مجتمع

مصفوفة القيم في الخطاب الملكي.. بنيس: يمكن استثمارها كقوة ناعمة

قال الملك محمد السادس إن فاجعة زلزال الحوز أظهرت انتصار القيم المغربية الأصيلة، التي مكنت بلادنا من تجاوز المحن والأزمات، والتي تجعلنا دائما أكثر قوة وعزما، على مواصلة مسارنا، بكل ثقة وتفاؤل.

وأضاف محمد السادس، في خطاب افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الثالثة من الولاية التشريعية الحادية عشرة، أن تلك القيم “هي قيم وطنية جامعة، كرسها دستور المملكة، وتشمل كل مكونات الهوية المغربية الأصيلة، في انفتاح وانسجام مع القيم الكونية”.

وخص بالذكر القيم المؤسسة للهوية الوطنية الموحدة، وعلى رأسها القيم الدينية والروحية: وفي مقدمتها قيم الإسلام السني المالكي، والقيم الوطنية التي أسست للأمة المغربية، ثم قيم التضامن والتماسك الاجتماعي بين الفئات والأجيال والجهات.

أستاذ العلوم الاجتماعية، سعيد بنيس، قال “إن هذه المصفوفة القيمية التي جاءت في الخطاب الملكي، تحيل على التنوع والتعدد والاعتراف الموجود في تمِغربيت كما كرسها الدستور المغربي، مشددا على أن هاته القيم ليست فقط لتأثيث الحياة الاجتماعية، ولكنها قيم تتحكم في الدينامية المجتمعية”.

وأضاف بنيس في تصريح لجريدة المغرب، أنه “على سبيل المثال في زلزال الحوز رأينا كيف أن المغاربة أبانوا عن قيم التضامن والتعاون، التي كانت ناظمة للفعل المدني والمؤسساتي”.

وذكر أستاذ العلوم الاجتماعية، أنه في خضم الزخم الذي أتى مع فاجعة زلزال الحوز، ينبغي التفكير مستقبلا في إحداث مرصد يؤسس لميثاق وطني للمواطنة ، اقتَرحَ له اسم “تمغرِبيت”، يرتكز على قيم م لتضامن والتماسك الاجتماعي، معتبرا أن هذا المرصد من شأنه أن يساعد على ترصيد هذه القيم والمحافظة عليها وجعلها كرأسمال لقوى ناعمة تتميز بها المملكة المغربية.

وكان ملك المغرب قد دعل في خطابه إلى مواصلة التشبث بهذه القيم، اعتبارا لدورها في ترسيخ الوحدة الوطنية، والتماسك العائلي، وتحصين الكرامة الإنسانية، وتعزيز العدالة الاجتماعية، وخاصة في ظل ما يعرفه اليوم، من تحولات عميقة ومتسارعة، أدت إلى تراجع ملحوظ في منظومة القيم والمرجعيات، والتخلي عنها أحيانا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *