سياسة

ناشط صحراوي يدعو دي ميستورا للعمل على إعادة محتجزي تيندوف إلى وطنهم

استقبل المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي ستيفان دي ميستورا، الناشط الحقوقي محمد سالم عبد الفتاح، أمس الأربعاء، في سياق سلسلة اللقاءات التي عقدها دي ميستورا مع عدد من الفعاليات السياسية والحقوقية بمدينة العيون.

وخلال هذا اللقاء، دعا الناشط الصحراوي المبعوث الأممي، إلى التدخل لدى الأطراف المعنية لضمان عودة الصحراويين من قاطني مخيمات تيندوف إلى وطنهم.

كما طالب بالعمل على إحياء تدابير بناء الثقة التي سبق أن دشنتها الأمم المتحدة بين أطراف النزاع حول الصحراء، خاصة تلك التدابير التي تهم المجالات الإنسانية، وبالخصوص المتعلقة منها بلم شمل الأسر المشتتة بين الأقاليم الجنوبية ومخيمات تيندوف بالجزائر.

وفي سياق متصل، أكد رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، على ضرورة الفصل ما بين المسار السياسي المتعلق بالحل السياسي الذي يعرقله خصوم المغرب وأعداء وحدته الترابية، وبين المسارين الإنساني والتنموي.

وأشار عبد الفتاح إلى أنه لا ينبغي انتظار تبني بعض الأطراف للإرادة السياسية الحقيقية للإنخراط في الجهود الأممية الرامية للتوصل للحل السياسية لأجل إنهاء مأساة احتجاز خارج الأعراف والقوانين، يفترض أن تكون المواقف منها مبنية على مبادئ إنسانية فوق أي مزايدة سياسوية.

كما نوه الناشط الحقوقي والإعلامي، بمسار المبعوث الأممي الذي سبق أن اشتغل على مجموعة من الملفات السياسية التي تهم جوانب إنسانية تتعلق بقضايا نزوح ولجوء جماعي في مجموعة من الدول.

ولفت إلى ما وصفه بـ”المفارقة” المتعلقة بحالة محتجزي مخيمات تيندوف، التي تشهد ترحيب المغرب بعودتهم، في حين أن أطرافا أخرى في الدولة التي تحتضنهم هي التي تصادر حقهم في العودة لوطنهم، بالرغم من كونه حق منصوص عليه في القانون الدولي الإنساني.

وأبرز الفرص التنموية الهائلة التي تضيعها بلدان المنطقة بسبب تداعيات هذا النزاع المفتعل الذي عمر أكثر من اللازم، مشيرا على وجه الخصوص إلى آثار التداعيات المترتبة على غلق الحدود بين البلدين الجارين المغرب والجزائر، وما تكبده من خسائر إقتصادية وتنموية فيهما.

وفي هذا الإطار، أوضح عبد الفتاح جوانب النهضة التنموية المتحققة في الأقاليم الجنوبية فيها، سيما منذ تدشين النموذج التنموي الخاص بها سنة 2015، والأهمية البالغة التي تحظى بها، في ظل توجه المملكة للإنفتاح على عمقها الإفريقي، ما بات ينعكس على جاذبيتها الإستثمارية، ليعرب عن تأسفه لحرمان الصحراويين من قاطني مخيمات تيندوف من هذه الفرص الواعدة المتحققة في هذه الأقاليم.

كما أبرز المتحدث التطورات التي يشهدها ملف الصحراء على توجهات الشباب في الأقاليم الجنوبية للمملكة، موضحا أن التوجهات العقلانية والبراغماتية باتت تحظى باهتمامهم، بخلاف الطروحات الانفصالية الراديكالية المتجاوزة.

وأضاف أن الرأي العام بهذه الأقاليم بات يرى في المبادرة المغربية للحكم الذاتي الحل الأمثل للنزاع المفتعل حول الصحراء، باعتبارها تشكل حلا سلميا وقابلا للتطبيق، لا غالب فيه ولا مغلوب، يضمن حقوق ومصالح جميع الأطراف، وينسجم مع مبادئ الشرعية الدولية.

وخلص الناشط الصحراوي في مداخلته، إلى أن قاطني مخيمات تيندوف بدؤوا بدورهم يتحررون من الدعاية والبروباغاند الانفصالية، بفضل فضاءات النقاش المفتوحة التي تحتضنها وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات الاتصال.

واعتبر أن الهزائم والانتكاسات التي تلقاها المشروع الانفصالي انعكست على قدرة الجبهة الانفصالية على التعبئة والتأطير في المخيمات، في حين تحظى الخطابات السياسية الواقعية بالقبول في الأوساط الشعبية التي تبدي سخطها وامتعاضها العارم من استمرار مأساتهم إلى ما لا نهاية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *