حوارات، سياسة

مؤتمر البام.. عيد: وهبي حافظ على مكانة الحزب والكل موحد خلف المنصوري

في سياق المؤتمر الوطني الخامس لحزب الأصالة والمعاصرة، المنتظر انعقاده نهاية الأسبوع الجاري، يرجح عضو المجلس الوطني، عبد الله عيد، أنه “إذا ترشحت فاطمة الزهراء المنصوري لمنصب الأمين العام، فجميع الأسماء الأخرى المتداولة، ستتوحد خلفها، بمن فيهم الأمين العام الحالي عبد اللطيف وهبي”.

ويرى عيد أن حزب الأصالة والمعاصرة هو نموذج للأحزاب الذي يعرف تداولا على رأس أمانته العامة، معتبرا أن “العديد الأحزاب بالمغرب التي تعيش على التاريخ وبشعارات قديمة وتتحدث عن كونها أحزابا وطنية عريقة فيما أمناؤها العامون يتربعون على رأس الحزب لثلاث وأربع ولايات حتى أن البعض منها لا يحتاج لعقد مؤتمر”.

وأوضح أن “الديمقراطية قبل كل شيء توافق وليس مجرد عملية تصويت كما ينظر إليها الكثيرون”، مضيفا منصب الأمانة العامة مفتوح أمام المؤتمرين لكن “إن كان هناك توافق قبلي زكته نقاشات معمقة بين القيادات الحزبية وبين القيادات الجهوية وتم الاتفاق على إسم ما فسيكون ذلك أفضل بكثير”.

واعتبر في حوار مع جريدة “العمق”، أن الأمين العام الحالي عبد اللطيف وهبي قاد المرحلة رفقة المكتب السياسي ورئيسة المجلس الوطني، وقيادات أخرى في الحزب، وأنه استطاع أن يحافظ على مكانة الحزب في الوقت الذي كان العديد من المحللين ينتظرون تراجع نتائجه.

وفيما يلي نص الحوار كاملا:

علاقة بما يقال عن حزب الأصالة والمعاصرة وتوصيفه من قبل البعض بالحزب الإداري، هل يمكن القول إنه تم الحسم بشكل مسبق في منصب الأمين العام الجديد؟

لا أستسيغ هذا التوصيف، خصوصا وأن يظل متداولا في سنة 2024، لقد ارتبط سياق انتشاره بالحرب الشعبوية سنة 2016 وما صاحبها من تصريحات، وهناك عدة اعتبارات تنفي أن يكون الحزب من تأسيس الإدارة المغربية، فالحزب يضم في جزء كبير في صفوف من أسسوه مناضلين سابقين والعديد منهم تعرضوا للاعتقال السياسي خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، ثم إن المعهود في الأحزاب الإدارية أنه يتم إنشاؤها لكي تحكم، وحزب الاصالة والمعاصرة لم يسبق له أن تصدر الانتخابات التشريعية كما ظل في المعارضة لأزيد من 12 سنة.

حزب الأصالة والمعاصرة هو الحزب الوحيد الذي يعرف تداولا على رأس أمانته العامة، الأحزاب الأخرى التي تعيش على التاريخ وتعيش بشعارات قديمة وتتحدث عن كونها أحزابا وطنية عريقة أمناؤها العامون يتربعون على رأس حزبهم لثلاث وأربع ولايات حتى أن البعض منهم لا يحتاج لعقد مؤتمر، فيما أن أغلب الأمناء العامين للحزب لم تزيد ولايتهم عن سنتين وهنا أتحدث عن إلياس العماري، ومحمد الشيخ بيد الله، وحكيم بنشماس. فقط مصطفى الباكوري وعبد اللطيف وهبي هم من أكمل أربع سنوات. لكل هذا لا أعتقد أن المؤتمر الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة من الممكن أن يكون مسرحية، بل بالعكس. ستكون له مخرجات وقيادات جديدة بمشروع متجدد للمرحل القادمة.

هل ترون أن النتائج التي حققها الحزب في انتخابات 2021 وما تلاها من تغييرات، ترجح كفة  عبد اللطيف وهبي في أن يحظى بثقة الباميين للمرة الثانية، ويخالف سنة من سبقوه أم سيسير على خطاهم وينسى كأنه لم يكن؟

عبد اللطيف وهبي لم يعلن بعد عن نية ترشحه للأمانة العامة للحزب، ثم إنه مشكور جدا على العمل الذي قام به كأمين عام للحزب، على اعتبار أنه أتى في مرحلة صعبة من تاريخ الحزب وكان يعرف آنذاك اقساما كبيرا، وهبي قاد المرحلة رفقة المكتب السياسي ورئيسة المجلس الوطني، وقيادات أخرى في الحزب، وأرى أنه استطاع أن يحافظ على مكانة الحزب في الوقت الذي كان العديد من المحللين ينتظرون أن يحل الحزب في الانتخابات التشريعية لسنة 2021 خامسا أو سادسا، لقد تمكن من الحفاظ على مكانة الحزب كثاني قوة سياسية في المغرب. كما أنه وعبر قوة تفاوضية استطاع الظفر بعدد من الحقائب الوزارية الهامة.

لا أعلم أكان عبد اللطيف وهبي يعتزم الترشح لولاية ثانية أم لا، وأي يكون الأمر فسيظل من قيادات الحزب، فهو وزير قبل كل شيء معين من قبل الملك محمد السادس، وعضو الهيئة الاستشارية لمراجعة مدونة الأسرة، وسواء كان عبد اللطيف وهبي هو الأمين العام أولا، فإنه سيظل يحظى باحترامنا وسنظل ننتظر منه الكثير لإعطائه كوزير للعدل فهو يمثل الحزب وأفكاره، وسننتظر منه الكثير في القانون الجنائي ومدونة الأسرة وسنقوم بدعمه، وبالتالي “ينسى كأنه لم يكن” لن تكون بشكل باث. وسيظل بالصفة عضو مكتب سياسي، وقيادي في الحزب.

من أين تستمد فاطمة الزهراء المنصوري تلك الهالة التي تحظى بها داخل الحزب، وهل تصدر جهة مراكش آسفي لعدد المؤتمرين وبروزها الدائم في قلب السياسة الداخلية للحزب، يرجح كفتها إذا أعلنت ترشحها للأمانة العامة؟

تستمد فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الوطني للحزب هاته هالة من حب مناضلي الحزب لها ومن تعاملها الجيد من أمانتها وصدقها معهم، فعدد كبير من النساء والشباب يرون من خلالها المثل الذي يحمل مشروع الأصالة والمعاصرة، لقد استطاعت أن تكون أحد مؤسسي الحزب وهي شابة وتمكنت من المضي  في مسارها السياسي مع الحفاظ على مبادئها وعلى مشروع الحزب، وخير مثال على الثقة التي تحظى بها فاطمة الزهراء المنصوري بين نساء وشباب الحزب هي انتخابات سنة 2021 التي عرفت تراجعا عن  نظام الكوطا  الذي كان مخولا لفائدة الشباب، فما كان آنذاك من فاطمة الزهراء المنصوري إلا أن تدخلت رفقة قيادات الحزب للدفاع عن مصالح الشباب وبفضل هذا العمل وصلنا  إلى ما يناهز 35% من مجموع المترشحين. نحن ننظر لها كأخت كبرى تحتضننا وتدافع عن مصالحنا داخل حزب الاصالة والمعاصرة. ولهذا تمكنت من أن تحظى بحب المواطنين في مراكش وبحب مناضلي الحزب لها.

فيما يخص الترشح لم يعلن أحد بعد عن نيته الترشح ولكن أظن أنه إن ترشحت فاطمة الزهراء المنصوري، فجميع الأسماء الأخرى المتداولة، ستتوحد خلفها.

هل هناك من بوادر توحي بظهور مترشحين آخرين للأمانة العامة (وزراء عن الحزب، أرانب سباق، ممثلين عن جهات أخرى)؟

قد يتم هذا الأمر، على اعتبار أن القانون الأساسي للحزب يسمح للمؤتمرين الترشح لمنصب الأمانة العامة ولا يضع موعدا زمنيا محددا لذلك، أي أنه يمكن لأي مترشح أن يعلن ترشحه من داخل المؤتمر الوطني. إعلان نوايا الترشيح جرى بها العمل في المؤتمر الرابع سنة 2020 أما قبلها أو خلال هذا المؤتمر.  القانون الأساسي لا يلزم بذلك، ومن الممكن أن تكون هناك مفاجآت وأن يعلن أعضاء ما ترشحهم. غير أنه كما جرت العادة نحن موحدين، فالديمقراطية قبل كل شيء توافق وليس مجرد عملية تصويت كما ينظر إليها الكثيرون. إن كان هناك توافق قبلي زكته نقاشات معمقة بين القيادات الحزبية وبين القيادات الجهوية وتم الاتفاق على إسم ما فسيكون ذلك أفضل بكثير.

إذا تحتم عليك الاختيار بين المنصوري ووهبي لمنصب الأمين العام، لأي منهما ستصوت، وهل من المنتظر أن نرى عبد الله عيد في المكتب السياسي القادم، أو على رأس وزارة ما مستقبلا؟

لقد سبق لعبد اللطيف وهبي وصرح في سنة 2020 أنه لن يترشح لمنصب الأمانة العامة، إذا ما أعلنت فاطمة الزهراء المنصوري ترشحها للمنصب، فترشح كلاهما غير وارد بتاتا، ومن الواضح أنه إن أعلنت فاطمة الزهراء المنصوري ترشحها فوهبي لن يترشح وجميعنا بمن فيهم الأمين العام الحالي سنصوت لصالح فاطمة الزهراء المنصوري.

أما عن عضويتي للمكتب السياسي، وباستحضار كوطا الشباب الموجودة، أرى أن هناك من هو أولى بها مني على اعتبار أنني لم ألتحق بالحزب إلا سنة 2015، فين حين هناك من أعضاء المجلس من التحق قبل ذلك بسنوات، وفيما يخص الوزارة فالأمر يحتاج وقتا ربما بعد عشر أو خمسة عشر سنة قد يكون نناقش هذا الأمر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *