سياسة، مجتمع

“ادعاءات كاذبة ومحاولة يائسة”.. أعضاء بمجلس حقوق الإنسان يهاجمون بنكيران

في الوقت الذي تحظى فيه خطوة مراجعة مدونة الأسرة في المغرب بدعم كبير، فإن أراءها، ومرجعياتها، ومنطلقاتها، وأولوياتها تختلف باختلاف مواقع، وخلفيات، ومطامح ومقترحات الفاعلين. 

وقد بدى الأمر جليا حينما هدد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله ابن كيران، الأحد الماضي بتنظيم “مسيرة مليونية” ضد أي مساس بالمرجعية الإسلامية خلال مراجعة مدونة الأسرة.

واتهم رئيس الحكومة الأسبق، في مهرجان وطني نظمه الحزب الأحد الماضي، رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، بإصدار “مذكرة تتعارض مع كل ما هو مبني عليه هذا الوطن مع الدين ومع الدستور ومع تأطيرنا الملكي ومع ما يريده المواطنين”، الأمر الذي لم يستسغه أعضاء المجلس الذين وجهوا ردود لاذعة لبنكيران.

“ادعاء كاذب”

عضو المجلس الوطني لحقوق الإنسان، المصطفى المريزق، ردا منه على  الأمين العام لحزب للعدالة والتنمية، اعتبر أن “ما قاله حول كون مشروع مذكرة المجلس يشكل خطرا على تماسك الأمة والأسرة والمجتمع، هو ادعاء كاذبا” وفق تعبيره.

وأوضح المريزق أن “مشروع المذكرة عرف نقاش مستفيض حول جميع النقط و القضايا المدرجة بها، تم المرور للتصويت العلني، أسفر عن مصادقة 37 عضوا على المذكرة، وتصويت عضوة واحدة بالنفي، وتحفظ عضو واحد، وانسحاب عضو آخر أثناء مناقشة المذكرة مع الغياب عن التصويت”.

واعتبر، في تصريح لجريدة “العمق”، أن “مشروع المذكرة تتصدره مرتكزات على رأسها دستور المملكة، ومقاصد الشريعة الإسلامية، والمواثيق الدولية التي صادق عليها المغرب، وإطار المرجعية الإسلامية الذي يعتمدها المجلس”.

وأشار إلى أن “المقترحات صيغت على شكل مداخل لمعالجة الاختلالات التي أبانت عنها الممارسة خلال عشرين سنة من تطبيق المدونة، وذلك ضمن ما تسمح به مرجعية الإسلام المغربي السمح باعتباره قاسما مشتركا بين كل المغاربة المسلمين، في إطار الدستور والتأطير الملكي لعمل لجنة مراجعة المدونة”.

ويرى المتحدث أن كل المقترحات “تستهدف معالجة بعض الإشكالات التي يعيشها الناس في الواقع العملي والتي تسمح بإجراء تعديلات تخص المقتضيات التي تنظمها في انسجام تام مع المرجعية الإسلامية السمحة لمواكبة تطور المجتمع والاِستجابة لطموحات وهموم المواطنات والمواطنين”.

وأضاف أن “ما صرح به بنكيران، اأعتبره شخصيا تهجما مجانيا على مؤسسة وطنية محترمة داخل المغرب وخارجه، وتسفيها لشخص رئيستها  المشهود لها بالكفاءة والنزاهة والاحترام والتقدير داخل الوطن وخارجه، كما لا نقبل أن نسمح بنعت مذكرة المجلس بالمارقة”، حسب تعبيره.

وكان الأمين العام لحزب العدالة والتنمية قد قال بالمهرجان الوطني لحزبه، الأحد المنصرم، إن “هذه السيدة (آمنة بوعياش) لملمت أفكارها بالدارجة وجاءت بها للناس (أعضاء المجلس) وقالت لهم صوتوا”.

وفي هذا الصدد، قال المريزق إن تصريحات بنكيران “أعتبرها بكل موضوعية تحريضا على العصيان، ولدي اليقين التام أن العديد من الفاعلات والفاعلين بذات الحزب لا يتفقون مع أمينهم العام في تهجمه على المجلس الوطني لحقوق الإنسان ورئيسته آمنة بوعياش”.

وأوضح أن مشروع المذكرة التي تقدم بها المجلس الوطني لحقوق الإنسان، هي موجهة لكل المواطنات والمواطنين، ولا يمكن نعتها بعدم الانضباط إلى المرجعية الإسلامية، فجلالة الملك محمد السادس هو الفيصل الذي سترجع له كلمة الفصل، باعتباره أمير المؤمنين.

“محاولة يائسة”

من جانبها، وصفت عضوة المجلس الوطني لحقوق ا‘انسان، سلمى الطود، مهرجان حزب العدالة والتنمية بأنه “محاولة يائسة لتجييش ما تبقى من السذج الذين لازالوا محسوبين على من وصفته بالحزب البئيس”.

واعتبرت أن بنكيران “مافتئ يكيل للحركة النسائية وللمرأة المغربية كل عبارات التحقير ويتخذ ضدها المواقف التي ترجعها قرونا الى الوراء، وتحبط المجهودات المبذولة لتبوئها المكانة التي تستحقها كمواطنة متساوية مع الرجل ومساهمة في تنمية البلاد وتطورها”.

وأضافت الطود، في تدوينة على حسابها بفيسبوك، أن “حزب العدالة والتنمية ورغم تحمله المسؤولية لمدة تجاوزت العشر سنوات لم يخلف على أثرها إلا رصيدا من أسوأ القرارات وأبشع السياسات العمومية”.

وزادت “بلغ الخبث مداه ضد المرأة المغربية بالهجوم الشرس على المؤسسة التي تضع المساواة وعدم التمييز قيمة تعمل على نشرها وترسيخها في المجتمع المغربي، وهي المجلس الوطني لحقوق الانسان، وهو المؤسسة الدستورية التي برهنت على علو شأنها وطنيا وفي المنتظم الدولي”.

وتابعت المتحدثة “التهديد بمحاولة يائسة للتجييش قد ولى زمنه وسياقه بوفاة متعهده إدريس البصري الذي أصبح في عداد الأموات، فهو الذي جعل مسيرتكم في الدار البيضاء بذلك الحجم في سياق لم يعد خافيا الآن على أحد، ولحاجة لم يتمكن والحمد لله من قضائها”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • Omar Raid
    منذ شهرين

    التيار العلماني ديكتاتوري و يريد أن يفرض توجهه و أيديولوجيته و مبادئه على المجتمع المغربي و هو ما أرفضه مطلقا. مجموعة من قلال الدين و الملاحدة يسعون لتدمير الأسرة و تسهيل الحرام و القضاء على الإسلام في علاقات و معاملات المغاربة.