وجهة نظر

ما رأيكم يا سيادة الوزير حصاد

انقلب السحر على الساحر ، هذا ما يمكن أن نصف به المسيرة الفضيحة التي جرت أطوارها يوم الأحد الأخير ضد عبد الإله بنكيران – من أجل تحرير الصحراء من بنكيران – ضد أخونة الدولة – ضد الإرهاب – تضامنا مع الزوجة المعنفة بالسعودية – امتنانا للاستفادة من حولي ولد زروالة ….. ، فهذه كلها أسباب ودواعي مشاركة العديد من الأطفال والنساء والرجال في هذه المسيرة بحسب تصريحاتهم المنقولة عبر وسائل الإعلام الإلكترونية التي كان لها دور حاسم في قلب السحر على الساحر .

مسيرة جعلت اللعب على المكشوف وفضحت العديد من الهيآت السياسية والنقابية والمؤسسات والشركات وغيرها ممن وقعوا بالحبر السري على بلاغ الدعوة لهذه المسيرة، إلا أن سيلان تصريحات المشاركين فيها أزالت الحبر السري فانكشف الداعون لهذه المسيرة التي سوقت في البداية وسجلت لدى الداخلية ضد مجهول ، فالمسيرة الفضيحة حملت توقيع حزب الأصالة والمعاصرة حسب تصريحات قياديين من هذا الحزب كانوا ضمن المشاركين فيها ومن طرف آخرين صرحوا بتلقيهم الدعوة للمشاركة عبر تراكتور العماري ، كما انكشف توقيع الميلادي مخاريق الذي وثقت كاميرات الصحافيين سيارات لهذه المنظمة النقابية المجيدة التي رفرفت راياتها في المسيرة تنقل العتاد واللوجيستيك الذي سيؤتت المسيرة الخضراء كما وصفتها صاحبة الحولي ، وحيث أن مثل هذه المحطات النضالية تحتاج إلى ميزانيات ضخمة فكان لزاما على المنظمين البحث عن ” سبونسور ” يساهم في إنجاح التظاهرة فلم يجدوا خيرا من أحيزون الذي يغدق على مهرجان موازين ومهرجانات الشواطئ الصيفية وغيرها بالملايين لتنشيط شباب المغرب خلال فصل الصيف ، وهو ما أكده العديد من الشباب الذين صرحوا باستقدامهم للمسيرة من طرف كبير الاتصالاتيين ،
ويبقى الداعم الأكبر والرئيسي لهذه المسيرة هم رجال حصاد الذين سخروا كل الطرق والإمكانيات لإنجاح هذه التظاهرة ورفع عدد المشاركين فيها حسب تصريحات العديد من المشاركين، ومنهم أعوان سلطة خانتهم سذاجتهم ليكشفوا المستور المفضوح ، لكن ذلك ليس صحيحا حسب تصريح السيد وزير الداخلية المحترم الذي أكد في تعقيبه على تدوينة للسيد وزير العدل يتبرأ فيها من المآلات التي تتجه نحوها الانتخابات التشريعية المقبلة ويخلي مسؤوليته نتيجة استفراد الداخلية بتدبير هذه الانتخابات رغم كونه أحد المشرفين على ضمان نزاهتها بتكليف من ملك البلاد جلالة الملك محمد السادس ، أكد ( وزير الداخلية ) أن لا علاقة للداخلية بهذه المسيرة ، فإذا كان هذا الكلام صحيح فما رأيك السيد الوزير فيما يلي :

ما رأيك في تصريح شيخ القبيلة الذي صرح بأنه أتى بحوالي 300 مشارك للمسيرة بأوامر تلقاها عن القائد الذي تلقى التعليمات بدوره من عامل الإقليم ” حسب التصريح المصور للمقدم “؟

ما رأيك في في المقدم بوشعيب الهاروشي بدار بوعزة الذي صرح القادمون من هذه المنطقة بأنه هو من أتى بهم للمسيرة ؟
ما رأيك في تصريح بعض الفلاحين من زحيليكة الذي أخبروا بأن اللافتة التي يحملونها والتي تضمنت عبارات ضد أخونة الدولة خطها المسؤولين بمنطقة زحيليكة ؟ وتصريحات آخرين من نفس المنطقة بتلقيهم الدعوة من السلطات ؟
ما رأيك في تصريحات بعض المشاركين من عامر السفلية بدعوتهم للمسيرة من طرف المقدم ؟

وما رأيك في 1200 شخص قدموا من بني ملال بدعوة من أعوان سلطة ” حسب تصريح عدد من شباب المنطقة ” الذين أكدوا في تصريحات مصورة التغرير بهم من طرف أعوان السلطة من خلال إخبارهم بأنها مسيرة ضد الإرهاب ليفاجؤوا ” كما قالوا ” بكونها مسيرة ضد بنكيران ؟
وما رأيك في المقدم هشام من سيدي بنور 1 الذي جلب شبابا من هذه المنطقة للمشاركة في المسيرة ” وفق تصريحاتهم “؟
وما رأيك في ” المقدم الجديد ” الذي ساعد رئيس جماعة في تعبئة المشاركين في المسيرة على متن سيارات الجماعة حسب تصريح الشاب الداعم لحزب ” الحصان “؟

ما رأيك في هذه التصريحات كلها الموثقة بالصوت والصورة من التسجيلات التي تمكننا من الاطلاع عليها وربما ما خفي أعظم ، هذه أسئلة ستبقي التهمة عالقة بوزاراتكم ما لم تفندوها بإجراءات حازمة ضد كل من ثبت تورطه من رجال الداخلية سواء في التعبئة لهذه المسيرة الفضيحة أو في محاولة التأثير على إرادة الناخبين ودفعهم لدعم حزب معين ومحاربة حزب آخر عبر مختلف ربوع هذا الوطن ،
ولذلك فإننا ننتظر رأيكم ليس عبر تصريح أو بلاغ وإنما عبر إجراءات وقرارات ومحاسبة.