أدب وفنون

الفلسطينية هيام عباس تتحدث عن مشاركتها في فيلم ينكأ جراح النكبة

بتصفيقات حارة وأصوات عالية تصدح بشعارات مناصرة للقضية الفلسطينية استقبل جمهور مهرجان الفيلم الدولي بمراكش الفيلم الوثائقي “باي باي طبريا” للمخرجة الفلسطينية لينا سوالم الذي عُرض في قاعة الوزراء بقصر المؤتمرات وينافس على جوائز المسابقة الرسمية للمهرجان في دورته العشرين.

الفيلم الوثائقي الذي فتح على مدار 82 دقيقة جراح آلام الماضي الذي عاشه الشعب الفلسطيني، سلط الضوء بشكل خاص على معاناة النساء الفلسطينيات منذ النكبة، حيث نقلت مخرجته لينا سوالم من خلال قصص والدتها الفنانة هيام عباس وجدتها الأوضاع التي عاشتها الآلاف من الفلسطينيات منذ النكبة 1948 وما بعدها من تهجير قسري وتنكيل.

في هذا الحوار مع “العمق” تتحدث الكاتبة والفنانة الفلسطينية من عرب 48 هيام عباس عن الهدف الذي دفعها وابنتها لإنتاج فيلم يحكي جانبا من معانات النساء الفلسطينيات والاستقبال الحار الذي حظيت به في مهرجان مراكش، وترد على الاتهامات الموجهة الموجهة للشعب المغربي في مسألة التطبيع وللمهاجرين الفسطينيين الذين يلومهم البعض بأنهم “تخلوا عن أراضيهم”.

ما هو السبب الذي دفعك أنت وابنتك المخرجة لينا سوالم لإنتاج فيلم “باي باي طبريا”؟

لم تكن تفكر ابنتي لينا سوالم في التطرق لموضوع القضية الفلسطينية لأنها كانت تشعر بأنه معقد وأكبر منها، لكن بعد أن أخرجت فيلم عن جزءها الجزائري، بحكم أن والدها يحمل الجنسية الجزائرية، تطرقت فيه إلى مسألة المهاجرين الجزائريين في فرنسا وعلاقتهم في الذاكرة الجماعية، بدأ الناس خلال تجوالها بالعمل في المهرجانات يسألونها عن متى ستتحدث عن جزئها الفلسطيني وبعد تفكير طويل اقتنعت بالفكرة وبدأت بالعمل عليها.

لم أكن في البداية مرتاحة عندما أخبرتني لينا عن الزاوية التي اختارتها لفيلمها، لأنه لم يسبق لي أن تحدثت عن حياتي الخاصة للجمهور، لكن فهمت بعد اطلاعي على رؤيتها بشكل كامل بأن العمل لا يتحدث عني فقط وسيرة حياتي، وإنما يربط بينها وبين جدتها وجدتي والنساء الفلسطنيات بشكل عام.

كيف وجدتي تفاعل الجمهور المغربي مع فيلم “باي باي طبريا”؟

تفاعل الجمهور المغربي مع فيلم “باي باي طبريا”، الذي ينافس على جوائز المسابقة الرسمية لمهرجان مراكش في دورته العشرين، كان حميميا وجميلا، أشعرني بالفخر والاعتزاز لأنه تقبله وشعر بالقصص النسائية التي تناولها، وهذا الاتباط الذي حصل هو الهدف الذي يسعى إليه كل الفنانين، وأشكر الجمهور على هذا الاستقبال.

هل كنت تتوقعين هذا الاستقبال الحار من الجمهور، خاصة أنه هناك من يتهم المغاربة بالتطبيع مع إسرائيل؟

لا أظن أن هذا الاتهام موجه للشعب المغربي، لأن عادة الشعوب تقف مع بعضها البعض، والنقد يوجه للحكومات.

أنا شخصيا لم تكن لدي هذه الفكرة، ولا أؤمن بالإسقاط بصيغة الجمع ولا يجب أن نبحث اليوم على قطع الأحكام على الناس، هدفنا اليوم كسينمائيين هو البحث عن كيفية إيصال رسائلنا لعدد أكبر من الجمهور.

“باي باي طبريا”عمل مختلف عن أدوارك السابقة، هل أعاد الفيلم إحياء بعض الجراح التي عاشتها هيام عباس في فلسطين؟

صحيح، لم أقم في فيلم “باي باي طبريا” بتمثيل دور مختلف عني، وإنما جسدت فيه شخصيتي الحقيقة لأنها فيلم وثائقي وليس روائي، سلطت من خلاله الضوء على تلك الفتاة التي كبرت في قرية دير حنا بفلسطين وتزوجت وأنجبت ابنة اسمها لينا سوالم.

لم يسبق لي أن تكلمت عن نفسي أو شاركت مع الجمهور أشيائي الخاصة، والرسائل الموجود  في العمل مكتوبة لينا لتوضيح العلاقات النسائية بين أربع أجيال في حياتها أنا واحدة منهن.

كيف هو شعورك وأنت تشاهدين اليوم أن النساء الفلسطينيات يعيشن ما عشته سابقا من ظلم وتهجير قسري؟

لا يمكن أن لا تربطي بين الأحداث التي يعيشها الشعب الفلسطيني اليوم وما هو موجود في الفيلم الذي يتناول فترة النكبة وما بعدها، لقد كانت 1948 هي البداية.

أنا كنت محظوظة، لأن أمي تزوجت وعشت بمكان سمح لي بأن أكون ما أنا عليه اليوم، كان من الممكن أن أكون لاجئة في أي مكان آخر، إما غزة أو الضفة الغربية أو الأردن أو سوريا أو لبنان.

هل تؤدي السينما دورا في نصرة القضية الفلسطينية؟ وهل يمكن أن تغير العالم؟

أنا فلسطنية وأريد أن أحكي عن قصصي، لا يمكنني الحديث عن قصص أشخاص آخرين لأنني لا أعرفها ومن المهم أن توصل السينما رسائلي للعالم.

هل ستغير السينما العالم أم لا؟ لا أعلم لكن بالتأكيد هو حلم وأتمنى أن أقول نعم وأريد أن أؤمن بذلك، الآن وظيفة السينما هي المشاركة ومحاولة فتح أعين الناس وقلوبهم، وأن يعلموا بأن الأرقام التي نسمع عنها دائما هي لأشخاص لديها قصص وأحلام ولأطفال تموت دون أن نعلم عنها شيئا.

ما الذي يمثله لك مشاركة “باي باي طبريا” في مهرجانات عالمية كمهرجان “مراكش” و”كان” 2024؟

المهرجانات منابر تعرف العالم بالأعمال الفنية ويجب استغلالها، ومن المهم بالنسبة لي ولابنتي لينا أن نتواصل مع الجمهور ونتعرف عليه، وذلك من أجل أن نجيبه عن الصورة الأكبر للفيلم، خاصة وأن هناك العديد من المنابر التي أغلقت الحديث عن القضية منذ أزمان طويلة.

ما رأيك في من يتهم الفلسطينيين الذين يهاجرون بأنهم يتخلون عن أرضهم؟

الفلسطنييين لم يغادروا بل أجبروا على المغادرة، أنا هاجرت لأنني كنت بين خيارين إما الاختناق أو البحث عن طرق أخرى لتحقيق أحلامي والعودة لتمثيل فلسطين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *