بنعبد الله عن حرب غزة: على المغرب وقف التطبيع ولابد من مبادرة عربية للضرب على الطاولة

دعا الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية محمد نبيل بنعبد الله الدول العربية إلى اتخاذ مبادرة موحدة من أجل حماية الشعب الفلسطيني ووقف الجرائم الصهيونية في قطاع غزة والضفة الغربية، معتبرا أنه يجب على الأقل “الضرب على الطاولة”، كما شدد على أنه يجب على المغرب “فرملة” مسلسل التطبيع مع إسرائيل.

وجاء كلام بنعبد الله خلال مشاركته في حلقة هذا الأسبوع من برنامج “حوار في العمق” الذي يقدمه مدير نشر جريدة “العمق” محمد لغروس، ويبث كل جمعة على الساعة السادسة مساء.

وشدد على أن “الأوضاع المأساوية” التي يعيشها قطاع غزة بفلسطين “تستدعي أن تكون للبلدان العربية مبادرة موحدة ومن أجل الضرب على الطاولة والقول كفى”، ومن “أجل وحماية الشعب الفلسطيني وخروج القوات الإسرائيلية من غزة وأيضا من الضفة”،  منتقدا في السياق ذاته “غياب التنسيق بين الدول العربية ودول الجوار الفلسطيني”.

وتابع “شعوبنا وشبابنا ينظرون وينتظرون ويتساءلون أين دولنا وماذا تفعل؟”، مردفا “نحن واقعيون ولا نطلب الدخول في الحرب ونعلم الظروف الصعبة، ولكن سياسيا وديبلوماسيا يجب الوقوف في الحد الأدنى هو حماية الشعب الفلسطيني والوقوف ضد المخطط الصهيوني الهادف إلى إبادة الشعب الفلسطيني وإقصائه من غزة”.

ودعا الوزير والسفير الأسبق الدول العربية إلى “المطالبة بوقف إطلاق النار وحماية الشعب الفلسطيني والرجوع إلى طاولة المفاوضات من أجل حل الدولتين”، معلقا “إن كان هذا الحل مازال ممكنا اليوم بعدما ما قامت به إسرائيل طيلة 75 سنة، وخصوصا في السنوات الأخيرة، من سياسة الاستيطان والاحتلال على جميع المستويات، والضرب في المؤسسات الفلسطينية، والمساهمة في التشتيت الصفوف وهذه الحرب في غزة”.

<iframe width=”996″ height=”560″ src=”https://www.youtube.com/embed/g8x4Xe8CeAM” title=”الحوار الكامل” frameborder=”0″ allow=”accelerometer; autoplay; clipboard-write; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture; web-share” allowfullscreen></iframe>

الغرب يكيل بمكيالين

وانتقد الأمين العام للحزب اليساري موقف الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، معتبرا أن “الغرب لم يعد له ممكنا أن يقدم لبلدان الجنوب وخصوصا الدول العربية والإسلامية دروسا، لأنه أظهر زيف كلامه وكيله بالمكيالين”.

وأكد أن ما تقوم به إسرائيل في قطاع غزة يتعلق بـ”جرائم حرب حقيقية، وإبادة جماعية بكل المعاني، وتطهير عرقي، وتهجير قسري”، ومشددا على أن كل ذلك يعد “جرائم دولية منصوص عليها في المرجعية الدولية القانونية ومرجعيات القانون الإنساني الدولي”.

وقال بنعبد الله “ورغم أن إسرائيل ترتكب كل هذه الجرائم، فهذه الدول ترفض أن تصنفها على هذا الأساس، وإسرائيل بدعم غربي ودعم من أمريكا تتمادى في هذه الجرائم”.

وأضاف “الأمم المتحدة أكدت مؤخرا أن الوضع بقطاع غزة لم يعد يطاق، وأن هذه المنطقة لم تعد صالحة للسكن، والأطفال والنساء والشيوخ يموتون جوعا، والقصف والقتل مستمران في كل وقت”

وتابع بنعبد الله “يجب ألا ننسى أن الاحتلال متغلغل في الضفة بشكل فظيع ويقتلون الفلسطينيين فيها بدون حسيب ولا رقيب ويستمرون في سياسة التنكيل ومضايقة الشعب الفلسطيني على جميع المستويات”.

“فرملة” مسلسل التطبيع

وبخصوص استمرار تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل، دعا ضيف “حوار في العمق” إلى ما أسماه “فرملة” مسلسل التطبيع، نظرا لكون الجرائم الإسرائيلية تناقض المنطلقات التي حكمت الاتفاق الثلاثي والتي من بينها حماية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

واعتبر أنه “لا يستقيم أن يواصل المغرب علاقة مع “دولة تمارس جرائم الحرب والتطهير العرقي والإبادة الجماعية والتهجير القسري وقتل عشرات الآلاف، ومع دولة، إن صح هذا التعبير على إسرائيل، تتمادى مع التقتيل وتتناقض مع المنطلقات التي جعلت المغرب ينخرط في مسلسل من هذا النوع”.

وأشار إلى أنه على المستوى العملي “يلاحظ أن المغرب أوقف العلاقات وتبادل الوفود منذ بدء الحرب، أي أنه يمارس عمليا وقف التطبيع دون الإعلان عنه”.

وقال بنعبد الله “طالما أنهم لن يعترفوا بحقوق الشعب الفلسطيني، ولن يعاملوه كما أكد عليه المغرب عند توقيع الاتفاقية الثلاثية، وطالما أنهم لم يحترموا هذا التوجه على المغرب أيضا أن يضع فرامل في هذا المسلسل”.

وأكد أن حزب التقدم والاشتراكية “انسحب من لجنة الصداقة البرلمانية المغربية الإسرائيلية حتى قبل حرب غزة”، معللا قرار الحزب بقوله “لأننا لا نخال أن تكون لنا علاقة صداقة مع دولة مثل إسرائيل خصوصا في هذه الأوضاع”.