سياسة، مجتمع

“هجوم” البعوض على الساكنة.. مطالب إلى جماعة تطوان باتخاذ إجراءات عاجلة

لازالت ظاهرة انتشار البعوض بشكل مفاجئ، تشكل حديث العامة بعض مدن الشمال، خاصة تطوان ومرتيل، وذلك بعد ارتفاع درجة الحرارة، خلال الأيام الجارية، والتي أعقبت تساقطات مطرية غزيرة قبل أيام، ما أدى إلى ظهور مستنقعات وبرك مائية داخل المدينتين وفي محيطهما.

وفي الوقت الذي حذر فيه نشطاء وسياسيون من التداعيات الصحية لـ”الناموس” على السكان، خاصة الأطفال والمسنين والمرضى، لم تتخذ السلطات المحلية والمجلسين الجماعيين بتطوان ومرتيل، أي إجراءات لمواجهة الظاهرة، وهو ما أثار تساؤلات حول سبب التأخر في اتخاذ خطوات استباقية قبل حلول فصل الصيف.

وفي هذا الصدد، دعا الحزب المغربي الحر بتطوان، المجلس الجماعي بتطوان، إلى ضرورة اتخاذ الحلول المستعجلة لانتشار البعوض بالمدينة، مشيرا إلى توصله بشكايات العديد من المواطنين من ظاهرة انتشار البعوض بعد ارتفاع درجات الحرارة.

وقال الحزب في مراسلة وجهها إلى رئيس جماعة تطوان، تتوفر “العمق” على نسخة منها، إن البعوض يسبب لدغات سامة، خصوصا للأطفال، مشيرا إلى أن هذه الظاهرة أصبحت تتكرر كل سنة مع اقتراب فصل الصيف، محذرا من انتشار الأمراض والأوبئة.

وشدد الحزب على ضرورة اتخاذ المجلس الجماعي لتطوان، لإجراءات عاجلة لمعالجة هذه الظاهرة بصفة نهائية، محذرا من الحلول الموسمية، داعيا إلى التركيز على معالجة المياه العادمة ورش المبيدات في البرك والمستنقعات المائية.

وعادت ظاهرة انتشار البعوض المعروف محليا باسم “الناموس”، لتؤرق سكان تطوان ومرتيل، حيث عاينت “العمق” انتشار البعوض بشكل مفاجئ عقب ارتفاع درجات الحرارة، فيما أوضح عدد من السكان أن لسعات البعوض تفاقم معاناة الأسر داخل المنازل، خاصة لدى الأطفال والرضع.

واعتاد سكان المدينتين على ظهور “الناموس” تزامنا مع ارتفاع درجة الحرارة قبل دخول فصل الصيف كل عام، وهو ما يسبب لهم معاناة داخل بيوتهم، خاصة في الليل، وسط مطالب بتدخل السلطات المعنية لإيجاد حل لانتشار البعوض بشكل استباقي.

ومع اقتراب فصل الصيف، تقوم عادة سلطات عمالتي تطوان والمضيق الفنيدق، باستخدام الطائرات وآليات التدخل الميداني من أجل رش المبيدات بالبؤر السوداء لتكاثر “الناموس”، بجانب عمليات استطلاعية لطائرات مروحية لرصد أماكن تكاثر وتوالد اليرقات.

غير أن السلطات المحلية بالمدينيتن، وخاصة المجلسين الجماعيين بتطوان ومرتيل، لم تعلن بعد عن الإجراءات والتدابير المتخدة لمواجهة البعوض، وهو ما أثار تساؤلات حول سبب التأخر في اتخاذ الخطوات الاستباقية قبل حلول فصل الصيف.

وكان المستشار بجماعة تطوان، عادل بنونة، قد شدد على أن “هجوم البعوض” على ساكنة تطوان، خلال اليومين الأخيرين، يحتم على اللجنة الإقليمية بالعمالة التدخل لاتخاذ التدابير والإجراءات اللوجستيكية والبشرية الضرورية لمواجهة الظاهرة.

وأوضح رئيس فريق العدالة والتنمية بمجلس جماعة تطوان، أن سكان المدينة يعانون بشكل كبير مع انتشر البعوض داخل البيوت أو في المناطق العامة، مشيرا إلى أن المشكل ناجم أساسا عن ظهور برك ومستنقعات مائية في محيط المدينة.

واعتبر في اتصال سابق لجريدة “العمق”، أن بؤر المياه الراكدة التي يتكاثر فيها البعوض، والمستنقعات والنقط السوداء، يجب أن يكون معروفة للسلطات المعنية، خاصة الأماكن المقابلة للمطار وحي السواني وجماعة السحتريين، باعتبارها أماكن منخفضة تتجمع فيها المياه.

وأضاف المتحدث أن مطار “سانية الرمل” الذي تتم تهيئته ليصبح مطارا بمعايير دولية، يستقبل حاليا سياحا وزورا ومحيطه مليء بالبعوض، محذرا من أن  “الناموس” هو أول من سيطرد السياح الأجانب، وشدد على ضرورة وضع برنامج لمواجهة الظاهرة.

وحذر بنونة من أن البعوض تجاوز حاليا مرحلة التبييض وبدأ في الانتشار، وهو ما يعني أن السلطات المعنية تأخرت نسبيا في تحركها، داعية قسم حفظ الصحة بجماعة تطوان إلى التدخل العاجل وليس بعد أن يتفاقم المشكل.

يُشار إلى أن مدن الشمال تعرف توافدا كبيرا من طرف الزوار المغاربة والأجانب خلال فصل الصيف، نظرا لما تتوفر عليه المنطقة من شواطئ متوسطية وأماكن طبيعية ومرافق سياحية وترفيهية مختلفة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *