أدب وفنون

ينقل حياة الفقر والإجرام بشوارع البيضاء.. كمال الأزرق ينافس بـ”عصابات” على جوائز “مهرجان مراكش”

عُرض، اليوم الأحد، في قاعة الوزراء بقصر المؤتمرات بمراكش فيلم “عصابات” للمخرج المغربي كمال الأزرق، الذي ينافس على جوائز المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش في دورته العشرين بحضور عدد من الفنانين والمختصين في المجال السينمائي.

ويتناول فيلم “عصابات” الذي تدور أحداثه في الأحياء الشعبية بمدينة الدار البيضاء، قصة حسن وعصام، اللذان يقعان في موقف صعب بعد موت رجل كان من المفترض أن يختطفاه في سيارتهما، ليجدا نفسيهما مع جثة، ثم تبدأ ليلة طويلة عبر الأحياء الفقيرة في المدينة.

في هذا الحوار مع “العمق” يتحدث المخرج كمال الأزرق عن صعوبات أول تجربة روائية طويلة في مسيرته الفنية، وشعوره بعد حصوله على جائزة لجنة التحكيم في مسابقة “نظرة ما” من مهرجان “كان” ومشاركته في مهرجان “مراكش”، وكذا فرض الإنتاج الأجنبي لأفكاره على السينما المغربية.

ما هي قصة فيلم “عصابات”؟

يتناول فيلم “عصابات” عدة مواضيع اجتماعية، وكنت أرغب أن أعبر من خلاله عن فئة من المجتمع المغربي لم تتمكن من اللحاق بالتطور الاقتصادي الذي تعيشه المملكة، ما يؤدي إلى وقوعها في العديد من المشاكل أثناء بحثها عن لقمة عيشها.

لقد سعيت من خلال هذا الشريط السينمائي الطويل الأول في مسيرتي الفنية أن أسلط الضوء أيضا على تلك العلاقة الإنسانية القوية بين الأب والابن رغم الصعاب التي يوجهانها والعنف والإجرام الذي عاشا بداخله، كما أن النهاية المفتوحة تمنح للمشاهد حرية اختيار النهاية التي سيشعر بها عند نهاية الفيلم.

ما هي الصعوبات التي واجهتها في أول عمل روائي طويل في مسيرتك “عصابات”؟

رغم اشتغالي سابقا على عدة أفلام قصيرة، إلا أنني بطبيعة الحال واجهت مجموعة من الصعوبات في الفيلم الطويل “عصابات” الذي يعد أول تجربة بالنسبة لي، إذ اكتشفت من خلاله مجموعة من الأشياء، وما زاد تلك الصعوبات هو المجهود الذي كنت أقوم به من أجل تأطير وتوفير الظروف الملائمة لأبطال العمل الذين خاضوا تجربة التمثيل لأول مرة من أجل أن يعبروا عن ما في قلبهم، وأنا سعيد بالمستوى الجيد الذي قدموه رغم أنهم ممثلين غير محترفين.

ما هو سبب اعتمادك على ممثلين غير محترفين في فيلم “عصابات”؟

وجدت خلال اعتمادي على ممثلين غير محترفين في فيلمي القصير “مول الكلب” عفوية وحرية يصعب إيجادها حتى لدى بعض الممثلين المحترفين، لذلك قررت أن أعيد نفس التجربة في هذا الشريط السينمائي الطويل، وأقوم ببناء الشخصيات من الصفر رفقت الأبطال الذين اخترتهم ومنحتهم الحرية ليعبروا عن نفسهم بطريقتهم الخاصة التي ربما لن تكون بعد تفاصيلها مكتوبة على الورق.

ماذا يمثل لك حصول فيلم “عصابات” على جائزة في مهرجان “كان” ومشاركته في المسابقة الرسمية لمهرجان مراكش؟

شرف كبير بطبيعة الحال أن يشارك فيلمي في مهرجانات عالمية كبيرة كمهرجان “كان” ومهرجان مراكش، لقد كنت متخوفا من اللقاء الأول لي مع الجمهور المغربي، لكن رد فعل الحاضرين في قاعة العرض اليوم أسعدني وأنا فخور بهذه التجارب.

لماذا اعتمد الفيلم على الكلمات “النابية” بشكل كبير؟

لم أتعمد ذلك ولم أخطط له، لقد كان ذلك عفويا بسبب الحرية الممنوحة لأبطال العمل الذين يمثلون في الفيلم طبقة اجتماعية موجودة في الأحياء الشعبية لمدينة الدار البيضاء، وإذا أردت أن تنتج عملا وثائقيا حقيقيا ينقل الواقع فلابد من الاعتماد على قاموس هذه الفئة، ولا يجب مسح ما هو موجود في الشارع المغربي، مع عدم الإكثار منه بطبيعة الحال.

هل يفرض الإنتاج المشترك مع الدول الغربية أفكاره على الأعمال المغربية؟

بالنسبة لي شخصيا لم يحصل ذلك، المنتج الفرنسي الذي شارك في فيلم “عصابات” سعيد حميش من أصول مغربية وعاش في المغرب، لا أظن أنه أعطى أفكارا أجنبية في العمل، وبشكل عام فإن إنتاج أعمال ذات جودة عالية للمشاركة في المهرجانات العالمية يتطلب ميزانية كبيرة تدفعك للبحث عن شركاء في أنحاء العالم من أجل توفيرها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *