مجتمع

خبير: الإفراط في التكنولوجيا سيجعل التركيز معيار تفوق الناس عوض الذكاء

لا يختلف اثنان على أن وسائط التواصل الاجتماعي أضحت تشكل جزءا لا يتجزأ من الحياة اليومية للأفراد، بل يمكن القول إنها باتت تستحوذ على قسم من الأقسام الحياتية الطبيعية للإنسان، على غرار الأكل والنوم.

لكن فاعلية هذا العنصر الدخيل تسائل الجميع، عن طبيعة وأبعاد ومحددات العلاقة التي تجمع الكائن البشري به، أو يمكن القول إن التطورات التكنولوجية المتسارعة تستعجل ضرورة تقييم آثار ونتائج وانعكاسات هذا العنصر على المجتمعات الإنسانية.

وفي هذا الصدد، اعتبر أستاذ الإعلام والتواصل، ومدير كرسي “الألكسو” للاتصال والأخلاقيات والمعرفة والمجتمع، هشام المكي، أنه نتيجة للإفراط في التكنولوجيا سيصبح التركيز هو سمة تفوق الأفراد بدل الذكاء.

وقال المكي، في تدوينة على حسابه الشخصي فيسبوك “من نتائج إفراطنا في استخدام تكنولوجيا الاتصال: لن يبقى الذكاء المهارة الأساسية الفارقة في تفوق الأفراد، بل التركيز هو ما سيصنع الفارق بين الناجحين، وبين مشتتي الانتباه”.

ويهم “التركيز”، حسب خبير أخلاقيات التواصل الاجتماعي، “التركيز على أداء المهام، والتركيز على الأهداف، والتركيز على العمل لمدة كافية يوميا… من المجال الأكاديمي، إلى تطوير المهارات الشخصية، إلى عالم الأعمال”.

في سياق متصل، أوضح المتحدث في حوار سابق مع “العمق”، أن استخدامات مواقع التواصل الاجتماعي هي بمثابة تعلم اجتماعي للأفراد، يقوم بإحداث تغييرات عميقة في قيمنا الاجتماعية”.

وأضاف المكي في نص الحوار، أن “قدرة الأفراد على الاتصال خارج حدود الزمان والمكان تخفي في المقابل تراجع القدرة والرغبة في إقامة علاقات حقيقية قائمة على التقارب المكاني والإلزام الأخلاقي”.

وبشأن المحددات المعيارية لهاته المواقع، قال “يبدو أن مواقع التواصل الاجتماعي مصممة وفق منظور تجاري صرف، بمعنى أن الطريقة التي صممت بها مواقع التواصل الاجتماعي تهدف أساسا إلى التربح من سلوك مستخدميها، وهذه الفوضى في الاستخدام ودوافعه، وعدم وجود قواعد واضحة هي أمر مقصود”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *