مجتمع

الخليفة: على الدول العربية إنهاء التطبيع كرد طبيعي على تجويع أهل غزة

اعتبر القيادي البارز في حزب الاستقلال والوزير السابق، محمد الخليفة، أن الرد الطبيعي على تجويع إسرائيل لأهل قطاع غزة، هو إعلان الحكومات العربية، رسميا، عن إلغاء اتفاقيات التطبيع مع الاحتلال، وإسناد الشعب الفلسطيني بالمساعدات الإنسانية.

وقال الخليفة في تصريحات لموقع “عربي21” اللندني، إن المدخل الرئيسي لنجدة قطاع غزة على المستوى الرسمي، هو أن تقدم الحكومات العربية جميعها، وخاصة تلك التي طبعت مع إسرائيل، إلى إنهائها والانحياز بالكامل لصالح الشعب الفلسطيني المظلوم.

وتابع قوله: “لقد تأكد للحكومات العربية والإسلامية أنه من قبيل المستحيل أن يسمح الصهاينة بقيام دولة فلسطينية كما كانوا يتوقعون، ولذلك فإنه إذا كانت هنالك دول قد طبعت مع هذا الكيان الصهيوني النازي الغاصب ووصلت معه إلى درجات متقدمة، فإنه واعتبارا لأن هذه الحكومات تسعى من أجل قيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وطالما أن هذا الهدف لم يعد ممكنا بعد الجرائم التي ارتكبها الاحتلال بحق غزة وأهلها وتأكيده أنه لا دولة فلسطينية في الأفق، بل إن بايدن حتى لا يتحدث إلا عن دولة أقل بكثير من وضع سلطة عباس الآن، فهذه فرصة الحكومات العربية أن تتحلل من كل الالتزامات التي كانت مع العدو، وتقول له بالفم الملآن: عندما كان هناك أمل بدولة فلسطينية مستقلة بسيادتها أقمنا العلاقة معك، أما الآن وبعدما حدثت واقعة غزة العظيمة فلن نستمر معك في أي علاقات، ونخرج من الحلف الإبراهيمي ونتحلل من كل الالتزامات”.

وأضاف القيادي السابق في حزب الاستقلال: “هذا هو الرد الذي يمكن أن ينقذ إخواننا في غزة من كل الويلات بما في ذلك الجوع ونقص الدواء والحرب.. نعيش ظرفا سيئا لم نعرف له مثيلا في التاريخ. بغير هذا فإن التصريحات الدبلوماسية لن تحفظ لنا كرامة ولن تداوي جرحى غزة ولن تطعم جائعهم”.

ودعا الخليفة الدول العربية والإسلامية إلى الاحتذاء بموقفي اليمن وجنوب أفريقيا في دعم غزة، الأولى عبر فتح جبهة البحر الأحمر، والثانية عبر فتح ملف العدل الدولية، مضيفا: “هذا هو الرد الطبيعي الذي سيضمن إدخال المساعدات والغذاء وقيام الدولة الفلسطينية. وبغير ذلك لا الأنروا ولا المجتمع الدولي يستطيع أن يفعل شيئا”.

وأشار الخليفة إلى أن تردد الحكومات العربية في الإقدام على خطوات شجاعة شبيهة بموقفي اليمن وجنوب أفريقيا هو جزء من التواطؤ مع الاحتلال، وفق تعبيره.

وأوضح في هذا الصدد: “هم مثلهم مثل الاحتلال وحلفائه ينتظرون ساعة واحدة وهي أن تلقي فصائل المقاومة وفي مقدمتهم كتائب القسام السلاح، وهذا حلم لن يتحقق لهم، فما بعد طوفان الأقصى هو غير ما كان قبله، والصامدون على أرض غزة هم علماء ونخب ومثقفون ومواطنون عاديون، وليسوا مجرد مغامرين”.

وتابع قوله: “حكوماتنا العربية تنتظر ساعة انتصار الاحتلال ليقولوا للمقاومة: نحن قلنا لكم لا تعلنوا الحرب مع إسرائيل لأنها ستنتصر عليكم، وهذه لحظة لن تتحقق لهم بحول الله.. فقد بلغ السيل الزبى.. ولم تعد هناك لا أخوة عربية ولا إسلامية.. لا يمكن أن تكون كل شعوب العالم قد فهمت أن الشعب الفلسطيني مظلوم وحكوماتنا لم تفهم بعد”.

وفي رده على منتقدي المقاومة الفلسطينية، قال الخليفة: “كلنا إلى زوال، والموت هو القدر المحتوم للإنسان، فإما أن يموت بشرف أو أن يموت موت الجبناء، ومهما طال عمر الحكومات فإنها إلى زوال، وعلينا أن نفهم كمسلمين أن هناك حسابا عسيرا.. وكل السير النبوية القصص القرآنية والسيرة النبوية تتحدث عن السلام وعن الحرب عندما تقع وعن التضامن”.

وأضاف: “لكن للأسف لم نعد نفرق بين الإسلام، الذي يقول (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون).. بكل أسف إننا لا نتلو القرآن من أجل أن نعرف كيف ندير وضعنا في الحرب والسلم”.

وأنهى الخليفة تصريحاته لموقع “عربي21” اللندني، قائلا: “لتكن حكوماتنا متأكدة أن النصر قادم، وصمود الأبطال في مواجهة العدوان للشهر الرابع على التوالي يسطر تاريخا جديدا في المنطقة بحول الله”، على حد تعبيره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *