أدب وفنون

عبد الله العروي يقارب العلاقات المغربية الجزائرية والصحراء والفلسفة والغرب في “دفاتر كوفيد”

صدر حديثا للمؤرخ والمفكر المغربي عبد الله العروي كتابه الجديد "دفاتر كوفيد" ضمن منشورات المركز الثقافي للكتاب

صدر حديثا للمؤرخ والمفكر المغربي عبد الله العروي كتابه الجديد “دفاتر كوفيد” ضمن منشورات المركز الثقافي للكتاب، يُوثّق فيه ليومياته خلال فترة جائحة كورونا، مستعرضا ما يعرفه العالم من تحولات على مستوى السياسة والثقافة والاقتصاد.

ويبرز العروي في هذا الكتاب تأملاته الفكرية في قضايا تتعلق بجائحة كورونا والدبلوماسبة المغربية وعلاقات الرباط والجزائر وقضية الصحراء المغربية فضلا عن مواضيع تتعلق بالإسلام والفلسفة والغرب والموت.

ويعتبر الكتاب تأريخا لخواطر عبد الله العروي الصباحية خلال فترة كورونا ما قبلها، حيث ينتقل المفكر المغربي بسلاسة في كتابه من موضوع لآخر، كما يقدم رأيه في ما آلت إليه الأوضاع السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية في المغرب والعالم.

كما أن “دفاتر كوفيد”، الذي أصدره العروي باللغة الفرنسية هي بمثابة جزء خامس ليومياته المعنونة “خواطر الصباح”، وفيها يقف المفكر المغربي على يومياته من سنة 2013 إلى سنة 2022، مع طرحه جوانب مرتبطة بقضايا وأسئلة الفكر المغربي والفكر العربي.

ويتفاعل العروي مع مواقفه ومع مختلف التحولات الجارية في العالم، وكذا استمرار دفاعه عن ضرورة تجاوز صنمية التاريخ والتراث، حيث يواصل دفاعه عن القطيعة وإعادة بناء الذات بروح نقدية، وفي إطار تَمَلُّك الروح الحداثية، بحكم أنها تشكل اليوم أهم مكاسب العصر الحالي.

في “يوميات كوﭭﯿد”، يناقش العروي أسئلة متعلقة بالعرب والغرب والعرب والحضارة الغربية،و الماركسية والتحديث، كما تعود أسئلة التراث والحداثة، أوروبا وغير أوروبا، حيث يواصل العروي توضيح نزوعه التاريخي.

ويتطرق العروي أيضا لوباء كورونا، وحرب روسيا مع أوكرانيا، والتحولات البيئية الجارية في العالم، كما يعود بالذاكرة لبعض المعطيات المتعلقة بفترة إقامته وتكوينه في باريس، خلال خمسينيات القرن الماضي.

إن “يوميات كوفيد” عبارة عن “نوافذ تسمح للمفكر بمواصلة النظر والتفكير في الحاضر، ومواصلة المساهمة في بناء بعض التصورات، التي يمكن أن تساهم في إضاءة وتنوير بعض قضاياه وأسئلته”.

ويرى العروي أن النهضة العربية قرينة بالتحاق المجتمعات العربية بالحداثة التي لا يمكن أن تكون إلا من خلال الإيمان بالمقومات الأساسية للحداثة الغربية التي تتجلى في العقلانية والتقدم والنقد ومسؤولية الإنسان عن نفسه نظريا، أما عمليا فتبني العلمانية والماركسية والدولة المركزية.

ويعتبر عبد الله العروي، صاحب 91 سنة، من المفكرين الذين اتخذوا التاريخانية الجديدة مذهبا وفلسفة ومنهجا للتحليل، كما يُعد العروي أيضا من أنصار القطيعة مع التراث العربي والإسلامي ومن دعاة تبني الحداثة الغربية كقيمة إنسانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *