لم تقم بإحصائها ولم توفر الأعلاف.. وزارة الفلاحة تتخلى عن ماشية منكوبي زلزال الحوز

ظهر العديد من المواطنين المتضررين من زلزال الحوز في عدد من الفيديوهات يتأسفون على ما ضاع منهم بسبب هذه الكارثة المؤلمة سواء على مستوى الأرواح أو على مستوى الخسائر المادية الأخرى بما فيها ضياع الماشية، الخوف من نفوق ما تبقى منها بسبب غياب الأعلاف وتوفيرها.

وفي الوقت الذي تحركت فيه مختلف المصالح والمؤسسات لمواجهة تداعيات هذه الفاجعة، لم تتخذ وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات أي خطوة لتوفير الأعلاف للماشية التي نجت من الزلزال كما لم تبادر بإحصاء الماشية المفقودة أو الحية منها.

وبحسب شهود من المنطقة التي ضربها الزلزال، وتصريحات العديد من السكان في فيديوهات منتشرة على منصة اليوتوب، فإن روائح تفوح في بعض الأماكن تعود في الغالب إلى الماشية النافقة التي يتم انتشالها بعد، وهو ما يشكل أخطارا على الصحة والبيئة.

وتساءل الكثيرون عن أسباب غياب مصالح وزارة الفلاحة من أجل إحصاء أعداد رؤوس الماشية التي نفقت والتي نجت ولم لا تعويض الساكنة عن ما فقدوه من ماشية، وتوفير العلف لما تبقى منها، لاسيما أنها تشكل نشاطا اقتصاديا معاشيا لساكنة هذه المناطق.

هذا وكانت الحكومة قد خصصت غلافا ماليا بقيمة 10 ملايير درهم لدعم الفلاحين في مواجهة الجفاف وارتفاع تكلفة الأعلاف. وسبق لوزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، أن أعلن عن ذلك  يوم الاثنين 5 ماي 2023، خلال رده على أسئلة شفوية بالبرلمان،  مشيرا إلى أن هذه العملية خصص لها غلاف مالي بقيمة 10 ملايير درهم.  وتشمل هذه الإجراءات برنامجا لدعم تربية المواشي، خصصت منه  5 ملايير درهم تهم خصوصا الأعلاف بكمية كافية وتوزع بطريقة جديدة.

ولم تكن هذه المرة لدعم الفلاحين في الظروف الطارئة، كالجفاف وموجة البرد، المرة الأولى، بل سبقها برنامج أخر في سنة 2018، حيث، قامت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات بإطلاق برنامج لدعم تغذية المواشي من خلال تموين مربي الماشية بالشعير المدعم، وذلك لمواجهة موجة البرد والثلوج التي مست مجموعة من الأقاليم.

يذكر  أن الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز خلف حوالي 3000 من الضحايا وأكثر من 2500 جريجا، بالإضافة إلى خسائر مادية أخرى تتمثل في انهيار المباني السكنية وتضرر بنايات أخرى ونفوق عدد مهم من رؤوس الماشية.