مجتمع

معاناة فلاحي درعة مع الجفاف.. نضوب الآبار يهدد المحاصيل والنشاط الفلاحي

معاناة فلاحي درعة من الجفاف ونضوب الآبار: تهديد للمحاصيل والنشاط الفلاحي

تشهد مختلف مناطق وادي درعة بإقليم زاكورة جفافًا غير مسبوق منذ عقود، حيث تسببت السنوات المتتالية للجفاف في نقص حادٍّ في المياه وصعوبات في الحصول على مياه الشرب في العديد من الدواوير ومياه سقي المحاصيل الزراعية في حقول الواحة.

وفي تصريح لجريدة “العمق” خلال لقاء بحقول دوار تمكاسلت بجماعة أفرا، أكد أحمد معان، وهو فلاح يبلغ من العمر 54 سنة، أن مزراعي المنطقة يواجهون معاناة شديدة بسبب نقصٍ وندرةٍ في مياه الآبار نتيجة تراجع مستوى الفرشة المائية إلى مستويات غير مسبوقة.

ففي الوقت الذي كانت تستغرق فيه عملية سقي أحد الحقول حوالي ثلاث ساعات خلال المواسم المنصرمة، فإنّ عملية سقي نفس الحقل قد تستغرق الآن تسع ساعات بسبب نقصٍ في صبيب مياه البئر، مع ارتفاع تكاليف الإنتاج التي تتعلق بقنينات الغاز والأسمدة واليد العاملة.

وأوضح أحمد معان أن شهر فبراير من العام المنصرم شهد تساقطات مطرية وثلجية في مناطق جبال الأطلس ساهمت في ارتفاع منسوب سد أكدز وسد المنصور الذهبي، مما أدى إلى انتعاش الفرشة المائية ووفّرت المياه في الآبار بشكل كافٍ ومطمئن للفلاحين لفترةٍ تجاوزت ستة أشهر.

معاناة فلاحي درعة من الجفاف ونضوب الآبار: تهديد للمحاصيل والنشاط الفلاحي

غير أنه منذ عدة أسابيع، شهدت العديد من الآبار تراجعًا في مستوى المياه ونضوب الكثير منها، مما أدى إلى استنزافٍ كبيرٍ للفرشة المائية. وذلك خلق متاعب للفلاحين الذين يضطرون لجلب المياه من آبار أخرى بديلة تقع على مسافة تزيد أحيانًا عن 300 متر باستخدام قنوات بلاستيكية تفاديًا لضياع المياه في الجداول والسواقي التقليدية.

ويتحسر أحمد معان على ما آلت إليه الأوضاع في الواحة التي كانت تتمتع خلال العقود والسنوات السابقة بخيرات التمور ومختلف الفواكه. ففي تلك الحقبة، كانت السواقي والجداول في الواحة تفيض بالمياه ويحصد الفلاحون إنتاجًا وفيرًا بتكاليفٍ قليلة.

أما حاليًا، تعاني الواحة من جفافٍ استمرّ لعدة سنوات مع ارتفاعٍ مُلحوظٍ في مصاريف الإنتاج. الأمر الذي جعل أغلبهم غير قادرين على الاستمرار في النشاط الفلاحي مما اضطرّهم إلى الهجرة إلى المدن أو البحث عن أنشطة وموارد أخرى.

معاناة فلاحي درعة من الجفاف ونضوب الآبار: تهديد للمحاصيل والنشاط الفلاحي

ونتيجةً لعدم قدرة الفلاحين على تحمل مصاريف السقي واستمرار الجفاف، هجر العديد منهم حقولهم مما تسبب في موت المئات من أشجار النخيل. بينما قاوم بعضهم قسوة الجفاف وقدموا تضحيات كبيرة لمواصلة نشاطهم الفلاحي. فقد حفروا آبارًا جديدة لإنقاذ حقولهم وما تبقى من أشجار النخيل. وبادروا منذ بداية الموسم الفلاحي الحالي بحرث وزرع بعض المزروعات، خاصةً القمح أملاً في انتعاش الفرشة المائية، غير أنّ تراجع صبيب المياه ونضوب أغلب الآبار منذ أسابيع أدى إلى صعوباتٍ في استكمال سقي المزروعات مما يهدد بفشل الموسم الفلاحي الحالي.

وأفاد أحمد معان أن أزيد من 20 بئرا في دوار تيكيت بجماعة تنسيفت جفت ونضبت من المياه، مؤكدا أنه اذا استمر الجفاف فإنه لن يستطيع المغامرة بحرث وزرع حقوله في الموسم المقبل.

معاناة فلاحي درعة من الجفاف ونضوب الآبار: تهديد للمحاصيل والنشاط الفلاحي معاناة فلاحي درعة من الجفاف ونضوب الآبار: تهديد للمحاصيل والنشاط الفلاحي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *