وجهة نظر

الشراكة المغربية الإماراتية: العلاقات المنتجة للفرح

كنت دائما أردد ان الأخبار السارة دائما تأتي من الأعلى، من رحمة الله ومن قرارات الملك، بالأمس كان الفرح كبيرا.

بقصر الوطن وقع صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، إعلان من أجل شراكة مبتكرة ومتجددة وراسخة بين المملكة المغربية ودولة الإمارات العربية المتحدة”، الذي يروم الارتقاء بالعلاقات والتعاون الثنائي إلى آفاق أوسع، عبر شراكات اقتصادية فاعلة، تخدم المصالح العليا المشتركة وتعود بالتنمية والرفاه على الشعبين الشقيقين.

الإعلان التاريخي يجسد الاستمرارية في تثبيت الروابط العميقة بين البلدين ، ومن اجل الارتقاء بالعلاقات إلى آفاق أوسع، عبر شراكات اقتصادية فاعلة، تخدم المصالح العليا المشتركة وتعود بالتنمية والرفاه على الشعبين الشقيقين عير سلة من المشاريع و تشمل:

– بناء لشراكات اقتصادية استراتيجية مشتركة رائدة على مستوى الأسواق الإقليمية والدولية، لاسيما مع الفضاء الإفريقي في إطار الرؤية المغربية للواجهة الاطلسية و استثمار كافة الامكانيات و الفرص التي يحولها هذا الفضاء المتعدد.

مشاريع كييرة و استراتيجية تهم المستقبل و بناء منصات ومحركات للتنمية و تشمل

أ – تمديد خطوط السكك الحديدية، بما في ذلك على وجه الخصوص والأولوية القطار فائق السرعة القنيطرة – مراكش.

ب- تطوير المطارات، بما في ذلك مطارات الدار البيضاء، ومراكش، والداخلة (Dakhla Hub)، والناظور .

ج -تهيئة الموانئ والاستثمار في تدبيرها، خاصة ميناء الناظور/ غرب المتوسط، وميناء الداخلة الأطلسي.

د- أي مشاريع ذات الصلة، يتفق الطرفان لاحقا على جدواها.

2- استكشاف فرص الاستثمار في قطاعات الماء، والطاقة والتنمية المستدامة:

أ – مشاريع تحويل المياه وإنجاز السدود الموجهة للماء الصالح للشرب وللفلاحة، والسدود الكهرومائية الحالية والمستقبلية

ب – الطاقات المتجددة وإنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته.

ج – نقل الطاقة، ولاسيما إنجاز واستغلال خطوط نقل الكهرباء.

د – أي مشاريع ذات الصلة، يتفق الطرفان لاحقا على جدواها.

3 – بحث فرص التعاون الاستراتيجي في مجال الأمن الغذائي، عبر استكشاف إمكانيات الشراكة مع المكتب الشريف للفوسفاط في مجال الأسمدة.

4 – بحث تطوير مشاريع مشتركة في المجالات السياحية والعقارية، لا سيما على ساحل البحر الأبيض المتوسط وفي جهتي الداخلة وطرفاية.

5 – بحث التعاون الانمائي وامكانيات إنجاز مشاريع سوسيو اقتصادية:

أ – فرص المساهمة في إعادة إعمار وتهيئة المناطق المتضررة من زلزال الحوز؛

ب – استكشاف إنجاز وتمويل مشاريع في مجال إنشاء المؤسسات التعليمية والجامعية والصحية،

ج – دراسة إنجاز وتمويل مشاريع في مجال الاتصالات والاقتصاد الرقمي؛

د – بحث مشاريع أخرى ذات بعد اقتصادي والتعاون في إطار شراكة بين القطاعين العام والخاص،

6 – استطلاع إمكانيات التعاون في مجال الصناعة والفلاحة والصناعات الغذائية، وتشجيع مساهمة هذه القطاعات في الرقي بالعلاقات الاقتصادية والتجارية؛

7 – دراسة فرص وامكانيات التعاون في المجال المالي وأسواق الرساميل،

8- بحث التعاون واستكشاف الآفاق في الشراكة بين الصناديق السيادية والاستثمارية لكلا البلدين.

9 – دراسة إمكانيات التعاون في مجال الشراكة الاقتصادية وتطوير البنيات التحتية والطاقية مع الدول الإفريقية وفقا للنظم القانونية والتشريعية ، لا سيما فيما يخص :

أ – مشروع أنبوب الغاز الإفريقي – الأطلسي؛

ب – تهيئة وتطوير المشروع المندمج للداخلة “Dakhla Gateway to Africa”

ج – إحداث وتدبير أسطول بحري تجاري.

10 – أي مشاريع ذات الصلة، يتفق الطرفان لاحقا على جدواها.

قيمة المشاريع تعكس عمق العلاقات القائمة و تجسيد التنسيق المشترك و التعاون من أجل بناء منصات للتنمية و تحقيق الاستقرار و المساهمة في بناء عالم متعدد الاقطاب.

المثير للانتباه هو ضعف التعاطي مع هذا الحدث، من طرف الرأي العام بشقيه الواقعي و الافتراضي، حيث الانشغال بمواضيع جزئية مع الكثير من العدمية.

ما نحتاجه اليوم هو بناء ثقافة الأمل و العمل، و إشاعة الفرح لاسيما في الأزمة الصعبة التي نعيش حيث العالم موسوم باللايقين نتيجة التحولات الاقتصادية و المناخية القاسية.

عالم الاجتماع الفرنسي فريدريك لونوار في كتابه «قوة الفرح»، رصد كيف يرتبط الفرح بتجاربنا وبأحاسيسنا، وكيف يصبح الفرح ابن الاحاسيس الدافئة والمتعلقة بقيم المحبة، الخيرية، السمو، التعالي و نبذ العنف و تحقيق الانجازات المنتجة للفرح .

بلا شك الفرح فعل مقاوم للعنف، ومضاد للعدميةو تأكيد لهويتنا المسالمة العاشقة للتسامح والمحبة والانتصار للآخر وليس انتصارا عليه. فريدريك لونوار يؤكد ان ما من شيء يجعلنا نشعر أننا أحياء مثل تجربة الفرح. الفرح هو تأكيد للحياة و ليس اعدام لها، من ينتصر للفرح ينتصر للحياة ،و من يعادي الفرح و يمنع شعبه من الافراح هو نظام يصنع الحداد و يفرح بإقامة الجنائز.

أن الفرح هو الأرض الخصبة لكي تنتعش الهوية الفاعلة و الصلبة التي تنتصر للخير وللاعنف ولقيم المحبة.

الفرح ليس شعورا مريحا فقط ،انه أداة للتطهير والتحرر من الأهواء العنيفة والمدمرة، عن طريق تصريف الشحنات السلبية وتفريغها من خلال فعل الأمل و العمل .

ان الفرح هو الأداة التي تجعلنا نخرج ما نشعر به ، ونجعله فعلا خارجيا نتقاسمه مع من يشاركنا هذه اللحظة، إنه فعل تقاسم وليس فعل احتكار.

لأن الفرح لا يعاش بالانعزال، وإنما بالمشاركة والاحتفال وفق طقوس جماعية مبهجة .

أن الفرح المغربي هو فرح إنساني نتقاسمه مع من يؤمن بقيمنا و يحترمها، أنه طريق طريق لاكتشاف الذات عن طريق الاخر.

العلاقة المغربية الإماراتية هي علاقة منتجة للفرح و للأمل و للحب في مواجهة ابديولوجيا الانغلاق و الحداد .

إن الفرح المغربي الإماراتي هو فرح كثيف ومتمدد.

الافراح لا تؤمر، لكنها تعاش كفعل راشد وكاختيار عقلاني حيث وحدة المصير و الانتماء و الهوية و التفكير ان نواجه المستقبل معا. اليوم درس جديد ان العلاقات المغربية الإماراتية هي علاقات منتجة للفرح، لتجاوز الازمات و بناء منصات للتنمية و الاستقرار في عالم متعدد الاقطاب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *