أدب وفنون

المخرج الشرايبي يناقش “شذارت من ذاكرة سينمائية” بسجن بني ملال

حل المخرج سعد الشرايبي، مساء أول أمس الخميس، ضيفا على المقهى الثقافي بالسجن المحلي بني ملال، في إطار لقاء مفتوح مع نزلاء ونزيلات المؤسسة حول كتابه: “شذرات من ذاكرة سينمائية”.

وفي كلمة له خلال اللقاء الذي حضرته الكاتبة أمينة الصيباري، تحدث المخرج عن كتابه ” شذرات من ذاكرة سينمائية”،  مشيرا إلى أنه ناقش من خلاله عدة مواضيع مرتبطة بالسينما من قبيل المهرجانات الوطنية للفيلم بالمغرب، الجامعة الوطنية للأندية السينمائية، والأندية السينمائية بالمغرب، واليوم الوطني للسينما، والنقد السينمائي في المغرب، إلى جانب كتابات للتأمل والتفكير حول مجوعة من القضايا المرتبطة بحقوق الانسان في السينما المغربية، وضعية المرأة في السينما المغربية و علاقة بين السينما و التشكيل.

وبحسب بلاغ للمؤسسة السجنية ببني ملال، فقد ناقش  النزلاء الحاضرون كتاب سعد الشرايبي إضافة إلى مجموعة من أفلامه، وتمت مناقشة الأدوار التي يمكن أن تلعبها السينما في بناء المجتمع، وحضور المرأة في السينما، وعلاقة السينما بالتراث.

وذهبت بعض المدخلات إلى التساؤل حول أزمة السينما المغربية وعن علاقة السينما بالجمهور، ولأي سينما نحتاج، وعلاقة السينما بالجهوية المتقدمة ودور السينما في الدبلوماسية الموازية، وعلاقة السينما بالقضية الوطنية، فيما توقفت بعض المداخلات عند القضايا التي ناقشتها مجموعة من أفلام المخرج سعد الشرايبي  من قبيل فيلم “نساء ونساء”، وفيلم “عطش”، و “جوهرة بنت الحبس”.

و في معرض تفاعله مع ما جاء في مداخلات النزيلات والنزلاء، قال الشرايبي: ” كونوا على يقين أنه سبق لي المشاركة في العديد من اللقاءات، لكن اللقاء معكم اليوم لقاء خاص جسدته الأسئلة التي تقدمتم بها، و التي كانت عميقة جدا، وهذا أمر مفرح، نعم لديكم سلعة ثمينة وهي الوقت لكن هناك ذكاء كبير في الأسئلة المطروحة”.

وعن إشكال تأثير السينما في تغيير المجتمع، قال المخرج: “الصورة لها دور لكن ليس في تغيير المجتمع، بل هي باعث على التفكير بالنسبة للمتلقي للتفكير حول القضايا التي تجعل منها الأفلام موضوعا لها، ومن تم فالسينما لا تغير المجتمع بل هي جزء من العناصر التي يمكن أن تساهم في  التغيير المجتمع وعلى المدى البعيد”.

و أضاف: “لا يمكنا الحديث عن وجود سينما مغربية، بل هناك أفلام سينمائية متعددة، وليس هناك فيلم نموذجي يعد مرجعا لإنتاج أفلام سينمائية، في المغرب هناك تعددية في الإنتاج، هناك فيلم فكاهي تاريخي مجتمعي بسيكولوجي، وهذه التعددية لا يمكن أن نسميها ” سينما مغربية”، وفي وقت ما عندما يصبح لدينا تراكم العديد من الأفلام في إطار تمغربيت يمكننا آنداك أن نقول لدينا “هوية سينمائية مغربية”.

و فيما يتعلق بحضور المرأة في السينما، أوضح الشرايبي قائلا: “السينما بصفة عامة هي مرآة للمجتمع وحضور المرأة  في السينما هو نفس حضورها في المجتمع، فالعديد من الأفلام السينمائية المغربية تطرقت لموضوع المرأة، وفي اعتقادي ساهمت العديد من الأفلام في تغيير الصورة النمطية عن المرأة من خلال الحديث عن المرأة الفعالة والفاعلة في المجتمع و الديناميكية، وهذه الافلام لقيت صدى لدى المتلقي ولدى باقي الفاعلين و المؤسسات المهتمة بقضايا المرأة، وفق تعبيره.

وحول علاقة السينما بالتراث المغربي، أشار المخرج إلى أن الأفلام السينمائية المغربية لم تولي أهمية كبيرة في البداية للتراث، لكن خلال 20 سنة الأخيرة أصبح التراث حاضرا في الأفلام السينمائية المغربية، سواء كان تراثا موسيقيا  أو شعرا أو مكتوبا، لكن أقر أن التراث الثقافي لم يأخذ حقه من الاهتمام في الأفلام المغربية، يضيف المتحدث.

وفيما يخص دورة السينما في الدبلوماسية الموازية، أشار المخرج إلى أن هناك اهتماما كبيرا اليوم  من طرف الفاعلين في المجال الدبلوماسي بهذه المسألة، وذلك راجع للدور الذي يمكن أن تضطلع به السينما في الدبلوماسية الموزاية.

وأضاف الشرايبي أنه خلال السنوات الأخيرة تم تنظيم مجموعة من الأنشطة السينمائية المغربية بعدة بلدان من قبيل تنظيم أسبوع الفيلم المغربي وعرض أفلام وثائقية عن المغرب، أما في ما يخص القضية الوطنية فهناك أفلام وثائقية تهتم بالقضية الوطنية الأولى، وفق تعبيره.

وحول علاقة السينما بالجهوية المتقدمة أشار إلى هناك بوادر عمل انطلقت من خلال اجتماعات مع منتجين ورؤساء الجهات لربط الإنتاج السينمائي بالجهوية.

يذكر أن المخرج  الشرايبي هومن مواليد 27 يونيو 1952 بمدينة فاس، ويعد واحدا من أعلام الثقافة السينمائية البارزين بالمغرب، الذين تلقوا تنشئة سيمائية من داخل حركة الأندية السينمائية، حيث راكم من خلال مساهمته في تأسيس وتسيير أندية سينمائية خبرة نظرية وعملية مكنته من دخول غمار الإنتاج.

وعمل في البداية بالاشتغال مساعدا في إخراج الفيلم الجماعي (رماد الزريبة سنة 1976) ومديرا لإنتاج الفيلم القصير (الأيام المائة للمامونية سنة 1977)، قبل أن يخرج باكورة أفلامه “بوعادل/من حياة قرية” سنة 1978، و فيلم “كلمات وتعابير” سنة 1980 وفيلم “غياب” سنة 1982، ليخوض بعد ذلك تجربة انتاج الفيلم الروائي الطويل بإخراجه فيلم “أيام من حياة عادية” سنة 1991، تلته أفلام روائية طويلة أخرى ( “نساء ونساء” سنة 1998 ،”عطش” سنة  2000، “جوهرة بنت الحبس” سنة 2003،”الإسلام يا سلام” سنة 2007،”نساء في المرايا” سنة 2010، و “الميمات الثلاثة”، قصة ناقصة” سنة 2019.

يشار إلى أن المندوبية العامة لإدارة السجون واعادة الادماج سطرت برامج ترمي إلى تمكين نزلاء المؤسسات السجنية من مجموعة من المعارف في مجال الصناعة السينمائية والتثقيف السينمائي من خلال إطلاق برنامج “نور الدين الصايل للأندية السينمائية بالمؤسسات السجنية”، والرامي إلى تمكين النزلاء من التثقيف السينمائي عبر التكوين في مجالات المهن السينمائية عبر  التوقيع على اتفاقيتي شراكة الأولى مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل والأخيرة مع جمعية اللقاءات المتوسطية للسينما وحقوق الإنسان تروم إلى تجهيز ودعم إحداث نواد سينمائية في 32 مؤسسة سجنية بالمغرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *