واقع التنمية السوسيواقتصادية والثقافية بمدينة خريبكة

لا زال الركود الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي،و التربوي والتعليمي مستمرا بمدينة خريبكة بسبب تقصير الفاعلين الترابيين في واجباتهم،ولأنهم لم يقوموا منذ،مدة طويلة بأعمال، ومبادرات خلاقة نفعها عام،ومتعدي إلى الآخرين.
يتم حاليا إصلاح الرصيف المحادي لشارع مراكش،وقامت السلطات المحلية بعدة حملات لتحرير الملك العمومي و إفراغ الأرصفة،ورغم تنظيم بعض المهرجانات الثقافية منذ عدة أسابيع مثل مهرجان السينما الأفريقية ومهرجان اعبيدات الرما إلا أن شريحة كبيرة من الساكنة لم تستحسنهما ولا يحضرون لهما لعدة اعتبارات ذاتية وموضوعية،كما ملاحظ أن الأنشطة الثقافية القليلة التي نظمت في الأسابيع الماضية لا يتم الإعلان عنها بشكل جيد،ويحضر لها قلة من المهتمين والفاعلين الثقافيين فقط،ولا يستدعى لها جميع الفاعلين الاجتماعيين،والثقافيين والسياسيين.
كما ملاحظ أن مكاتب الأحزاب السياسية وشبيباتها وجمعيات المجتمع المدني لا تقوم بأدوارها وواجباتها،ولم تعد :
تؤطر المواطنين وتنشر الوعي والمعرفة،والثقافة بين الساكنة،و قلة منها فقط من يقوم ببعض الانشطة مرة بعد أخرى،ورغم مساهمة بعض الفاعلين الاجتماعيين بمقترحات وازنة كثيرة إلا أنه كلا من الفاعلين الترابيين و مكاتب الأحزاب السياسية وشبيباتها،وجمعيات المجتمع المدني يتبعون سياسة الآذان الصماء،ولا يشركون الفاعلين الاجتماعيين والناس المتعلمين جدا والمبدعين في الأعمال التي يقومون بها.
تفتقر مدينة خريبكة لعدة مرافق أساسية مثل مكتبة متخصصة يستفيد منها طلبة الإجازة والماستروالدكتوراه،وحدائق جيدة ومساحات خضراء واسعة تكون متنفسا للساكنة( يوجد حاليا حديقتين جيدتين فقط بمدينة خريبكة : حديقة البارك بالفيلاج” تم إصلاحها في الأسابيع الماضية رفقة النافورة القريبة منها “وحديقة الفردوس)،وفضاءات للترفيه وملاهي مائية ومراحيض عمومية،وإذا تجاوز عدد المقاهي”220 مقهى في 10\2020 “، ووصل عدد الصيدليات إلى 97 صيدلية في 6\2017 ،ووصل عدد المساجد 70 مسجد نهاية سنة 2022 فإن عدد المكتبات العامة هو 3 فقط مع العلم أن واحدة منهم” الموجودة بالمركب الثقافي”أصبحت الكتب بها متجاوزة.
كثرة البطالة وقلة فرص الشغل بمدينة خريبكة،وارتفاع نسبة الهذر المدرسي في الإعدادي والثانوي،والكلية جعل نسبة العاطلين عن العمل تكبر،وشريحة مهمة من هؤلاء مدمنين على الانترنيت وبعضهم يستهلك بعض مشتقات المخدرات،لذلك يجب التفكير في دعوة المنقطعين عن الدراسة من الإعدادي والثانوي،و الكلية للتربية غير النظامية من أجل إكمال دراستهم،وذلك أفضل من تنظيم دروس في محو الأمية بالمساجد وغيرها..
رغم أن الساكنة النشيطة ذكورا وإناثا بمدينة خريبكة التي تشتغل في عدة مهن وحرف تقوم بجهود كبيرة لسد حاجيات ومتطلبات أسرهم إلا أنه ملاحظ أن أفراد أسرهم لا يقومون بواجباتهم حيث الأبناء مدمنين على هواتفهم وحواسيبهم،ولا يقومون بواجباتهم الدينيةوالدراسية،وكثيرا من ربات البيوت يشاهدن باستمرار المسلسلات الدرامية التركية المدبلجة بالدارجة المغربية،وأرباب الأسر لا يسمعون كلمات شكر وعرفان من أفراد أسرهم المقصرين في واجباتهم،ومقابل ذلك لا يكفون عن كثرة الطلبات ويكثرون من التسوق بمركز المدينة.
رغم أن مستوى عيش شريحة لابأس بها من ساكنة مدينة خريبكة متواضع بحكم أن كثير منهم يعيشون منذ عدة سنوات في فقر مدقع وحرمان وتعاسة،وبالكاد يجدون جزء من ضروريات الحياة، إلا أن أبناء وبنات كثير من الفقراء،ومحدودي الدخل يلزمون والديهم بأن يشتروا لهم أفضل الملابس،ويحملونهم ما لا يطيقون من المصاريف وهذا أمر سيء،ومما يزيد الوضع الاجتماعي تأزما هو أن الخطاب الذي يسمعه أفراد الساكنة في الواقع و الانترنيت بمدينة خريبكة لا يحثهم على الكسب المشروع والإبتغاء من فضل الله،والأخذ بأسباب القوة والتفوق والغنى،والأخذ بالأسباب المادية واحترام السنن الكونية،والمحافظة على الصحة باتباع حمية ناجعة والحرص على التغذية المتوازنة والهدوء،والقيام بجهود كبيرة لتحقيق أهداف ومنجزات،ونجاحات كبيرة في الحياة.
على الأساتذة في جميع الأسلاك الدراسية والمرشدين وخطباء الجمعة،والناس المتعلمين جدا والمبدعين استحضار توفر مصادر المعلومة في الواقع والانترنيت،وأنهم ليسوا الوحيدين الذين يمتلكونها،كما أن سبب عدم انتشار الوعي والمعرفة والثقافة،و العلوم بالقدر الكافي بين جميع أفراد الساكنة( ذكورا وإناثا أفقيا وعموديا) هو غياب توحيد الجهود بين من يفعلون ذلك،وغياب تنسيق الأعمال والمبادرات الخلاقة بين الفاعلين الاجتماعيين،والثقافيين والسياسيين كما أن آثار الأعمال والمبادرات الفردية ليست كبيرة.
من العناصر المساعدة على شفاء وتعافي الآلاف من تلاميذ الثانوي والشباب والكبار المدمنين على الانترنيت بمدينة خريبكة،والذين يسهرون يوميا لوقت متأخر من الليل : أن يبتعدون نهائيا عن الأنترنيت لثلاثة أشهر فقط،ويمارسون بدل ذلك هوايات جيدة مثل القراءة وممارسة الرياضة،وتعلم اللغات الأجنبية وكتابة الخواطر،والتردد على المساجد وقت الصلاة والتردد على المكتبات العامة وملاعب القرب،وبحكم أن الحياة بدون أنترنيت ممكنة وجميلة جدا فأكيد لو قاموا بما ذكر آنفا فسيتعافون ويشفون،وللأسف فكثير منهم يشتكون من تأثر بصرهم من كثرة النظر للشاشات،والوقاية خير من العلاج.
شيء جميل محبة أفراد ساكنة مدينة خريبكة لقراءة الكتب والمجلات والروايات الورقية بالعربية والفرنسية والإنجليزية وإدمانهم عليها، وتنويع أنشطتهم الممارسة،وإعادة ترتيب أولوياتهم في الحياة،وحسن تربية ورعاية وتعليم،وتوجيه أبنائهم وبناتهم وبر والديهم وصلة رحمهم،وضروري من أن يصبح الإحترام المتبادل إلزاميا بين جميع مكونات الساكنة أفقيا وعموديا،وتجاوز أفراد الساكنة عن بعضهم البعض والتماس الأعذار لبعض من اخطأوا في حقهم،وإصدار جميع أفراد الساكنة عفوا شاملا اتجاه بعضهم البعض،كما أن تنزيل القيم التربوية والتعليمية والأخلاق الإسلامية والإنسانية في واقع مدينة خريبكة،والتعاون على الخير مع الغير وتقوية الشخصية،والتعلم على أعلى مستوى،والتفكير بعشرات الطرق لحل مشاكلهم كل ذلك سيعمق السلم والأمن المجتمعي بمدينة خريبكة.
من طرق انتشار قيم التقدم والتحضر والتطور بمدينة خريبكة أن يدور جميع مكونات الساكنة أفقيا،وعموديا على الدوران حول الأفكار المبدعة والملهمة الراقية ويحللونها بموضوعية،وأن يتوقفوا عن الدوران حول الأحداث والأشخاص والأشياء،وشيء جيد محاربة جميع الأسباب التي تكرس الجهل المركب والتخلف،والفقر والمرض والتواكل،والعجز والكسل والفتور ،واستمرار الركود.
إذا جعل الفاعلين الترابيين المتدخلين في تنمية مدينة خريبكة المصلحة العامة هي الاولوية الأولى والثانية… والعاشرة. أحاطوا بهم أساتذة التعليم العالي المتخصصين في بعض أصناف المعرفة والمهندسين المحترفين والناس المتعلمين جدا،وأبعدوا محدودي الثقافة والهواة،والوشاة عن مكاتبهم فأكيد ستنصلح الأحوال الاقتصادية والاجتماعية،والثقافية والسياسية،وستتحقق مكاسب كثيرة لصالح ساكنة مدينة خريبكة.
أكيد أن مئات المواطنين يترردون يوميا على جميع إدارات،ومؤسسات الدولة بمدينة خريبكة،ويقضون عدة أغراضا إدارية،وواجب على جميع الموظفين والموظفات أن يستقبلونهم بشكل جيد،وأن يقضون أغراضهم الإدارية بوتيرة سريعة دون تباطؤ أو تلكؤ متعمد،وأن يذللون في وجوههم الصعاب وأن يجيبونهم على استفساراتهم،وواجب على مسؤولي المجالس المنتخبة وواضعي البرامج تسوية الوضعيات الإدارية للموظفين الذين يعملون تحت سلطتهم،والذين قد أكملوا تعليمهم الجامعي،وحصلوا على شواهد الإجازة والماستر ،ومما يساهم في الإصلاح الإداري المنشود دعوة مسؤولي المجالس المنتخبة وواضعي البرامج العاملين تحت سلطتهم باحترام بعضهم البعض،وتركيز كل موظف في عمله،وخدمة المواطنين فقط.
الأصل أن تكون جميع إدارات ومؤسسات الدولة مفتوحة في وجه جميع المواطنين بدون تمييز أو تحيز لأي كان ومنع بعض المواطنين من ولوج لبعض إدارات ومؤسسات الدولة مسألة تخالف القانون وبمكن لأي مواطن تعرض لذلك أن يستنكره ،وإذا ضاعت مصالحه وتضرر بسبب ذلك يمكنه أن يتابع من قام بذلك بوضع شكاية ضده عند السيد وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بمدينة خريبكة.
أكيد أن نشر قيم المحبة والأمل والتفاؤل والتعاون بين جميع أفراد الساكنة بمدينة خريبكة وتحول أفراد الساكنة لقوة اقتراحية عوض كثرة النقد كل ذلك شيء جيد سينظف الجو العام بمدينة خريبكة من كل أشكال الكراهية،واليأس والتشاؤم والإحباط والإقصاء،وغياب خارطة طريق واضحة لمستقبل أفضل زاهر يليق بمدينة وساكنة خريبكة.
شيء جيد تنظيم الكلية المتعددة التخصصات بمدينة خريبكة لملتقيات جهوية ووطنية لمدارسة عدة مستجدات وقضايا وطنية راهنة،وانفتاحها على المحيط،وخلق ماستر متخصص في شعبة الجغرافية البشرية،وخلق شعب أخرى غير موجودة بالكلية حاليا مثل : الدراسات الإسلامية والدراسات الإنجليزية،والتاريخ والقانون،وعلمي النفس والاجتماع تسمح للتلاميذ والتلميذات الحاصلين على الباك بمتابعة دراستهم الجامعية بمدينتهم عوض الذهاب لإكمال الدراسة بمدن أخرى مع ما يرافق ذلك من مشاق ومصاريف كثيرة لا قدرة للأسر عليها.
كما أن قيام مكاتب الأحزاب السياسية وشبيباتها وجمعيات المجتمع المدني بمدينة خريبكة بعدة جهود لتأطير المواطنين من خلال تنظيم عدة ندوات،وورشات يستدعى لها أساتذة جامعيين وناسا متعلمين جدا ومبدعين وقامت وطنية كبيرة كل ذلك سيخلق ديناميةوفعالية،وحركية تعود على ساكنة مدينة خريبكة بالخير والنفع العام،وشيء جيد قيام بعض مكاتب جمعيات المجتمع المدني بمدينة خريبكة بدروس الدعم الدراسي لتلاميذ وتلميذات الإعدادي والثانوي بثمن رمزي،وبحملات للنظافة والتشجير داخل بعض الأحياء الإسمنتية،وحملات طبية يستفيد منها الفقراءوحملات للتبرع بالدم لوجود خصاص في هذه المادة الحيوية كل ذلك شيء جيد ومطلوب.
اترك تعليقاً