وجهة نظر

أخونة الدولة!

هل تتذكرون ذلك الإمام الذي قتل بتطوان وهو يصلي صلاة الفجر،  وراح مصل آخر ضحية  طعنات من طرف الجاني؟ ، ثم تلتها أحداث مشابهة في نفس الشهر،  بل ونفس الأسبوع؟،  حتى أصبح المصلون يخشون التوجه للمسجد فجرا.

ثم سمعنا عن إمام ظبط بالمسجد  بفاس يمارس الرديلة، ولم نر شيئا يؤكد الحدث، إلا بعض الناس تندد والسيدة صاحبة الخمار صامتة هادئة، وكأنها ليست معنية بالفضيحة،  لنسمع بعدها أن الإمام بريء، وأن هناك من قدم مالا للاجئة سورية، كانت تمتهن التسول،  للقيام بما قامت به، ولغرابة الأمر،  سكت الإعلام عن تبرئة الإمام،  بعد فضحه، ولم يذكر براءته إلا القليل القليل!!!!.

ولا أظنكم نسيتم،  أو ستنسون شعار مسيرة البؤس والخداع التي عرفتها بعض شوارع البيضاء،   “لا لأخونة الدولة”.

  ثم رأينا صفحات العالم الافتراضي، تندد  بمحتوى كتب خرجت للعيان، تدعي أنها من رحم وزارة الأوقاف،  تحمل صورا لأطفال إناث وذكور متشابكي الأيدي،  وأخر تعلو صفحاتها رجلا يشبه السيد المسيح،  وهنا أعيي ما أقول،  قلت صور أكثر،  وآيات أقل،  وخرجت الوزارة تقول أنها ليست مسؤولة عنها،  وأنها مجهولة الهوية،  تماما كتلك المسيرة البيضاوية.

ثم، غفل مقص رقابة  القناة الثانية عن قبلات تضمنتها مشاهد من  مسلسلها الأزلي “سامحينى”،  وياويل المشرفين عليها  من ذنوبهم إذا لم يسامحهم المغاربة على ما اقترفوه من استفزاز لمشاعرهم،  استحمار هم واستغباء في حقهم.

بعدها فيديوهات تنشر على الفيسبوك،  لم يعلن مخرجها عن نفسه،  تدعوا الناس للتصويت،  ضد الملتحين “المتخلفين”، الذين يريدون الحجر على “الحريات”.

وقبل كل هذه الأحداث،  هل تتذكرون مهرجان موازين، وهل تذكرون أيضا لقطات عري وإيحاءات نقلتها بعض القنوات كما هي وعلى المباشر وكأننا في بلد ليس بينه وبين الإسلام غير” الخير والإحسان”؟ .

أعلم أن بعضكم الآن يقول،  ماذا وراء هذا النوع من التساؤلات؟،  والبعض الآخر،  لعله يقول لي الآن،  وأين هي حكومة بن كيران، من كل هذا؟ .

أما عن السؤال الأول،  فدعوني أطرح سؤالا آخر،  هل سبق وأن اجتمعت كل هذه الضواهر في عهد حكومة سابقة؟ ، هل سبق وأن سعر الإعلام وأقام القيامة ليظبط ولو فظيحة جنسية على أعضاء الحكومة والوزراء كما هو  الحال عليه الآن؟.

كانت الناس تخطف،  وتحبس وتعتقل،  ولم نكن نرى عبر قنواتنا إلا أخبار المهرجانات والحفلات، وبرامج الولائم و”الشهيوات”، ولم نكن نقرأ عبر جرائدنا إلا أخبار المواسم والتظاهرات ولقاءات الوزراء المهمة، والكثير الكثير من أخبار الحوادث والوفيات!!!!!!.

ما الذي حدث لتجتمع كل هذه الأحداث والأخبار والمسيرات والوقفات في عهد هذه الولاية؟
ثم ما الذي من المفترض أن تقوم به الحكومة لتمنع مثل هذه الظواهر؟ ، هل مثلا بمقدور بن كيران خلال خمس سنوات اختراق لوبيات الخمسين سنة وتفكيكها؟، هل مثلا كان عليه خلال هذه المدة حل مشكلات المقالع والكريمات والعقار و البقع  و الصفقات والإعلام والتعليم والصحة  كلها بضربة معلم، أو  تعويذة سحر مثلا؟….، هل هذا ممكن؟ ، بكل هذه السهولة وهذه السرعة؟، هل بإمكانه تعديل كل القوانين التي تحمل ثغرات قابلة للخرق منذ صياغتها؟ .

أليس هذا كافي لنتأكد أن هناك  من يريد أن يغتال مكتسبات، لم تكن أبدا ولادتها سهلة، وأن  هناك من يريد خلط الأوراق لتعم الفوضى،  والغفلة،  والرجوع إلى الوراء وحالة النكوص؟.

سأردد ماكانت تقوله أمي عندما تحس أني سأقوم بفعل لايليق،  أو أني سأهمل دروسي أو ماشابه،  “هاوذني منك”، وهذا ما أريد أن أقوله لمن لا يريد أن يسلم بلده لمن يريد أن يحتفظ بمقالعه،  ومشاريعه، وصفقاته،  وربما حتى حشيشه،  “رآه لي فرط يكرط “، لا تسمحوا بالحجر على حقوقكم،  ولا شراء ذممكم،  ولا الضحك على ذقونكم، لاتسمحوا  ف”الحر يفهم بالغمزة”.