سياسة

على خطى أحزاب غربية.. البام يثير النقاش حول شرعية القيادة الجماعية للأحزاب

أثار اعتماد حزب الأصالة والمعاصرة من خلال مؤتمره الوطني الخامس، أمانة عامة ثلاثية بدل أمين عام واحد، سجالا سياسيا واسعا لكون هذه الخطوة غير مألوفة في التجربة المغربية وتمثل تحولًا بارزا في هيكلية الحزب.

مقترح “الأمانة العامة المشتركة” الذي صادقت عليه لجنة القوانين في اليوم الأول من المؤتمر، ثم صادق عليه المؤتمرين كبند ضمن النظام الأساسي للحزب في اليوم الثاني، أثار العديد من التساؤلات حول صيغته النهائية، ومدى قانونيته وفعاليته وملاءمته للورقة المذهبية للحزب التي لم يعلن عنها بعد.

مشروعية القيادة الجماعية

القانون التنظيمي للأحزاب السياسية رقم 29.11، ينص على وجوب نظام أساسي يحدد القواعد المتعلقة بتسيير الحزب وتنظيمه الإداري والمالي، وعلى وجوب نظام داخلي يحدد كيفيات تسيير كل جهاز من أجهزة الحزب، دون أن يشترط اعتماد شكل معين للأجهزة.

الباحثان “Niko Switek” و”Marco Valbruzzi”، أبرزا في كتابهما “القيادة الجماعية والسلطة المنقسمة في أحزاب أوروبا الغربية”، أن قيادة رئيس واحد ليست النموذج الوحيد الموجود لتنظيم الأحزاب السياسية، مشيرا إلى أن بعض التطورات الأخيرة قد سلطت الضوء على وجود أشكال للقيادة الجماعية.

من جانب مماثل، تؤكد المبادئ التوجيهية لتنظيم الأحزاب السياسية، المنبثقة عن لجنة البندقية التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، أن تفرُّق مسارات التطور التاريخي والسياقات الثقافية الفريدة، حال دون التوصل إلى مجموعة شاملة موحدة من لوائح تنظيم الأحزاب السياسية.

وتشير المبادئ التوجيهية المعتمدة من قبل الدول الأعضاء في مجلس أوروبا، والمعدة لصياغة معايير دولية في لتسهيل تأسيس الأحزاب السياسية وتطويرها وتسيير أعمالها على نحو سليم، أن المهم هو أن تكون الأحزاب قادرة على اختيار مسؤولي الحزب ومرشحيه بمعزل عن أي تدخل حكومي.

كما تتضمن المبادئ وجوب وضع معايير واضحة ذات شفافية لاختيار المرشحين، حتى يتاح للأعضاء الجدد، بمن فيهم النساء والأقليات، الوصول إلى مناصب اتخاذ القرار، وأنه وينبغي كذلك اتباع نهج جنساني متوازن في تأليف الهيئات القائمة على الاختيار.

نماذج غربية

باستقراء النماذج المقارنة، يتضح أن الأحزاب التي تتخذ نمط القيادة الجماعية غالبًا ما تكون من الأحزاب الخضراء واليسارية والاشتراكية، إما من خلال وجود قادة مشاركين من الذكور والإناث أو من خلال عدة رؤساء رسميين.

من النماذج الشهيرة لنمط القيادة الجماعية، حزب الخضر الأسكتلندي حيث بدأ ممارسة هذا النهج من عام 2004، آخذا المساواة بين الذكور والإناث معيارا لذلك.

ومنذ أكتوبر 2021، يعمل كل من “كارلا دينير” و”أدريان رامزي” كقائدين مشاركين للحزب الممثل بنائب واحد في مجلس العموم واثنين في مجلس اللوردات.

نموذج آخر هو حزب الخضر في الولايات المتحدة الذي تم تأسيسه منذ عام 1984 لـ”جعل الأمل في عالم أكثر ديمقراطية وأمانًا ونظافة حقيقة” كما يقدم نفسه، إذ يعتمد على قيادة جماعية لسبعة رؤساء مشاركين، بالإضافة إلى سكرتير وأمين مال.

حزب اليسار الألماني، وهو حزب يساري اشتراكي ديمقراطي، يتكون هو الآخر، من الجهاز التنفيذي للحزب ومن لجنة منتخبة مكونة من 44 عضوًا، يرأسها مجلس تنفيذي مكون من 12 عضوًا يضم اثنين من رؤساء الحزب وأربعة نواب للرئيس وأمينًا وطنيًا وأمينًا للصندوق وأربعة أعضاء آخرين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *