مجتمع

هيئة تعتبر برنامج الدعم التربوي “ريعا” انتقل من مشاريع “أوراش” للمدرسة وتنقد إسناده لـ”المياومين”

قال المكتب التنفيذي للمركز المغربي لحقوق الإنسان إن إسناد الدعم التربوي لجمعيات المشتغلة في برنامج أوراش لا يعدو يكون “ريعا جمعويا” انتقل من المشاريع الاجتماعية والاقتصادية إلى الفضاء التربوي، مسجلا “غياب الحس التربوي” لدى القائمين على الجمعيات ومساعديهم.

واعتبرت الهيئة المذكورة تداول صور تظهر أخطاء لغوية للعاملين في برنامج الدعم التربوي خلال العطلة البينية، وتسريب تسجيلات صوتية داعية المشتغلين في الأقسام إلى أخذ صور مع التلاميذ لـ”الترويج والتسويق لنجاح العملية”، معطا يكشف “عبثية المهمة”.

ووصف المكتب المغربي لحقوق الإنسان الأزمة التي يمر منها التعليم بـ”الخطيرة”، بسبب الإضرابات المتتالية الذي تخوضها الأطر الإدارية والتعليمية على خلفية انفراد الوزارة الوصية على القطاع بإصدار نظام أساسي، اعتبرته “بعيد كل البعد عن تطلعات شغيلة القطاع”.

وقال المركز الحقوقي، في بيان له، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، إن الضغط الشعبي جعل الحكومة “تعمل على سد الفراغ بابتكار حلول ترقيعية لا تربوية، من خلال اعتماد مياومي برنامج أوراش للقيام بمهام الدعم التربوي”.

وسجلت الهيئة “غياب الحس التربوي” لدى القائمين على هذه الجمعيات ومساعديهم، مما يدل على أن الدعم التربوي في إطار برنامج أوراش، بالنسبة لهذه الفئة من الجمعويين، “لا يعدو أن يكون ريعا جمعويا”.

وأشارت إلى أن هذا “الريع” وفق تعبيرها، “لم يعد مقتصرا على المشاريع ذات الطبيعة الاجتماعية والاقتصادية، بل انتقل إلى الفضاء التربوي، الذي يحتاج إلى تكوين بيداغوجي رصين وكفاءة مهنية وقيم أخلاقية عالية، لكونه مجال يصنع رجال ونساء المستقبل”.

وتساءلت الهيئة كيف سمح القائمون على هذا القرار لأنفسهم تسخير أشخاص “تطغى عليهم الانتهازية والجهل وعدم الإلمام بالعمل التربوي”، ليحلوا محل الأطر التربوية؟ وكيف يعقل تقديم الدعم قبل إرساء الموارد وبناء المفاهيم وتقويم المكتسبات؟

واعتبرت برنامج الدعم “محاولة بئيسة لثني الشغيلة الصامدة عن مسارها النضالي وتطلعاتها المشروعة للنهوض بالمدرسة العمومية والحفاظ على مجانيتها”.

وطالب المكتب التنفيذي للمركز المغربي لحقوق الإنسان بإلغاء عملية الدعم التربوي المنبثقة عن برنامج أوراش “فورا”، والتحقيق في التلاعبات التي يشهدها هذا البرنامج من كونه “وسيلة بيد بعض الأحزاب السياسية لخدمة مصالحها ومصالح مناصريها، مما يعكس وجها آخر من أوجه الفساد الذي يكتسح العمل السياسي والمدني ببلادنا”، وفق تعبير البيان.

وما يوضح استغلال الأحزاب السياسية لبرنامج الدعم، وفق ما جاء به البيان، هو التقاط أعضاء الجمعيات صور مع التلاميذ داخل الأقسام، خلال قيامهم بمهمة الدعم التربوي.

ودعت إلى الجلوس على طاولة الحوار مع ممثلي الأطر التربوية، من نقابات وتنسيقيات ميدانية، للبحث عن حلول متوافق عليها، من شأنها إنقاذ السنة الدراسية، ووضع حد لنزيف الزمن المدرسي الذي تعرفه المدرسة العمومية منذ بداية السنة الدراسية، بعيدا عن الحلول الترقيعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *