل الممارسات الجيدة والمعارف والخبرات حول إدارة المنتزهات الجيولوجية وحماية الموروث الثقافي داخل مجالات اليونسكو.

ويتضمن برنامج المؤتمر جلسات عامة وورشات عمل موضوعاتية وزيارات ميدانية على تراب جيوبارك مكون بأزيلال وبني ملال، كما يشمل عروض علمية حول سبل الإدارة المستدامة للمواقع الجيولوجية، والتربية البيئية، والسياحة المسؤولة، والتنمية الاقتصادية المحلية. والتغيرات المناخية وانعكاساتها السلبية.

ويشكل الملتقى مناسبة لاتخاذ قرارات عدة من طرف المجلس العالمي لجيومنتزهات اليونسكو والمصادقة على إعلان مكون العالمي، وكذا الإعلان عن جوائز مهرجان أفلام المنتزهات العالمية وتسليم جوائز أفضل الممارسات العالمي، وتسليم شواهد الاعتراف من طرف منظمة اليونسكو للمنتزهات الجديدة لسنوات 2020 و2021 و2022، إلى جانب الإعلان عن البلد المستضيف للدورة الحادية عشرة للملتقى العالمي لجيومنتزهات والذي عرف ترشيح كل من ماليزيا، كوريا الجنوبية، البرازيل والشيلي.

انتعاشة سياحية بجهة بني ملال خنيفرة

يمتد مجال جيوبارك مكون على مساحة تقدر 5700 كلم مربع وسط جبال الأطلس الكبير والمتوسط بين بني ملال وأزيلال، ويشكل قاعدة عملية ملائمة للبحث العلمي والبيئي، وقد ساهمت منظومة جيوبارك في خلق دينامية سياحية واقتصادية متميزة على المستوى الوطني.

وفي هذا الجانب، قال ادريس أشبال إن “ملتقى جيو منتزهات اليونسكو سيكون له دورا كبيرا في التعريف بجهة بني ملال خنيفرة على المستوى الوطني والعالمي، معتبرا أن “هذه الجهة رائدة بين الجهات الاثنى عشرة”.

وأضاف أشبال، في تصريح مماثل، أن “المنتزهات العالمية لجيو بارك تستقطب أزيد من 600 مليون سائح كل سنة، وهو يعكس دور منظومة منتزهات جيوبارك في تطوير سياحة الدول التي تضم هذه الفضاءات الطبيعية والتاريخية”.

وأبرز أن “من خلال أروقة الملتقى، لاسيما الخاصة بجيوبارك مكون والتعاونيات الإنتاجية، سنعمل على الترويج لمؤهلات جهة بني ملال خنيفرة، إلى جانب توقيع اتفاقيات دولية من شأنها خلق رواج سياحي”.

ومضى يقول إن “الملتقى يعد إشعاع قوي لجهة بني ملال خنيفرة وجيوبارك مكون وما يزخر به من مؤهلات طبيعية وثقافية وتنوع بيولوجي وإيكولوجي متميز، وكذا مناسبة للتعريف بالحضارة المغربية التي يعود تاريخها إلى أزيد من 12 قرنا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *