سياسة

صراعات على أبواب المؤتمر تختبر “التوافقات” داخل حزب الاستقلال

لم تخل المؤتمرات الإقليمية لحزب الاستقلال التي انطلقت الأسبوع الماضي من مناوشات وصراعات، تطور بعضها إلى مشادات بالأيادي وتبادل للضرب بين بعض مناضلي الحزب، فيما أرجعت مصادر قيادية داخل حزب الميزان ذلك إلى أن التوافق الذي حصل على المستوى المركزي لم يحصل على مستوى الأقاليم.

وبالرغم من توافق التيارات المتصارعة داخل الحزب على التعديلات الجديدة التي أدخلت على النظام الأساسي للحزب، إلا أن المؤتمرات الإقليمية شهدت احتجاجات ومناوشات تحول بعضها إلى تبادل للضرب، خصوصا في بعض الأقاليم الجنوبية مثل الداخلة وكلميم وأوسرد، بالإضافة إلى مراكش وطنجة.

وكشفت مصادر قيادية استقلالية في حديث مع جريدة “العمق”، أن هذه المناوشات “طبيعية” ومرتبطة بالصراعات الداخلية التي يشهدها الحزب منذ شهور، مشيرا إلى أن ما وقع مثلا في الداخلة له علاقة بالصراع بين تيار حمدي ولد الرشيد وينجا الخطاط، وأن الأحداث التي شهدها المؤتمر الإقليمي بطنجة يعود سببها إلى الصراع بين محمد سعود وعبد الجبار الراشدي.

في السياق ذاته، سجل مصادر الجريدة، أن الأحداث التي عرفها المؤتمر الإقليمي لحزب الاستقلال بالداخلة، افتعلها محسوبون على ينجا الخطاط، احتجاجا على التعديلات التي شهدتها شروط العضوية في اللجنة التنفيذية للحزب، والتي تشترط ولايتين في المجلس الوطني للحزب، وهو الشرط الذي لا يتوفر في رئيس جهة الداخلة.

وأضافت مصادر “العمق”، أن المؤتمر الذي ترأسه عبد السلام اللبار، ومنصور المباركي، عاد لاستكمال أشغاله وانتخاب المنتدبين للمؤتمر الثامن عشر، بعد اللجوء إلى اللجوء إلى التحكيم والتوافق الشيء الذي أفضى إلى حلول أرضت الجميع وأنهت حالة التجاذبات والانقسامات التنظيمية بالجهة ككل.

كما سجلت، أن المؤتمر الإقليمي للحزب على مستوى الرباط، شهد هو الآخر بعض المناوشات، حيث احتج بعض المناضلين على ترؤس رياض مزور للمؤتمر، في مخالفة منه للفصل 95 من القانون الأساسي للحزب الذي يمنع على أي عضو ترؤس المؤتمر الإقليمي في الإقليم الذي ينتمي إليه.

وبحسب المصادر ذاتها، فإن 90 بالمائة من المؤتمرات الإقليمية انتخبت المنتدبين عنها للمؤتمر الثامن عشر، باستثناء المؤتمر الإقليمي بمراكش الذي ترأسه النعم ميارة، والذي شهد هو الآخر مشادات كلامية وعراكا بالأيادي، أدى إلى تغيير مكان انعقاده، دون أن الوصول إلى أية توافق لحد الآن.

في غضون ذلك، قلّلت مصادر قيادية استقلالية، من تأثير هذه الصراعات والمناوشات على مجريات المؤتمر الثامن عشر لحزب الاستقلال، والمقرر نهاية الأسبوع الجاري، مؤكدة أن الأهم هو التوافق الذي حصل على التعديلات الجديدة بالنظام الأساسي للحزب.

وبدورها، أكدت القيادية بحزب الاستقلال، خديجة الزومي، في تصريح لجريدة “العمق”، أنه “طبيعي أن تحصل مثل هذه الأحداث في الأحزاب والتنظيمات الكبرى وتعبر عن حيوية ودينامية الحزب”، مضيفة أن “الحزب الذي استطاع أن يطوي عدد من الملفات قادر على أن يتجاوز هذه الأزمة مقللة من تأثير هذه الأحداث على المؤتمر”.

وأوضحت الزومي، أنه تم طي الخلافات على مستوى طنجة والداخلة وهناك تسوية مرتقبة على مستوى مراكش، مشددة على أن حزب الاستقلال عصي على الانقسام، وأن الجميع متشبثين بمخرجات اللقاء الأخير الذي عقدته اللجنة التنفيذية للحزب، والذي انتهى إلى التوافق على التعديلات الجديدة في النظام الأساسي، وأيضا التشبث بتزكية نزار بركة لقيادة الحزب لولاية ثانية.

في سياق متصل، كشف مكتب اللجنة التحضيرية الوطنية للمؤتمر العام الثامن عشر لحزب الاستقلال، في بلاغ له، أن المؤتمرات الإقليمية “عرفت نجاحا كبيرا، حيث مرت في أجواء ديمقراطية إيجابية تميزت بالجدية والالتزام الحزبي”، دون أن يشير إلى الأحداث التي شهدتها بعض المؤتمرات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *