مجتمع

“جون أفريك”: زلزال الحوز أظهر تطور الأقاليم الجنوبية وتماسك المغاربة من طنجة للكويرة

قالت صحيفة “جون أفريك” الفرنسية إن الصور التي تم تدوالها على شبكة الأنترنت لمئات الشاحنات محملة بمساعدات إنسانية وهي تغادر الأقاليم الجنوبية للمملكة في اتجاه منطقة الأطلس الكبير التي ضربها زلزال 8 شتنبر الماضي مخلفا حوالي 3000 قتيل ومئات الجرحى، (قالت) إنها تعطي صورة واضحة عن الوطنية المتجذرة والشعور بالانتماء الوطني بين سكان الجنوب.

وأشارت إلى صور أخرى ملفتة للنظر، تلك الخاصة بسكان الداخلة أو العيون، وهم غالبا من الشباب، المنشغلين بتعبئة الضروريات الأساسية. “زجاجات ماء، حليب، سكر، بسكويت، أغطية وأفرشة، حفاضات أطفال”.

وقالت إن الجميع بهذه الأقاليم تعبأ مثل باقي المغاربة تماما في كل مناطق المملكة، متأثرين جميعًا بالصور الرهيبة التي تم بثها منذ ليلة 8 سبتمبر، لمساعدة السكان المتضررين، و “لإظهار أن المغاربة، من طنجة إلى الكويرة، متحدون في مواجهة التحديات”.

وهو ما يؤكد لمن يحتاج لتأكيد أن الشعور بالانتماء الوطني والوطنية متجذر بشكل جيد بين سكان الجنوب، وفق ما نقلته الصحيفة الفرنسية.

وسجلت الصحيفة أن زلزال الحوز أظهر الأقاليم الجنوبية بصورة غير تلك التي كانت تظهر بها في السنوات الماضية، إذ تحولت من مناطق تعيش على المساعدات التي تقدمها الدولة المغربية لسكان هذه المناطق إلى مناطق تساعد مواطنين مغاربة في مناطق بعيدة، لتعطي صورة مفادها أن بقاء هذه المناطق وتنميتها لم تعد تعتمد على المساعدات والإعانات من الدولة بل يمكنها تقديم المساعدة للأقاليم الاخرى المغربية.

ويشكل نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي دليلا آخر على أن المناطق الصحراوية لم تعد كما تركها الاستعمار الإسباني، فوفق إحصائيات سنة 2022 التي نشرتها المندوبية السامية للتخطيط يوم 5 شتنبر، تسجل جهة الداخلة-وادي الذهب متوسط ​​دخل سنوي للفرد قدره 84.069 درهم (حوالي 8000 يورو). مما يجعلها المنطقة الأولى في البلاد من حيث نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي حيث أنها تتجاوز بكثير المتوسط ​​الوطني، وهو 35104 درهم (حوالي 3500 يورو).

وهذه المعطيات ليست وليدة الصدفة، بل هي نتيجة لسياسة التنمية التي تنتهجها المملكة بأقاليمها الجنوبية، منذ أكثر من 20 عاما وخاصة بمنطقة الداخلة.

وقالت إن الداخلة التي تركها الإسبان في سبعينيات القرن الماضي مدينة أشباح، أصبحت الآن مركزًا اقتصاديًا قيد الإنشاء. ويبدو المستقبل أكثر تقدما مع مشاريع ضخمة، مثل ميناء الداخلة الأطلسي العملاق، الذي يهدف إلى تحقيق طموح محمد السادس في جعل الداخلة مركزا اقتصاديا وصناعيا ولوجستيا يركز على أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

ازدهار اقتصادي يمنح الداخلة أيضًا وضعًا سياسيًا ودبلوماسيًا جديدًا، إذ أصبحت هذه المدينة الساحلية مركزًا للدبلوماسية الأفريقية والعالمية، مع افتتاح العديد من القنصليات والممثليات الدبلوماسية على مدى السنوات الأربع الماضية.

وقالت الصحيفة إن مكانتها كمدينة إفريقية عظيمة تم تأكيدها بشكل أكبر من خلال الاعتراف بسيادة المغرب على أراضيه الصحراوية من قبل الولايات المتحدة، ومؤخرا من قبل إسرائيل، في عام 2020، لدرجة أن العديد من المراقبين الدوليين يطلقون بالفعل على مدينة الداخلة “دبي إفريقيا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • غير معروف
    منذ 8 أشهر

    اكد المغاربة بالملموس والعمليتضامنه بالفعل قبل القولومن كل كل الضروريات للعيش الكريم دون مدلة واستخفاف وابراز دونيته وحاجته للغير بل انتم منا قول وفعل لا فتل كما يفعل المسؤولين والمؤسسات اما الاحزاب وزبانيتهم العادية والممتازة يريدون اخد صور بالالوان وبالابيض والاسود وكدا مشاهد تلفيزيونيةاوعبر الوساء الاتصالات الحديثةللاستفدة منها حاليا وعلى المدى البعيد عندما تحل فرص الانتخابات والوثول لكراسي المسؤولية المحلية ولم لا الوطنية واكثر الدولية العالمبةولوفي احلام اليقظة والقاء كلمة او حتى سبه خطاب ركيك فب المعظم مع بعض المصطلحات للتقرب الى من هم اكثر للاسفادة مستقبلا والتدكير بانجازاتهم العظيمة ومشاركتهم في تحسين اوضاع البلاد والعباد والوصول الى اعلى المراتب لخدمتكم احين من السابق وهكدا الايام .