سياسة

“غوتريش” يؤكد محورية دور الجزائر في نزاع الصحراء وعرقلة “البوليساريو” للمينورسو

نشرت منظمة الأمم المتحدة، أمس الأحد، تقرير الأمين العام إلى مجلس الأمن حول الصحراء المغربية، حيث ذكر أنطونيو غوتيريش، الجزائر 20 مرة، مؤكدا ومكرسا أنها تعد بالفعل طرفا رئيسيا في هذا النزاع الإقليمي.

كما دحض الأمين العام للأمم المتحدة، “أنطونيو غوتيريش” في تقريره الجديد إلى مجلس الأمن حول الصحراء المغربية، آلاف البلاغات الصادرة عن الجزائر و”البوليساريو” بشأن حرب وهمية في الصحراء المغربية.

ووصف “غوتيريش” ضمن تقريره المنشور على الموقع الرسمي للأمم المتحدة، الوضع في الصحراء المغربية بأنه يتسم بـ”توترات وأعمال عدائية منخفضة الحدة”، وهو ما يفضح الدعاية المغرضة التي تروجها الجزائر و”البوليساريو” بشأن حرب مزعومة في الصحراء المغربية.

وأدن الأمين العام للأمم المتحدة القيود والعراقيل التي تفرضها “البوليساريو” على مراقبة المينورسو لعملية وقف إطلاق النار، ولا سيما التحقق من صحة الحرب المزعومة التي أبلغت “البوليساريو”، بشكل كاذب، البعثة الأممية بشأنها، وتناقلتها الجزائر.

الجزائر طرف في النزاع

تعليقا على هذا التقرير، أكد رئيس المركز الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، محمد سالم عبد الفتاح، أن تقرير الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، بخصوص الأوضاع في الصحراء المغربية كرس الدور الجزائري في النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، خاصة فيما يتعلق بموقف الجزائر بمواقف الجزائر المتشنجة والتصعيدية إزاء المملكة حيث أكد التقرير على محورية العلاقات المغربية الجزائرية وانعكاسها على آفاق الحل المباشر السياسي المنشود في هذا الملف.

وأكد سالم عبد الفتاح، في تصريح لجريدة “العمق”، أن التقرير أشار أيضا إلى جولة ديمستورا التي شملت الجزائر باعتبارها طرفا رئيسيا معنيا بهذا النزاع، كما أشار إلى الدعوات المتتالية التي أطلقها مجلس الأمن إلى الجزائر من أجل الحضور والمشاركة الفعالة في الطاولات المستديرة.

وشدد المتحدث ذاته على أن هذا التقرير كرس دور الجزائر من خلال الإحالة على العراقيل التي تواجهها بعثة المينورسو خاصة في المناطق العازلة والمنع من زيارة المواقع العسكرية لجبهة البوليساريو الانفصالية بتندوف، حيث يشير التقرير، حسب محمد سالم، إلى تقويض خصوم المغرب لعمل البعثة الأممية مع تقويض الجزائر أيضا إلى الوساطة الأممية من خلال مواقفها التصعيدية إزاء المغرب ومن خلال رفضها للمشاركة في هذه الطاولات.

خطاب مغربي متزن

وذكر سالم عبد الفتاح بإشادة الأمين العام الأممي، في التقرير أيضا، بالخطاب المتزن الذي يتبناه المغرب مع إحالة على الخطابات الملكية ذات الصلة، خاصة في شقها المتعلق بسياسة “اليد الممدودة” للمصالحة مع الجزائر، فضلا عن تأكيده على تعاون الجانب المغربي مع البعثة الأممية خاصة فيما يتعلق بعملها الميداني حيث أشار إلى الآلاف من الدوريات التي نظمتها البعثة في مناطق غرب الجدار.

بالمقابل، اعتبر المحلل السياسي أن ما ورد في التقرير يصب في صالح المغرب، حيث أبدى الأمين العام الأممي قلقه إزاء الأوضاع الأمنية المتدهورة في مخيمات تندوف مقابل وضع أمني مستتب في الأقاليم الجنوبية، معتمدا في ذلك على الجولة التي قام بها مبعوثه الشخصي، ستيفان ديمستورا، إلى مدينتي العيون والداخلة وعقده لقاءات مع فاعلين سياسيين واقتصاديين وزيارته لمنشآت تنموية بهذه الأقاليم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *