خارج الحدود

عزمي بشارة: بيان “هابرماس” لا يستحق المناقشة وهدفه شرعنة الدعم لإسرائيل

قال المفكر الفلسطيني عزمي بشارة، رئيس المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، إن بيان الفيلسوف الألماني يورغن هابرماس ضد منتقدي إسرائيل، لايستحق أي مناقشة علمية حوارية.

وأبرز بشارة أن هبرماس فضل التشديد على حرب افتراضية تجري بموجب ما سماها “مبادئ توجيهية للحرب” لم يضعها لكي تنصاع لها إسرائيل، لكنه وضعها بوصفها شروطا بلاغية لأغراض الصياغة، بحيث يبدو دعم الحرب التي تخوضها إسرائيل مشروطا، مع أنه غير مشروط.

وكان يورغن هابرماس ومعه الفيلسوف ورينر فوريست، وأستاذة العلوم السياسية نيكولا ديتلهوف، قد أصدروا بيانا أدانوا فيه ما قالوا إنها «المجزرة التي ارتكبتها حماس ضد إسرائيل بنية إبادة الحياة اليهودية بشكل عام”.

وأوضح بشارة، في محاضرة له  حول “الحرب على غزة: السياسة والأخلاق والقانون الدولي”. أن هابرماس رفض تسمية ما تقوم به إسرائيل في قطاع غزة إبادة جماعية، لأسباب متعلقة بألمانيا ذاتها وتاريخها، وأيضا لسبب يبدو له بديهيا، وهو أن الحرب الإسرائيلية على غزة، التي سماها هابرماس الانتقام بهجوم مضاد، لا يجوز أن يكونا محل خلاف.

وعلق على مقتطف من البيان جاء فيه “وعلى الرغم من القلق على مصير السكان الفلسطينيين، فإن معايير الحكم تزيغ عن الطريق تماما عندما تعزى نيات الإبادة الجماعية إلى التصرفات الإسرائيلية”، قائلا يجوز لك أن تقلق على مصير الفلسطينيين، ولكن لا يجوز أن تسمي ذلك إبادة جماعية، أما هو نفسه، فلا يعبر عن أي تعاطف أو تضامن معهم.

ويرى المتحدث أن هم هبرماس “منصب على ألا يسمى ما يتعرض له الفلسطينيون له إبادة جماعية، معتبرا أن الامر يتعلق بحسن استخدام المصطلحات، دون أن يصدر حكمٍا بنفسه على ما يسبب “القلق على مصير السكان الفلسطينيين”.

وتابع بشارة “ليس لهبرماس رصيد يذكر، ولا مكانة فعلية، في التضامن مع الشعوب خارج أوروبا. ويتركز اهتمامه العمومي في عقلنة الخطاب السياسي في أوروبا والمصالحة بين العقلانية التنويرية والعدالة الاجتماعية والليبرالية السياسية. وموقفه من الحرب الأميركية على العراق عام 2003 نم عن سذاجة سياسية تليق ببروفسور ألماني”.

وبدلا من توجيه النقد إلى الحرب الفعلية الجارية في الواقع، فضل هبرماس التشديد على حرب افتراضية تجري بموجب “مبادئ توجيهية للحرب” كما سماها، وهي “تجنب سقوط ضحايا من المدنيين”، وأن يكون الهدف “إحلال السلام في المستقبل”.

وخلص عزمي بشارة إلى أن “قتل المدنيين الجماعي، بما في ذلك استهداف المدارس والمستشفيات بالقصف العشوائي من الجو مدانا أخلاقيا بغض النظر عن تسميته الاصطلاحية، وانطباق مصطلح إبادة جماعية عليه ليس شرطا لعده جريمة نكراء وموبقة في منتهى الخسة والوضاعة، بل هو شرط لعده جريمة ضمن القانون الدولي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *