وجهة نظر

وحدك هناك يا طفلي بدون مدرسة

هل تستطيع تسلق الأسوار
في لجج الجراح بلا شراع؟
هل تستطيع أظافرك
أن تخنق الأوباش
في ليالي الصمت والضياع؟
وحدك
تطل على الضفاف ..وتستميت
خلف أشجار الصفصاف
فمد يدك يدا ليدك
لتسترجع خضراوات البقاع
هذا البحر ليس لك
هذا الأطلس المتوسط
الكبير
ليس لك
كل شيء ليس لك ؟
مبهم مجهول
تعش وأولادك يملؤون الفراغ
في شوارع الحي
فالمدرسة مغلقة
مفاتيحها بيد الوزير
وأسرة التعليم في الشوارع
تندب حظها العاثر
..
من قبل كانت قصتك أيها المواطن
في قبضة من دم وحرير
وكان جدول البادية
يملؤك حبا
وكان حلمك ينمو
حتى شاخ وصار كبير
كان الفقر عيبا
وكان المخطط الأخضر حلما
كم كان ربيعا
فوق فوهات قهر أزمنة الصمت
وجدولة المطر
وعنفوان الخريف
وبسمة الربيع
كنت القضية

أيها المواطن الجميل
وصرت اليوم
معبرا
أعمدة مصابيح الشوارع
صرت
أشبه بالمناديل الورقية

مدرسة ابنتي أغلقت
وغلقت أبوابها
ومنى المستقبل أضحى
حلما عسير
وأبنية المدارس أصبحت كلمات
في معبر أحلامهم اليسير
قلبك أيها المواطن
بالآمال يخفق مشرقا
كالفجر ..يزحف للدجى متوعدا
..
وطني
انت
لأجلك اليوم في المدرسة
دقت ويلات العدى
ويريد غاصبك
أن لا تعترف بعراقة التعليم المغربي
الأصيل
أن تعترف
أنهم اشعلوا نارا في الثرى
فالتلاميذ حيرى
وحاكم القطاع
توارى
إلى متى

ما عادت فوارس الأقلام
ترتجف
وما عاد الحبر
يزحف
وصارت الحقيقة
تموت قبل أن تجف

أسفي للوزارة
فهذه خدعة أخرى
تحاك بخسة
ضدي وضدك أيها المواطن البسيط
كي نهجر التربية والتكوين
نصير وأطفالنا عبيدا
لمالكي الثروة
فهل يا حكومتي
هي مجرد نزوة؟
أم نشوة؟
أم يا تراها في حلقومنا جمرة
..
متى التلميذ يستعيد حقوقه
سلما ..ويسعد أو يشيد
وترفع أمامه الحواجز
وتنتزع عن طريقه السلاسل والقيود
وتمسح عن جباهنا
عار الأمية والجهالة
وترفع أسلحة العلم
دون هوادة
من يريد جهالة اطفالنا
من يريد شعبا أميا
من يريدنا دون ألف باء؟
وزارة التعليم
تحرق الأحلام
والألباب
والأزهار
تهينك أيها المواطن
بإغلاق المدرسة
فنحن لا نصنع من الدخان خبزا أو لباسا
أو كراسة مدرسة
فيك يا طني احتملنا
واحتملنا الكثير
ومنعنا عن أنفسنا المستحيل
فالريح مهما غضبت
ستعصف بالأقلام
علقما
وقد حولتم المدارس إلى
معابد
ترقص فيها الغربان

لا وطن دون علم
ولا علم لوطن
فطر أيها الحلم السليب
طر لأعداء العلم في سلام
فأطفالنا دون تعليم
بقرار اللئام
وقد أعلنت الحكومة
تجهيل الحمام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *