سياسة

ميارة: المغرب جعل من التعاون جنوب-جنوب رافعة استراتيجية لسياسته الخارجية (فيديو)

قال النعم ميارة، رئيس مجلس المستشارين المغربي ورئيس رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي، اليوم الخميس بالرباط، إن المغرب جعل من التعاون جنوب-جنوب رافع استراتيجية لسياسته الخارجية.

جاء كلام ميارة خلال افتتاح المؤتمر البرلماني للتعاون جنوب-جنوب المنظم تحت رعاية الملك محمد السادس، حول موضوع: “التعاون جنوب-جنوب: دور البرلمانات الوطنية والاتحادات البرلمانية الجهوية والقارية في إفريقيا والعالم العربي ومنطقة أمريكا اللاتينية في تعزيز الشراكات الاستراتيجية وتحقيق التكامل والاندماج والتنمية المشتركة”.

وأوضح المتحدث أن المملكة المغربية، بفضل “الرؤية المتبصرة” للملك محمد السادس، جعلت من من التعاون جنوب-جنوب، رافعة استراتيجية لسياستها الخارجية، وكرسته في الدستور ضمن ثوابت دبلوماسيتها.

ويندرج التزام المغرب في مجال التعاون جنوب -جنوب، يقول ميارة، ضمن إطار رؤية ملكية استراتيجية وشاملة، تقوم على تعزيز القدرات في ميدان التنمية البشرية، وتعزيز السلام والأمن والاستقرار، ودعم التكامل الاقتصادي الجهوي والإقليمي.

كما يقوم على منطق رابح-رابح، وروح التضامن، إذ أن التعاون جنوب-جنوب الذي تطمح إليه بلادنا، ليس مجرد شعار، بل هو ضرورة ملحة تفرضها حدة وحجم التحديات المعقدة والمتعاظمة التي تواجه بلداننا، يقول ميارة.

وأشار المتحدث إلى تأكيد العاهل المغربي في خطاباته الموجهة إلى مختلف المحافل الدولية أو الإقليمية، على ضرورة تنمية التعاون بين دول الجنوب لتوحيد صفوفهم على المستوى الدولي، مذكرا بما ورد في الخطار الملكي الموجه إلى المشاركين في القمة الثانية للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية المنعقدة بالعاصمة القطرية الدوحة في مارس من سنة 2009.

ونقل ميارة عن الملك تأكيده على “ضرورة مواصلة التشاور السياسي فيما بيننا، وفق منهجية ناجعة، متطلعين لجعل مواقفنا على المستوى الدولي، أكثر تناسقا وانسجاما. وتلكم سبيلنا لدعم حضورنا وتأثيرنا في القرارات الدولية، لتأخذ بعين الاعتبار، المصالح الحيوية لدول الجنوب”.

وتمكنت المملكة بالتعاون مع الأفارقة، يقول ميارة، من تطوير نموذج مبتكر للتعاون جنوب-جنوب، قوامه تقاسم المعارف والكفاءات والخبرات والموارد، مشيرا إلى قيام العاهل المغربي بزيارات رسمية لأزيد من 30 بلدا إفريقيا من أجل الارتقاء بعلاقات التعاون مع البلدان الإفريقية إلى شراكة استراتيجية فاعلة وتضامنية.

وأتاحت هذه الزيارات، بحسب المتحدث، تفعيل مشاريع استراتيجية كبرى، من قبيل مشروع خط أنبوب الغاز إفريقيا – الأطلسي ووحدات إنتاج الأسمدة للمساهمة في الأمن الغذائي بالقارة، وتوقيع أزيد من 1000 اتفاقية مع بلدان إفريقية في مختلف المجالات ومضاعفة الشراكات رابح – رابح خدمة للشعوب الإفريقية.
وأضاف أن المبادرة الدولية للملك محمد السادس لتسهيل ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي، التي تم إطلاقها بمناسبة الذكرى الثامنة والأربعين للمسيرة الخضراء، تندرج في إطار استمرارية الجهود التي تبذلها المملكة من أجل إفريقيا مزدهرة.

وعلى المستوى العربي، “لطالما دعت المملكة إلى بذل مزيد من الجهود لتعزيز التعاون والتكامل الاقتصادي العربي من أجل التغلب على التحديات الاقتصادية والاجتماعية الراهنة من خلال تسريع وتيرة مشاريع الاندماج الاقتصادي والتجاري، والعمل على تحقيق تقارب أمثل بين المنظومات التشريعية والتقنية لبلوغ مستويات أعلى من التكامل”، يقول ميارة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *