سياسة

البام: الـPJD فشل في إقناع المغاربة بمشروعه الماضوي وانتقل للتهديد بالاحتجاجات

هاجمت القيادة الجماعية الجديدة لحزب الأصالة والمعاصرة، حزب العدالة والتنمية على خلفية التصريحات الأخيرة لأمينه العام عبد الإله ابن كيران حول تعديل مدونة الأسرة، حيث اتهمته بـ”التحريض على العنف الرمزي والتهديد بالاحتجاجات”، بعدما فشل في إقناع المغاربة بمشروع الماضوي.

وقال عضو الأمانة الجماعية لحزب الأصالة والمعاصرة، صلاح الدين أبو الغالي إن “النقاش حول تعديل مدونة الاسرة، وإن كان صحيا وإيجابياً على وجه العموم، فإنه لم ولن يخلو من الاصطياد في المياه العكرة من طرف بعض الخصوم السياسيين”.

أبو الغالي خلال تأطيره للقاء تواصلي مع أعضاء الحزب بمدينة بنجرير بإقليم الرحامنة، أمس السبت أشار إلى أن هؤلاء الخصوم «عمدوا، بعد أن تبين لهم أن حجتنا هي الأحق ولله الحجة البالغة، إلى تأجيج النقاش والتحريض على العنف الرمزي والتهديد بالاحتجاجات، وهذا لا يستقيم مع أدبيات الحوار العمومي ومبدأ النقد البناء والاحتكام إلى آلية المؤسسة التشريعية كتعبير للإرادة الشعبية”.

وأضاف القيادي في حزب الجرار، إن حزب العدالة والتنمية «فشل في إقناع المغاربة بمشروعهم الماضاوي الذي يكمن في قياس مجتمعنا على مجتمع القرن العباسي، وهذا ضرب من ضروب العبث ولا يزيدنا إلا ايماناً وتشبثا بأخلاق ديننا السمح وبالغايات القرآنية والتي تتجلى معظمها في العدل والتقوى بمفهوم الكف عن الاعتداء ورفع الإكراه على الناس والحرية وترك الحساب إلى الله”.

إن المواجهة اليوم بين الحداثة والماضاوية، يضيف أبو الغالي “تكمن في المواجهة بين العقل و النقل و بين الاصالة والأصولية وبين الاتباع والتقليد، فالحداثة عكس الماضاوية والحداثة ترجح العقل على النقل كما أنها تنتصر للأصالة ضد الأصولية وللاتباع ضد التقليد”.

وتابع بقوله: “نحن في حزب الأصالة والمعاصرة ننتصر للعدل والمساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات كما نسعى لتحقيق تكافؤ الفرص وحس المواطنة لكل طفل يترعرع على أرض الوطن مهما كانت ظروف نشأته ولو تعلق الأمر بطفل تم إنجابه خارج إطار الزواج فنطالب بوجوب نسبه لأبيه كما هو الشأن اليوم حيث ينسب لأمه، ولدينا اليوم من العلم ما يمكن إثبات بنوته باليقين”.

وعاد أبو الغالي للهجوم على البجيدي عندما قال “لقد تجرأ الحزب الماضاوي اليوم بالقول إن ابن الزنى لا حق له ونحن في حزب الاصالة والمعاصرة نقول ليس هنالك أصلا ابن زنا لا في المغرب ولا في زحل والأطفال ليسوا مسؤولين على أخطاء أباءهم “ولا تزر وازرة وزر أخرى” ولن يزدهر مغرب الغد بأطفال مأزومين نفسانيا و مهزومين اجتماعياً وملعونين بكل النعوت بغية ارضاء بعض الذكور الذين يريدون التهرب من أفعالهم، و إلقاء المسؤولية على المرأة و الطفل”.

واعتبر أن ما يميز حزبه عن الأحزاب والحركات الماضاوية في شأن تعديل مدونة الاسرة “يكمن في مفهوم الاجتهاد وينبغي لمتتبعي الشأن العام ان يعلموا أننا جميعنا، مهما كان انتماؤنا السياسي، مجتهدون مسلمون ولكن نسلك طرقا مختلفة في الاجتهاد، فنحن الحداثيون نعتبر أن هناك اجتهادا مع النص ونطالب علمائنا المغاربة الأجلاء والمشهود لهم عبر العالم عن كفاءاتهم و حنكتهم و أنا أجالس البعض منهم وأكن لهم الاحترام والتقدير، أن يستحدثوا آراء جديدة بناء على ثبات النص وحركية المحتوى”.

وأردف أن “النص يفهم وفق أدوات ومفاهيم الأرض المعرفية التي نعيش فيها والقراءة المعاصرة في حين أن الماضاويون يعتبرون أنه لا اجتهاد مع النص وأن النص لا يفهم إلا وفق فهمه للسلف الصالح وأن المجتهد لا يأتي بأحكام جديدة بل يكشف عن الحكم الشرعي بالقياس على الماضي والأدلة الشرعية، وهذا لا يغنينا اليوم في شيء بل يحجر على العقول”.

ومضى مستطردا: “حتى ذهب أحدهم في الحزب الماضاوي وقال إنه يستغرب كيف لبنت قاصر ذو 17 سنة أن تكون غير مؤهلة للزواج وهو يستحضر بالرمز طاقتها الجسدية أمام الناس ولم يخطر عليه أن المغرب عرف تحولات اجتماعية وثقافيه واقتصادية منذ الاستقلال، حيث أصبحت المرأة فاعلاً اساسياً في التنمية والاقتصاد”.

وأكد أبو الغالي أن “ضمير المجتمع المغربي يسعى إلى القطع مع زواج القاصرات وإلغاء الاستثناءات كون البنت القاصر مكانها المدرسة و ينقصها الرشد لكي تكون أما و مربية و كونها في قرية أو بادية لا يغير شيء و المفاسد لا تدرأ بالظلم و الاعتداء، فنحن في الاصالة و المعاصرة نسعى إلى تجريم زواج القاصر الذي يقل عمره أو عمرها عن 18 سنة بدون أي استثناء و لا تبرير اليوم لزواج القاصرات”.

وشدد على أن “النقاش حول تعديل مدونة الأسرة ينبغي أن يكون بناءً وفرصة للنهوض بالأسرة وبالرجل والمرأة والطفل، وبدون مزايدات من شأنها إقصاء ولو مغربية واحدة أو مغربي واحد وبدون تخوين أي شخص أو اتهامه بالعمالة ولمناورات لصالح أهداف خارجية تسعى إلى تخريب الأسرة المغربية، فكل هاته التراهات أكل عليها الدهر وشرب ولن تصبح وازنة في طمس العدوان الذي تعاني منه المرأة المغربية وأطفال المجتمع المغربي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *