أدب وفنون

بسبب “كتابته القوية ومشخصيه”.. إشادات واسعة بمسلسل “بين القصور”

حظي مسلسل “بين القصور” الذي يبث مع وقت الإفطار على شاشة قناة “ام بي سي5” بإشادات كبيرة من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي.

“بين القصور” مسلسل درامي اجتماعي سيناريو بشرى مالك، وأشرف على إخراجه هشام الجباري ويعرف مشاركة عدد من الوجوه الفنية الكبيرة في المغرب أبرزهم محمد خيي، السعدية لاديب، هدى الريحاني، عزيز حطاب، ماريا لالواز، فرح الفاسي وآخرين.

وفي هذا الصدد، قال الناقد الفني فؤاد زويريق، إن مسلسل “بين القصور” يعد الأفضل بين الأعمال الدرامية التي تعرض عبر شاشة القنوات الوطنية ووقناة “ام بي سي 5″، وذلك لعدة أسباب أولها الكتابة التي تعد النواة والأساس لأي عمل فني، فإلى حدود الآن هناك ضبط وتحكم في الخط الدرامي الرئيسي وكذا الخطوط الفرعية، وسلاسة في تتابع الأحداث وتشابكها وبنائها بشكل مدروس، كما أن الشخصيات بنيت ونسجت بشكل مقنع، كل واحدة منها حسب تاريخها وحمولتها الثقافية والتعليمية.

وأضاف زويريق، أن هناك عقد نفسية شكلت طبيعة الشخصيات الرئيسية المتحكمة في خيوط الأحداث، بدأت تتكشف شيئا فشيئا، فـ”الغندور” محمد خيي مثلا يعاني من عقدة هي ما جعله بهذه القسوة والبطش، وكذا الطبيب/عزيز حطاب المضرب عن الزواج، وأيضا شخصية سكينة المنهارة التي أدتها هدى الريحاني.

واعتبر زويريق، أن ذلك ليس غريبا عن كاتبة السيناريو بشرى مالك، التي خبرت تقنيات الكتابة، وتعرف كيف تقبض على الأحداث وتتلاعب بالشخصيات وتتحكم فيها، لكن يبقى الخوف من الحلقات الأخيرة وخصوصا القفلة أو النهاية، فقد عودتنا أغلب الأعمال المغربية على ضعف نهاياتها وسداجتها.

وأوضح الناقد الفني، أن ثاني أسباب اختياره لمسلسل “بين القصور” كأفضل عمل درامي هو “التشخيص الجميل والممتع لأغلب الممثلين، فالفنانة السعدية لديب تقوم بدور غاية في الروعة حيث تعمقت في الشخصية بشكل ملفت وعميق كما عودتنا دائما، وأنا شخصيا أنتظر مشاهدها بشغف، هدى الريحاني أيضا، وعزيز حطاب، ومحمد خيي الذي أجده رغم تألقه في هذا الدور، قد بالغ كثيرا في تفخيم صوته بشكل مزعج، وهذا يظهره أكثر تصنعا وكلفة، لكن تشخيصه يبقى احترافيا إلى أبعد مدى، وكل هؤلاء المشخصين طبعا راكموا تجارب وخبرات لعدة عقود، فلن نندهش من تألقهم وتميزهم”.

وتابع ذات المتحدث، أن كل من حليمة البحراوي، سعيد ضريف، ماريا لالواز، وليلى الفاضلي أبانوا على إبداعهم وموهبتهم في تشكيل قوة ضاربة تضاهي قوة تشخيص الأبطال الرئيسيين الذين ذكرناهم.

وأشار زويريق، إلى أن التصوير لم يخرج عما اعتدناه في باقي أعمالنا الدرامية، كما أن الإخراج لم يشكل استثناء ولا تميزا، لافتا إلى أن هناك اجتهاد ملحوظا ومتقنا في تسكين الأدوار والربط بين عناصر العمل، ورغم بعض عيوبه إلا أن يبقى إلى حد الآن أفضل الأعمال المغربية المعروضة وفي الإثارة والتشويق.

يذكر أن مسلسل “بين القصور” الذي صورت أحداثه بالحي المحمدي بمدينة الدار البيضاء يسلط الضوء على التهميش الذي تعيشه عدد من الأحياء الشعبية المغربية التي أنجبت سياسيين ورجال أعمال وفنانين وكوادر في عدد من المناصب، إلا أنهم تنكروا لها وتركوها مرتعا لتجار المخدرات وجميع الآفات السلبية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *