سياسة

إيطاليا تستبعد البوليساريو من قمة روما.. والجزائر تتحسر على فشل “ديبلوماسية الغاز”

منيت الجزائر بخيبة أمل كبيرة، بعدما فشلت في ترجمة علاقاتها الاقتصادية الوطيدة مع إيطاليا، إلى مواقف سياسية تدفع الجمهورية الإيطالية إلى قبول حضور جبهة البوليساريو المزعومة في قمة “إيطاليا-إفريقيا.. جسر للنمو المشترك”، التي انعقدت يومي 28 و29 يناير الجاري بمشاركة عدد من رؤساء الدول والحكومات، وقام رئيس الحكومة عزيز أخنوش بتمثيل الملك في أشغالها.

الجمهورية الإيطالية تجاهلت إغراءات الغاز الجزائري والاتفاقيات المربحة التي تجمعها مع “نظام الكابرانات”، مؤكدة أنها تفصل بين العلاقات الاقتصادية، والمواقف السياسية الرصينة التي تأخذ المسافة نفسها من جميع الأطراف، لاسيما في النزاعات ذات الطبيعة الإقليمية.

وشكل غياب البوليساريو عن هذه القمة، ضربة موجعة للجزائر التي رفعت من صادرات الغاز الطبيعي نحو إيطاليا في السنوات الأخيرة بأسعار تفضيلية، تزامنا مع الأزمة الروسية الأوكرانية. وهو الأمر الذي لم يستسغه جنرالات الجزائر، ليضطر رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، كرد فعل على القرار الإيطالي، إلى خفض تمثيليته في القمة والاكتفاء بحضور وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف.

في المقابل، استُقبل رئيس الحكومة عزيز أخنوش، مساء الأحد الماضي بروما، من طرف رئيس الجمهورية الإيطالية، سيرجيو ماتاريلا، وذلك إلى جانب رؤساء الدول والحكومات المشاركين في قمة “إيطاليا-إفريقيا.. جسر للنمو المشترك”.

وقال أخنوش، أمس الاثنين في مداخلة ألقاها خلال ندوة حول موضوع “الطاقة، الأمن والتنقل”، عقدت في إطار أشغال القمة، إن المغرب تمكن خلال السنوات الأخيرة، بفضل رؤية جلالة الملك، من أن يصبح رائدا في مجال الطاقات المتجددة على المستويين الإقليمي والقاري، وذلك من خلال انخراط بلادنا في تطوير قطاع الهيدروجين الأخضر، وتنفيذ مبادرة أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب، التي ستساهم في تعزيز الأمن الطاقي لغرب إفريقيا والاتحاد الأوروبي أيضا.

وأبرز أن إيطاليا تبدي اهتماما كبيرا بالانخراط في المشاريع التي تنفذها المملكة في مجال النهوض بالطاقات المتجددة، والذي يتجلي على الخصوص، في عزم إيطاليا على إنشاء مركز للتكوين في هذا المجال الواعد بالمغرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *